٭.. ومصطفى أمين وكأنه يوجز أسباب نجاح اليابان حين يعود من هناك يكتب مذهولاً عن (قميص)!! .. يراه خلف نافذة متجر.. ومكتوب عليه : أزراره مثبتة جيدًا. ٭.. ولما كنا نقرأ الجملة هذه أمس كان صديق مثقف يحدثنا عن مذيعة في قناة النيل الأزرق تستعرض صحف أمس لتحدِّث المشاهدين = وهي تقرأ = عن : عمود (ملذات) آمنة.. للكاتب أبشر.. وعن أن فريق الهلال يقيم (تمرين خفي) .. وعن (فيصل) مناوي المتمرد الذي يعلن كذا وكذا ٭ والصديق الساخر يقسم بالله إن المذيعة هذه أحسن قراءة لأوراقها من قراءة وزارة الخارجية لأوراقها.. ففي الساعة ذاتها لما كانت قناة أخرى تقدم تسجيلاً لنهضة كوريا الجنوبية وكيف قفزت من صفة (أفقر دولة العالم) عام 1960م إلى المركز الرابع ثراء كان العمل يسجل كيف أن الكوريين يصنعون هذه المعجزة لأسباب بسيطة = منها : أن الكوريين يقتسمون مع الدولة كل شيء.. ما بين صحن الأرز أيام المجاعة.. وحتى أكوام الذهب عام 1997م والسبب هو .. الدين!! ٭ ونفهم نحن لماذا تذهب الحملة عندنا لتزيل الدين والتدين.. ابتداءً! ٭.. والمحطات = وكأنها دون قصد = تحدِّث كلها عن حكايات المقاومة كان بعضها يقدم أمس الأول خبراً عن (محمد زكي هنود). ٭ وعدم معرفتك بالاسم تصبح شهادة له فالرجل الجزائري هذا كان هو من يصنع (كارلوس).. وألف كارلوس آخر يدرِّبهم في صمت ويرسلهم في صمت ويدير أضخم معركة على نطاق العالم .. ولا أحد يعرفه ولا هو يضرب الطبول لنفسه.. ٭ الإيمان يصنع هذا.. ٭ وكأن الأمر يصبح توقيعاً في ذيل الصفحة ونحن ندير النظر بين ما يصنعه الناس.. وكارلوس نموذج = وبين ما نصنعه نحن وكارلوس نموذج.. أيضاً.. ٭.. وما نصنعه نحن بكارلوس وآخرين كان سببه هو أن الدولة أصبحت جزراً.. لكل جزيرة منها ملكها الخاص.. يخطط كل شيء بعبقرياته هو.. فهو السياسي والمهندس والطبيب والعسكري والحبلى والمرضع.. ٭ وما بين جهة مجاهدة لله حقاً وجهة تسلم المجاهدين للعدو.. وما بين اتفاق علي الحاج مع قرنق.. المسمار الصدئ.. وما بين من يحاولون نزع المسمار هذا .. كل هذا في دولة واحدة. ٭ .. ونحدِّث أمس عن أن سفراء أمريكا في الدول حول السودان كان ما يجمعهم هو أن كلاً منهم كان خبيراً في (تدمير) الزراعة وصحة الإنسان. ٭.. والمخابرات الأمريكية تصدر تقريراً قبل مدة قليلة تقص فيه كيف أنها = وحتى لا يتوقف تدمير الزراعة = تصدر دراسات (علمية) مزيّفة تقول إن ال DDT هو المدمِّر الأول .. للناس والزراعة. ٭.. والعالم كله يصدق، عدا الهند والأردن ٭ والهند والأردن هما الآن أعظم الناس إنتاجاً زراعياً.. ٭ .. ونحن = حتى اليوم = نمنع المبيد هذا. (3) ٭.. وأمس لما كان حسن نصر الله يحدِّث الناس في المحطة التلفزيونية وكان بيرنارد لويس يحدِّث من محطة أخرى كان كمال عبيد يحدِّث من محطة ثالثة ٭ وكلهم = بصورة ما = يقول الجملة ذاتها. ٭ بيرنارد لويس الباحث القديم يقول (للبي بي سي) إن أمريكا تخلت عن مخططها في الشرق الأوسط.. قنعت خلاص!! ٭ وحسن نصر الله يقول إن (الميدان الآن يشكِّله لاعبون جدد.. مبارك ذهب والقذافي وزين العابدين.. والآن أيام مرسي والغنوشي.. ولم يقل (وحسن نصر الله)!! قال: هل احتفلت أمريكا بنصر العراق وأفغانستان أم خرجت وهي تجري؟! قال: اللاعبون الآن = حسب الخريطة السورية هم إيران وروسيا والصين.. وحركات المقاومة الإسلامية وتركيا و... ورئيس الأركان الروسي يحذر أمريكا من (خطوة خاطئة) في سوريا.. والصين تقول جملة قريبة من أختها ٭ وكمال عبيد في الساعة ذاتها كان يقول : عرمان.. لا نعرفه.. ولا نعرف شيئاً يسمى عرمان في حديثنا عن جبال النوبة والنيل.. ولا نعرف شيئاً يسمى قطاع الشمال.. والحلو وعقار إن هم تحدثوا عن مناطقهم = بصفتهم مواطنين.. فأهلاً.. وإن تحدثوا عن قطاع الشمال.. فلن نستمع. ٭.. وابتداءً من اليوم في أديس السودان يقول: نحن هنا .. وخلاص!! ٭.. كانت أزرار جديدة تثبَّت. ٭ أمس.. ٭ ومحطة أخرى أمس = وكأنها تقول سبحان الله = تتحدث عن حقيقة أن أمريكا التي تُسقط الاتحاد السوڤييتي لا تبقى عشر سنوات حتى تصبح الآن هي ما يسقط على وجهه في الضيق والجنون والحروب والهزائم.. بينما دول الاتحاد السوڤييتي تذهب إلى حياة مرفَّهة مشرقة. ٭... والحديث عن السودان وأمريكا ينتهي إلى أن سودان التسعينيات المفلس المتعب المحاصَر تعجز مراكز أمريكا عن إسقاطه وهي في أيام زهوها. ٭ ليشمل آخر حديث برنارد لويس عن أمريكا المنسحبة ما يعني أن (جنوب السودان يطفو على وجه الصحافة الأمريكية لسبب بسيط هو أن جنوب السودان مثل من يسقط من الهاوية ليس عنده إلا اتجاه واحد. ٭ وحديث الأزرار المثبتة جيداً الذي يصنعه هنود والمجاهدون.. والذي يكمل المشهد يتحدث عن آخرين وعن أزرارهم.. وعن لماذا يقول السودان ٭ الكلمة ونقيضها في سطر واحد ٭ ففي الجزر المعزولة لما كان كمال عبيد يقول ما يقول كان ملك جزيرة الخارجية يقول للناس إن السودان يحمل ديون الجنوب.. والرجل يأتي بالانفصال السلوڤاكي والأوكراني نموذجاً.. قال اقتسموا كل شيء ٭ بينما التشيك والسلوڤاك منطقتان كل منهما كانت تسهم بنصف ثروة البلاد.. لهذا كانت القسمة.. ٭ وأوكرانيا تنتج كل حبوب الإتحاد السوڤييتي ٭ وجورجيا تنتج النفط كله.. لهذا اقتسموا ٭ بينما الجنوب هنا لم يكن له من الإسهام إلا أسنانًا تمضغ ومؤخرة تفرز وتغني وكانت هذه هي مساهمات الجنوب كلها في السودان. (4) ٭ ولا أحد (يعلِّم) الخارجية أو يحكم على كتاباتها فالخارجية = بشهادة كل الناس = وبعد كل جولة للمفاوضات تبتكر حججاً رائعة تقدمها لنا نحن تبيِّن فيها لماذا قبلت بكل ما يطلبه الجنوب.. ولماذا عجزت عن جعل الجنوب يقبل شيئاً مما تقدم خارجيتنا.. ٭ ويصلح كل شيء حين نشرع في تثبيت أزرار القميص جيداً..