على غرار ذا أردت أت تطاع فأمر بالمستطاع، قرأت في بعض صحف الخرطوم أمس عن وقفة اجتماعية يقوم بها بعض المواطنين احتجاجاً على موجات الغلاء التي طالت كل شيء لم تسلم من حالة الغلاء حتى مرقة الدجاج وهي آخر عصا تقاتل بها سيدة البيت من أجل إنقاذ صينية الغداء ورغم أنها محاولة يائسة لكن عساها تلفت إنتباه المعنيين إن كان هناك حياء باقٍ لمن تنادي. ما يصيبني بالجنوب هو الحكومة أين هذه الحكومة أين أجهزتها بماذا يحدث هؤلاء الرئيس كيف يقابلونه والناس جعانة وتعبانة غلاء في كل شيء الطماطم اللحمة الشنو والشنو حتى الغاز في نيالا «60» جنيهًا وناس الحكومة نايمين ولله الحمد، أخشى ما أخشى أن يخرج علينا عبقري غداً ليحدثنا عن أن هذه موجة عالمية وأن علينا أن نصبر وننتظر انفراجًا عالميًا للأزمة، لا.. أبداً هذه فوضى في السوق وفي إدارة الاقتصاد، الآن في البلاد طبقتان فقط إما أغنياء أو فقراء مافي حاجة في الوسط النص دا انتهى ذاب تماماً الطبقة الوسطى باي. ما أعرفه أن أي اقتصاد مثل اقتصادنا عنده آليات لمحاربة الفقر وعنده احتياطي ومؤسسات لمكافحة تفلت الأسعار لا يمكن بأي حال في حالة الغلاء هذه أن تترك الناس لديوان الزكاة فإن حان الوقت لتتدخل الدولة بسياسات عملية تحارب الغلاء وإلا فالطوفان. الحال بلغ أن يسعى والي الخرطوم لجمع وجبات لإفطار الطلاب الفقراء في المدارس، هذه صورة مصغرة للحال داخل الأسرة الكبيرة، والصورة الثانية قالها طبيب الإجهاض الشهير الذي تمت محاكمته وقضى في السجن فترة العقوبة وخرج للتو بالأمس ليحدِّث أهل الصحافة أنه أجرى «10» آلاف عملية إجهاض لفتيات في مقتبل العمر في الجامعات من حالات حمل غير شرعي والسبب يعزوه الطبيب الموقوف بأمر المجلس الطبي إلى حاجتهن للمال، هذا الطبيب بالمناسبة يتحدث عن تاريخ وعن وضع مرت عليه أربع سنوات، بالله عليكم ما هو الحال الآن؟ يجب أن ننظر لهذه القضايا نظرة موضوعية، ومهما كان رأينا في إفادات هذا الطبيب إلا أنها مؤشر خطير للأوضاع الاجتماعية بصورة عامة، وتأتي مقرونة بحالة الغلاء وبتراخي الدولة في المعالجة يا أحمد دولة المواطن وين وانت وين انت تتحدث عن مقاطعة اللحوم وهو البشتري أصلاً منو. سيدي الرئيس الأولوية ينبغي أن تكون لمعالجة الغلاء الناس في انتظارك انزل واسمع منهم سيدي الرئيس الغلاء أخطر من تقارير ويكيليكس التي تهتم بها الصحف هذه الأيام أكثر من اهتمامها بمعالجات أوضاع الناس والبحث عن أسباب ومبررات الغلاء، والمسؤولون سيدي الرئيس اصبحوا مهتمين بنفي ما يورده ويكيلكس وكل واحد منهم إيده في قلبه أكثر من اهتمامه بما بالغلاء ولا ندري هل لتقارير ويكيلكس هذه أي علاقة بالتعديل الوزاري أم الهدف خلق عدم ثقة في الجهاز السياسي وفي الشخصيات المحورية في الحكومة بغرض بلوغ درجة البلبلة المطلوبة لإشعال الأوضاع؟ هذه مجرد توقعات.