أهلكم البطاحين لديهم مثل كاد أن يكون قانوناً... فهم يقولون إن الذي يأكله الأسد أفضل من ذاك الذي تأكله »الضبعة«... ولعل هذا يصح في حالتنا السياسية الراهنة إذ أن دولتنا السودان في الجمهورية الثانية مهددة بين أن تأكلها الضبعة »دولة الجنوب وقطاع الشمال« وبين أن يأكلها مجلس الأمن الأمريكي وحلف الناتو وتجمع الصليبيين.. ومن المؤكد أن يأكلنا الأسد أفضل لنا من أن تأكلنا »ضبعة« الحركة الشعبية وثعالب قطاع الشمال وفئران الجبهة الثورية وبغاث الطير من أهل التجمع وعرمان وعقار والحلو والحشرة الشعبية. وإذا كنا »مأكولين« تحت أي ظرف فالأفضل لنا أن يأكلنا أفضل الحيوانات وأقواها... وعندها يحق لنا أن نقاوم بأفضل ما لدينا وأقصى ما عندنا ونحقق مراد الله في قوله (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)... ومن المؤكد أننا بذلك نكون قد تركنا لأولادنا إرثاً تاريخياً يفخرون به بين الأمم... وبدلاً من أن يقولوا إن آباءنا وأجدادنا قد هزمهم »قطاع الشمال« وعرمان فإنهم سيقولون وبكل الاعتزاز إن أجدادنا قد هزمهم البغاة من حلف الناتو ومجلس الأمن الأمريكي والصليبيين. والمعلوم تاريخياً أن غزوة كتشنر باشا للسودان في عام 1890 لم تكن كلها من الخواجات والمرتزقة وحدهم ولكنها كانت تحوي بعضاً من أبناء البلاد ممن يمكن تسميتهم بقطاع الشمال في ذلك الزمان.. وجاءوا غازين مع حملة كتشنر باشا ومن قبله حملة الدفتردار باشا وفتحوا الطريق أمام الخواجات وشاركوا في إبادة جيوش حكومة المهدية وقتلوا ثمانية عشر ألف مواطن في خمس وأربعين دقيقة واستباحوا النساء والأطفال لمدة شهرين متتابعين ونهبوا المتاجر والمزارع والمصانع... ومن المؤكد أن قطاع الشمال الجديد بقيادة »عرمان باشا« و»عقار كتشنر« و»الحلو دفتردادر« سيقومون بنفس الدور مرتزقة وخونة ومارقين وعيوناً للخواجات وربائب لاستعمار حديث... وهؤلاء الخونة ممن يسمون أنفسهم بقطاع الشمال سيكون دورهم أن يتشكل منهم مجلس الكرازايات مثلما حدث في أفغانستان ومن المؤكد أن الكثيرين ممن نعرف من أهل السودان سيكون باطن الأرض خيراً لهم من ظاهرها إذا ما أعلن عن تعيين عرمان أو عقار أو الحلو »كرزاياً« على السودان وعند ذلك يحق لنساء السودان أن يغرقن في الأنهار والآبار. ولن يفوت على فطنة أهلنا ما يدعو إليه الأمريكان من ضرورة منح الحريات الأربع للجنوبيين حتى يكونوا هم الخلايا النائمة والصاحية والجيوش التي سيقودها الكرازايات في هجومهم على البلاد والعباد، ومن المؤكد أن القبول بالسماح للجنوبيين بالعودة للسودان أو بالبقاء فيه لا نجد له تفسيراً غير أنه موافقة على تكوين جيش الكرازاي عرمان أوالكرازاي عقار أو الكرازاي الحلو أو أي كرازاي آخر ترى أمريكا تنصيبه حاكماً علينا بعد كل ما فعلوه. ويبحث الكرازايات الآن عن موقع في أي مدينة أو أي قرية يستطيعون منها أن ينطلقوا إلى غزو البلاد وقتل أهل القرى قرية قرية ومدينة مدينة وشارع شارع وزنقة زنقة وبيت بيت حتى يصلوا إلى الخرطوم. وفي الخرطوم فإن قطاع الشمال قد وعد جيش الجنوبيين بأن يتقاضوا حقوقهم عيناً ونقداً ونهباً من أهل الشمال. وعيناً هذه تشمل اغتصاب النساء والفتيات كباراً وصغاراً وتشمل قتل الذكور من الأطفال وتشمل بقر بطون الحوامل وقتل ما في الأرحام وتشمل حفر القبور وإخراج جثث أهل القباب والصالحين وإحراق رفاتهم وتحويله إلى تراب وتشتيته حتى لا يكون هناك أي احتمال للاعتقاد بالإسلام والتصوف. ومن بعد يتم قتل كل من يقرأ الفاتحة أو يقول لا إله إلا الله أو يقول البسملة. وعليه وجب علينا أن ننبه أهلنا وكل »المندكورو« من الآن أن يستعدوا للثبور وعظائم الأمور والسعير والشر المستطير القادم إليهم من جهة دولة الجنوب وحركتها الشعبية ومن باقان وعرمان وعقار وقطاع الشمال الذي سيفعل فيكم قطعاً ما فعله الدفتردار وما فعله كتشنر في ثمانية عشر ألف مواطن قتلهم في نصف ساعة وترك جثثهم لتنتفخ في سهول أم درمان وجبال كرري. كسرة: نكرر مرة أخرى أن معدل استهلاك الزول »العادي« من الأكل حسب تقدير منظمة الفاو يقدر بحوالى كيلو جرام في اليوم.. ونكرر بأن تقديرات الانتاج الزراعي للموسم »الجديد« الذي يبدأ حصاده في أكتوبر القادم ويستمر حتى مارس القادم تصل الى خمسة عشر مليون طن... ونؤكد أن الزراعة المطرية هذا الموسم غطت خمسين مليون فدان... والمروية سبعة ملايين فدان وفيضان النيل عشرة ملايين فدان هذا اضافة الى المخزون الإستراتيجي.. ونؤكد أنه إذا صحت تقديرات »السياسيين« وننقلها مثل الببغاء والتي تقول بأن الجنوبيين »قاعدين لسة« وعددهم أربعة ملايين وبعد الحريات الأربع سوف يحضر أربعة ملايين تاني.. يعني كل حرية اقتصادها مليون نفر.. فهؤلاء سوف يستهلكون ثمانية آلاف طن يومياً ومليون طن في العام قيمتها لا تقل عن ترليون جنيه... ونتساءل لماذا نعطي أعداءنا الحريات الأربع... قبل أن نستكمل حل المشكلات الأمنية. ونكرر الياكلو الأسد »أخير« من البتاكلو الضبعة... والياكلو الناتو أحسن من الياكلو قطاع الشمال، والياكلو أوباما أحسن من الياكلو باقان أو عرمان أو عقار.