د.مأمون جعفر محمد، من أبناء مدينة أم درمان حي ودنوباوي، درس الابتدائية بمدرسة حي العمدة، ثم الثانوية العامة بمدرسة أم درمان الأهلية العامة والثانوية العليا مدرسة أم درمان الأهلية العليا، ثم تخرّج في كلية الطب من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، يشغل حالياً منصب رئيس الجالية السودانية ورئيس فرعية المؤتمر الوطني بمنطقة النعيرية التي تقع في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.. كان لنا معه هذا اللقاء بنافذة مهاجر فإلى تفاصيله: { كيف بدأت رحلتك مع الاغتراب؟ } بدأت رحلة اغترابي في شهر أغسطس عام 1990م وقد كان ذلك كمحاولة للوصول لبعض الأهداف الشخصية وقد بلغت سنوات الاغتراب لي 22 عاماً تحققت من خلالها بعض آمالي وشاءت إرادة الله ألا يتحقق الآخر. { ما هي سلبيات وإيجابيات الغربة؟ } إن من أهم سلبيات الغربة أنها تأخذ منك أجمل سنوات حياتك كما أنها تبعدك عن الأهل والأصدقاء والأحباب بالوطن.. ومن ناحية أخرى فالغربة تضيف لك بعض الجوانب الإيجابية مثل اكتساب الخبرات من خلال تعاملك مع جنسيات مختلفة وتتيح لك الفرصة لكي تعكس وجه السودان المشرق وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن وطننا الحبيب وشعبة الأبي المتحضر. { حدثنا عن كيفية تكوين الجالية بالمنطقة النعيرية؟ تكونت الجالية السودانية بمنطقة النعيرية عام 2009 م كفرعية من الجالية الأم بالمنطقة الشرقية بالمملكة وقد تم ذلك من خلال اجتماع للجمعية العمومية لأعضاء الجالية بالنعيرية بإشراف كل من رئيس اللجنة التنفيذية للجالية السودانية بالمنطقة الشرقية بالمملكة الأستاذ عثمان عبد الله ورئيس المجلس العام للجالية الأم الأستاذ محمد أحمد مكي وسكرتيرها العام الأستاذ هشام مكي وفي خلال ذلك الاجتماع تم تكوين المجلس العام للجالية السودانية بالنعيرية والذي تم من خلاله انتخاب رئيس اللجنة التنفيذية وأعضاء المكاتب الأخرى للجالية السودانية بالنعيرية. { كم يبلغ عدد أعضاء الجالية؟ يبلغ عدد أعضاء الجالية بالنعيرية حوالى «1600» عضو ويبلغ عدد الأسر حوالى « 92» أسرة. { نوع الخدمات التي تقدمها الجالية لهم؟ تقدم لهم الجالية خدمات اجتماعية تتمثل في القيام بالواجب لمن يتوفي رب الأسرة من حيث تقديم تذاكر السفر لبقية أفراد الأسرة والتكفل بترحيل عفشهم المنزلي والإشراف عليهم حتى وصولهم لذويهم بالسودان، وفي حالة وفاة الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت بالسودان لأحد أفراد الجالية فتقوم الجالية ممثلة في رئيسها منحة تذكر سفر للسودان وإقامة واجب العزاء بدار الجالية.. وأيضاً المشاركة المادية والمعنوية في المناسبات السعيدة؛ كما يقوم رئيس الجالية بمواصلة ومعايدة وتفقد أحوال من هم أعضاء بالجالية ويتطلب عملهم بقاءهم خارج المدن بالصحراء كالرعاة، وقد جرت العادة إقامة إفطار رمضاني سنوي بمنزل رئيس الجالية يكون في شكل اجتماع لأعضاء الجالية يتم من خلاله مناقشة المشكلات والمشاركة في هموم الغربة ومن الأنشطة أيضاً الاحتفال سنوياً بعيد الاستقلال ويوم السودان حيث تتجمع الأسر فيتم تقوية أواصر الصلة بين الكبار والترفيه للأطفال إضافة للمهرجانات الترفيهية أيام عيدي الفطر والأضحى المباركين. { هل للجالية دور في محاولة علاج مشكلات الطلاب؟ بكل تأكيد يتم الاهتمام بالطلاب ودراستهم ووضع الحلول المناسبة للمشكلات التي تعترض طريقهم كما يقوم المكتب الاجتماعي للجالية بالنعيرية بدراسة أحوال الأسر المتعثرة والعمل على مد يد المساعدة لهم وكذلك العزاب الذين تعثرت أحوالهم ويرغبون في العودة الطوعية للسودان بتقديم يد العون لهم من خلال منحهم تذاكر العودة مع مبلغ مالي كمساعدة لهم. { ما هي المشكلات التي تواجه الجالية؟ } أما بخصوص المشكلات التي توجهنا كجالية فتكون في شكل العلاقة بين أفراد الجالية الذين هم على كفالات فردية من حيث عدم حصولهم على حقوقهم المالية من كفلائهم، ففي هذه الحالات تتدخل الجالية بالوقوف إلى جانبهم حتى حصولهم على حقوقهم بالطرق القانونية والرسمية.. ومن ضمن المشكلات علاج أفراد الجالية ممن ليس لهم أهلية العلاج بالمستشفيات الحكومية من حيث المشاركة في دفع بعض تكاليف العلاج مشاركة منا لهم، وهنا تجدر بي الإشادة بمواقف سعادة سفيرنا بالمملكة عبد الحافظ يوسف وأركان السفارة بالرياض الذين يمدون لنا يد العون دوما في الشدائد والعثرات. وفي هذا المجال أود الإشادة برجلين كان لهما الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تكوين الجالية السودانية بالنعيرية من حيث تشريفهم لنا مرات عديدة ودعمهم المالي والمعنوي وفي مقامي هذا من على البعد أبعث لهما تحياتي وامتناني شخصياً وجميع أعضاء الجالية بالنعيرية، وهما سعادة السفير أحمد يوسف محمد وسعادة المستشار محمد إبراهيم الباهي، كما تجدر الإشارة للجهود والعطاء المتواصل للبروفسير ابن الوليد رئيس المؤتمر الوطني بالمنطقة الشرقية بالمملكة. { كلمة أخيرة؟ } إن المغترب السوداني بمنطقة النعيرية يعكس بسلوكه المنضبط والتزامه واحترامه للقوانين وجه السودان المشرق ويثبت للجميع بأننا شعب ذو حضارة وقيم.. ومن هنا وأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء اللجنة التنفيذية وأعضاء الجالية السودانية بالنعيرية أتقدم لمقام حكومتنا الرشيدة ممثلة في سيادة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وإلى أسر الشهداء وكل الشعب السوداني بأحرِّ آيات العزاء في شهداء طائرة تلودي «إنّا لله وإنّا إليه راجعون»..
