أن يحمل ويلد رجل مكتمل الرجولة أصبحت حقيقة علمية وليست مجرد إحدى سخافات العبث العلمي وما أكثرها من معامل الهندسة الوراثية الغربية. التفاصيل الكثيرة للكشف الطبي المثير الذي يبشر بدخول الرجل ساحة الولادة ليزاحم المرأة فيما اختصها الله به وحدها وليملأ معا الدنيا بمزيد من الأطفال. نقلتها الأهرام «القاهرية» ثم «عكاظ» السعودية قبل مدة ليست بالقصيرة تعقيباً على أخبار خرجت من أكثر من جهة طبية عالمية وآخرها مستشفى «نورث ويسترن» الأمريكية حيث أكد البروفسير «أدموند» أنه يمكن تحقيق رغبة من يريد من الرجال في الإنجاب بعد نجاح التجارب على الحيوانات بأن يتم حقن الرجل بهرمون«البريسترون والإستروجين» لإيجاد مناخ مناسب لنمو الطفل ثم يزرع له جنين في تجويف البطن ويمكن توليده بعد سبعة أشهر بعملية قيصرية. الدكتور أستاذ الأمراض التناسلية والعقم في كلية عين شمس لم يستغرب ذلك وقال إن الأصل في الخلق بين الرجل والأنثى واحد.. فالمعدة والقلب والكلى مثلاً متشابهة ما بين الرجل والأنثى وكذلك الجدار الداخلي للبطن في كليهما.. وكثيرًا ما يحدث حمل خارج الرحم عند الأنثى وعندما تمزج البويضة المخصبة من الجهاز التناسلي للأم خارج الرحم وإلى تجويف البطن فإن المشيمة المكونة حول الجنين ستلتصق بالأمعاء وتمد الدم للجنين.. ومن الجائز أن يستمر ذلك حتى المخاض ويظل الجنين حياً والرحم فارغاً لكن هرمونات الأمومة في دم الأم تحافظ على استمرار الحمل. الدكتور أستاذ المناعة والميكروبيولوجي يؤكد أن الله سبحانه وتعالى خلق رحم الأم ليكون مؤهلاً لاستقبال ورعاية الجنين.. وجدار الرحم حتى ولو تم زرعه.. كما يقول هؤلاء العلماء في بطن الرجل فإنه يجب أن يعطى كماً رهيباً من الهرمونات الأنثوية التي تغيِّر من تركيب هذا الجدار الذي يمد الطفل باحتياجاته الغذائية في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل حتى يتكون الحبل السري الذي يتصل به فيما بعد لتغذية الجنين، ويعترض دكتور الطب النفسي بجامعة عين شمس على اعتبار هذا الكشف العلمي حقيقة علمية أو نظرية قابلة للتحقيق.. ففي راية أن الطفل قد يتخلق داخل أحشاء رجل بعد أن يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة ولكن الرجل هنا يصبح فقط كالبوتقة.. وقد يتطور العلم ليصبح بالإمكان زرع البويضة الملقحة داخل أحشاء خنزير وهنا يصبح الرجل والخنزير سواء ولن يطرد الخنزير الجنين لأن هناك من العقاقير الآن ومستقبلاً ما يمنع طرد الأجسام الغريبة المزروعة في غير بيئتها.. ويقول إن ذلك يندرج تحت اسم تصنيع إنسان، وهذا يختلف عن خلق إنسان، فالإنسان المخلوق يرتبط بروابط تبادلية مع ما يسمى بأبيه وذلك داخل نطاق أسرة تتكون من أب وأم وطفل ثم أطفال أشقاء وشقيقات. ويرفض عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف هذا التلاعب الخطير بالجنس البشري ويقول إنه مخالف للطبيعة الإنسانية التي خلق الله تبارك وتعالى البشر عليها ووضع في كل نوع ما يوافق طبيعة تكوينه وهيأه بهذه المقومات لأداء وظيفته في الحياة، ويضيف أن محاولة تغيير وظيفة الرجل والمرأة التي أودعها الخالق الأعظم سبحانه وتعالى فيها وخلقها من أجلها عمل مرفوض أساساً من الناحية الإسلامية شكلاً وموضوعاً فمخالفته لغرض الله في خلقه فهو سبحانه الذي قدّر فهدى وخلق الزوجين الذكر والأنثى.