لا أعلم أمة في العالم الآن هي أرخص ولا أحقر ولا أذل على الغرب من أمة الإسلام، فهي بحسب محاكم الغرب ليس لها مشاعر حتى تراعى وليس لدينها أي قيمة حتى يحترم وليس لإنسانها أي قدر من المهابة حتى يخشى الغرب ردة فعله ومن أمن العقوبة أساء الأدب!! رفضت محكمة في برلين التماساً عاجلاً تقدمت به «3» مساجد لمنع جماعة يمينية متطرفة من عرض رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، خلال تظاهرة هذا الأسبوع حسب وكالة أسوتشيد برس. ووفقا لما ذكرته «شبكة سكاي نيوز عربية»، حكمت المحكمة الإدارية في برلين يوم الخميس، بأن الرسوم محمية بموجب القانون الذي يسمح بحرية التعبير الفنية وبأن عرضها بمفردها لا ينتهك قوانين مكافحة القذف والتشهير، كما أنها لا تحرِّض على الكراهية أو العنف.!! علماً بأن حاملي تلك الرسوم المسيئة كانوا يقفون بها أمام أبواب المساجد في ألمانيا استفزازاً للمسلمين واحتقاراً لكرامتهم وسأجعل هذه المقالة في حلقتين، الأولى عن الأسباب التي تقف خلف الإساءة للإسلام ورسول الإسلام حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام والحلقة الثانية عن أكذوبة حرية التعبير في الغرب حقائق وأرقام. جماعة يمنية متطرفة تدعى «حركة المواطنين المؤيدة لألمانيا» قد أطلقت حملة تحت شعار: «الإسلام لا ينتمي لألمانيا أوقفوا الأسلمة». هذه الجماعة أفزعها انتشار الإسلام في ألمانيا، أفزعها تدافع الألمان نحو الإسلام تقول الإحصائيات الرسمية التابعة لألمانيا إنه خلال عام 2006 و2007 و 2008 يدخل مسلم جديد إلى الإسلام في كل ساعتين.. بمعنى أنه خلال السنة الكاملة يدخل أكثر من «4000» شخص، فإذا قسمتها على الأشهر صار عندك في كل شهر ثلاثمائة وخمسين تقريباً، فإذا قسمتها على ثلاثين يوماً صار عندك في كل يوم أكثر من «12» شخصاً هذه إحصائيات الحكومة، أما المراكز الإسلامية في ألمانيا فتقول:« قالوا إن عددًا كبيرًا من الناس يدخلون في الإسلام، لكنهم لا يذهبون ليسجلوا في الدولة أنهم أصبحوا مسلمين، وبالتالي فقد يتراوح عددهم من «10» آلاف إلى «15» ألف ألماني يدخل الإسلام سنوياً، أي في كل 45 دقيقة يدخل مسلم جديد إلى الإسلام. لقد أفزع تلك الجماعة المسيحية المتطرفة وجود «2500» مسجداً بألمانيا!! وسأعطي القارئ الكريم صورة من الهلع الذي أصاب السياسيين الذي خرج تيلو ساراسين عضو مجلس إدارة أكبر مصرف ألماني دويتشه بنك ووزير المالية السابق في ولاية برلين بكتاب يحذر فيه من أسلمة ألمانيا ويوجه فيه انتقادات لاذعة لسياسة إدماج المسلمين التي تتبعها الحكومة الألمانية. ففي كتابه الذي صدر نهاية الشهر المنصرم بعنوان «ألمانيا تمحي نفسها كيف نلعب بأقدار بلادنا» يعبر السياسي والاقتصادي الألماني البارز عن فزعه من الإسلام بقوله «لا أريد أن يتحول بلد أحفادي وأحفاد أحفادي إلى بلد إسلامي ترتدي فيه النساء الحجاب ويحدد الأذان إيقاع الحياة اليومية فيه» !! ويقول «زيادة عدد المواليد بين المسلمين تشكل تهديدًا للتوازن الثقافي والحضاري في أوروبا التي تعاني من الهرم»!!. هذا عن موقف العميان الألمان من الإسلام لكن الموضوعيين منهم قالوا عن ديننا ما لم يفقهه بعض المسلمين وذراريهم وهذه شهادة الصحفي الألماني فريدفون بسمارك «إني أدَّعِي أن حضرة محمد قدوة ممتازة، وليس في الإمكان إيجاد قدوة كمحمد ثانية.إن البشرية رأت قدوة ممتازة مثلك مرة واحدة، ولن ترى ذلك مرة أخرى» أما الشاعر الأديب الألماني جوته فيقول:«بحثت في التاريخ عن مثلٍ أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد». يخاطب الشاعر جوته أستاذه الروحي الشاعر الكبير حافظ شيرازي، فيقول: «يا حافظ، إن أغانيك لتبعث السكون... إنني مهاجر إليك بأجناس البشرية المحطمة، بهم جميعًا أرجوك أن تأخذنا في طريق الهجرة إلى المهاجر الأعظم محمد بن عبد الله. إن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية، وإننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعدُ إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد» والعلمانيون من بني جلدتنا بحاجة إلى التتلمذ على يد المستشرق الألماني شاخت جوزيف إذ يقول «من أهم ما أورثه الإسلام للعالم المتحضر قانونه الديني الذي يسمَّى بالشريعة، وهي تختلف اختلافًا واضحًا عن جميع أشكال القانون، إنها قانون فريد؛ فالشريعة الإسلامية هي جملة الأوامر الإلهية التي تنظم حياة كل مسلم من جميع وجوهها، وبالرغم من أن التشريع الإسلامي قانون ديني فإنه من حيث الجوهر لا يعارض العقل بأيِّ وجهٍ من الوجوه؛ فالتشريع الإسلامي منهج عقلاني في فهم النصوص وتفسيرها، ويقدِّم مثالاً لظاهرة فريدة يقوم فيها العلم القانوني لا الدولة بدور المشرِّع»!! . والغرب وألمانيا التي تخشى الإسلام هي تجهل أن القرآن قال بحق نبينا «إن شانئك هو الأبتر» فالمسيئون لرسول الله عليه الصلاة والسلام هم المقطوعون هم المبتورون ودينه ماضٍ سيظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون. يبحث البعض من مثقفي المارينز عن عذر للغرب وهو يفسح المجال لإعلامه ليسيء إلى الإسلام ويسخر من نبيه بدعوى أن تلك حضارتهم وهذه قيمهم تقدس الكلمة وتعشق حرية التعبير وعلى هؤلاء سأرد بالحقائق والأرقام لنتعرف عن قرب على أكذوبة حرية التعبير في الغرب وكيله بمكيالين!!.