تعرضت البنيات التحتية والدراسية لمدارس ولاية شمال كردفان للانهيار التام جراء الأمطار الغزيرة في الولاية، وأكدت جولة «الإنتباهة» أن الأضرار لحقت بالمدارس التي تم تشييدها من المواد المحلية والقشية والطين، وطالب عددٌ من المواطنين الجهات المسؤولة أن تستعين بالمواد الثابتة والبناء المحكم حتى يؤدي ذلك لتحمل مثل هذه الكوارث من أمطار وأعاصير وسيول، وكانت وزارة التربية بالولاية أصدرت قرارًا قضى بإيقاف الدراسة نتيجة لدمار المدارس، وقال مدير عام وزارة التربية إسماعيل مكي إسماعيل إن عددًا من مدارس المحليات على مستوى الأساس والثانوي تعرضت للخراب وتأثرت بالأمطار والأعاصير وأوضح إسماعيل ل«الإنتباهة» أن إيقاف الدراسة جاء من أجل إزالة المياه بالمدارس وإتاحة الفرصة للدفاع المدني للقيام بمهامه ووزارة التخطيط العمراني لبعض الترتيبات والردميات وقال إن غرفة الطوارئ تقوم بأعمال كبيرة لتلافي الأخطار والخسائر جراء هذه الأمطار الغزيرة مضيفًا أن الدراسة مستمرة الآن في مدارس الولاية بكل محلياتها ومراحلها المختلفة. ويرى بعض المراقبين أن التحوط لكوارث الأمطار يتمثل في تشييد وبناء جميع البنيات التحتية التعليمية والتربوية وحتي جميع مؤسسات ومرافق الدولة من المواد الثابتة والمتينة مما يقلل من خسائر الكوارث الطبيعية، ودعوا جميع أهل الخير والبر إلى المساهمة في غرفة الطوارئ لمساعدة المتضررين والمتأثرين من الأمطار، فيما قال المدير التنفيذي لمحلية شيكان رئيس غرفة طواري المحلية زين العابدين مجذوب إن الغرفة استطاعت توفير أكثر من «5» آلاف جوال لعمل الردميات وتوفير بعض المشمعات مضيفًا أن الغرفة عملت على شفط المياه من داخل بعض المدارس مؤكداً أن عمل الغرفة مستمر لمساعدة المتأثرين بالأمطار والسيول خريف هذه العام، وقال مدير مدرسة النهضة الثانوية بنات الأستاذ إدريس بكري عبد الكريم إن مدرستهم تضررت من الأمطار بصورة كبيره مرجعًا الضرر إلى أن المياه تأتي من خارج المدرسة في شكل سيول مما يؤدي إلى غرق الفصول والمكاتب تمامًا بالمياه بارتفاع يقدر بحوالى متر تقريبًا من سطح الأرض في داخل بعض الفصول ويرجع ذلك للخلل الهندسي لبناء المدرسة بالقرب من خور كبير حيث إنه ممتلئ بالحشائش والأوساخ التي بدورها تسد مجرى المياه وتعيقها لترجع إلى داخل المدرسة ولا يوجد مسؤول يهتم برفع هذه الأوساخ، وأضاف الأستاذ إدريس أن الحواجز الترابية جرفتها المياه المتدفقة ومن المشكلات التي تتسبب في دخول المياه إلى المدرسة أن هذه المدرسة بالرغم من عراقتها وقدمها وخاصيتها بأنها مدرسة ثانوية ومدرسة خاصة بالبنات إلا أنها ليس لها سور من الناحية الغربية مما يسهل دخول المياه بكميات كبيرة وتهدد أرواح الطالبات، وقال الأستاذ إدريس هذه أكبر المشكلات التي تواجهنا في المدرسة مشيراً إلى أنهم توقفوا عن الطابور الصباحي لأن ساحة المدرسة بها كميات من المياه الراكدة والطين والطمي بل إن الحركة داخل المدرسة أصبحت صعبة جداً مناشداً الجهات المسؤولة الاهتمام والعناية لأن المدارس بها أرواح الأبناء وحتى يسلموا من أي أذى متمنياً أن يجعل الله أمطار هذا العام خيرًا وبركة على البلاد، فيما يرى مدير مدرسة معاذ بن جبل الأساسية بنين فضل إسماعيل أن مدرستهم في فصل الخريف تعاني معاناة شديدة وقال إن الخور يمر بمنتصف المدرسة مما يشكل مهدداً كبيراً للمدرسة وعاب على المحلية عدم فتحها للمصارف ووضع الحواجز لحماية المدرسة وقال إن الشرائح الساكنة في هذه المنطقة أغلبهم فقراء فلذلك الدعم الأهلي للمدرسة يكاد يكون ضعيفًا مطالباً المسؤولين بدعم المدرسة وتأهيلها.. وفي استطلاعات وسط آباء التلاميذ والطلاب بعدد من المدارس ناشدوا الجهات الرسمية تكثيف الاهتمام بالمدارس خاصة الطرفية التي أغلبها مشيدة بالمواد المحلية من الطين والقش ودعوا في نفس الوقت أصحاب الخير والإحسان إلى التبرع ببناء المدارس بالمواد الثابتة، ويُذكر أن المعلمين بالمدارس أصبحوا يتخوفون من هطول أمطار قادمة مما ينعكس تأثيرها على التلاميذ، وقال مدير احدى المدارس ل«الإنتباهة» إن ارواح الطلاب أمانة وهو ينظر إلى السماء قائلاً: نحن الآن إذا ما رأينا المطرة على الهطول نقوم بصرف الطلاب خوفاً من المباني المدرسية المتردية.