«نحنا ماشين كداري» ربما انساق الناس خلف تلك العبارة لهثًا وراء جمع المال أو طلبًا للمساعدة والمساندة وجلب الدعم بصفات مختلفة بيد أنها واحدة الملامح و«الشبه» عند كثير من القوى السياسية التي لا تخفي بالتأكيد حالها «المائل» ماديًا بفعل فاعل أو بدونه، العبارة السابقة سارع الجنرال دانيال كودي لتقديمها فور تلقيه سؤالاً مباغتًا من الزملاء بشأن موعد قيام المؤتمر العام الاستثنائي للحركة الشعبية في الشمال. بعد تجميد عضوية كل من رئيسها مالك عقار ونائبه عبد العزيز الحلو والأمين العام ياسر عرمان، كودي رغم محاولته بمنبر سونا أمس كسب ود الإعلام بالتغزل في قبيلة الإعلاميين إلا أن الكثير من التناقضات شابت حديثه المثير للتعجب حسبما وصفه بعض الزملاء المشاركين فتحت عقب انتهاء المؤتمر الصحفي أبواب الانتقادات لطرائق إدارته للحديث والجسد الجديد الذي يقف على سدته الآن فالتلويح الذي قدمه نائبه الفريق محمد أحمد عرديب بحسم تمرد الثلاثي المثير للأحداث في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان عسكريًا بالكاد لا يملك أدواته وربما قبر بمكانه بالمنبر أمس فالحركة لوحت بقيادة الفريق دانيال كودي والفريق عرديب بحسم تمرد مالك عقار وعبد العزيز الحلو وياسر عرمان عسكريًا، وتركت باب اللجوء لأكثر من خيار مفتوحًا للتحالف مع أي جهة بما فيها القوات المسلحة لبتر الأحداث بالنيل الأزرق وجنوب كردفان وهذا ما لا يمكن أن يحدث وفق مراقبين بأن يدير الوطني تحالفًا جديدًا مع الحركة من جديد خوفًا مما يمكن أن يحدث، ويستدلون بأمثلة كثيرة وقعت بكثير من مناطق السودان أيام الشراكة بين الطرفين، اللافت أن كودي صعَّد في سياق حديثه بنبرات الهجوم على المؤتمر الوطني ودمغ تصريحات مسؤوليه ب«الاستهلاك السياسي» محددًا نافع وغندور لجهة شرعية وجود الحركة بالسودان، وقطع الفريق دانيال كودي ببقاء الحركة ب أهدافها ورؤيتها كحزب سياسي قائلاً: «رفض الوطني التحاور معنا لا يهمنا في شيء» وكشف عن عدم عزل الثلاثي وأبان أن اللجنة المكلفة قررت تجميد عضويتهم فقط وأضاف: «هم أعضاء غير مرفوضين»، وأردف: «إن جنحوا للسلم فهم أعضاء غير مجمدين» وربط كودي قيام مؤتمر عام استثنائي للحركة بالخرطوم بتوفير التمويل اللازم وأردف: «نحنا ماشين كداري الآن ومتى ما وُجد التمويل سنقيم المؤتمر» ونوه باتصال جمعه سابقًا بالفريق مالك عقار أبلغه فيه الأخير باستحالة «صبره» بعد الآن وفق حديثه والمثير كذلك شكوى كودي من كثرة المبادرات المطلقة لإيجاد تسوية سلمية للنزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق وقال: «لديّ 11 مبادرة في حقيبتي» كأنما طبقت «حناء» الحل بيديه فقط وفق ما حدثني قيادي بالحركة بالشمال مفضلاً حجب اسمه لدواعٍ تنظيمية، ويرى القيادي أن خروج عقار وعرمان والحلو فتح سماء الحركة للانشقاقات بغية ما وصفه بمحاولات السيطرة المبكرة لعدد من القيادات التي ظل يضربها الخلاف مند القدم وعشرات السنين وتنتظر والرواية هنا للقيادي بفارغ الصبر سانحة للانقضاض على الآخرين.. كودي نوه أيضًا بما سمّاه انفصالهم عن الحركة الشعبية في جوبا قائلاً «تم بيننا طلاق بائن في السادس عشر من مايو الماضي».. على الجانب الآخر دافع نائبه الفريق محمد أحمد عرديب بشدة عن موقف الحركة بالشمال وقال إنهم كقيادات عسكرية لا يتلقون تعليمات من أحد في دولة الجنوب وسط حديث غاضب رسمت ملامح اكفهار وجهه على أحد الأشخاص دمغهم بتلقي التعليمات من جوبا، وشنّ الفريق عرديب هجومًا قاسيًا على الأمين العام للحركة ياسر عرمان ووصمه بالمتآمر وقائد قطيع تمزيق السودان، واعتبر أن عرمان يلعب أدوارًا تآمرية بتحريض إسرائيلي بتدخله في شؤون ولايات البلاد، وحمل الفريق عرديب الدولة الجزء الأكبر من مشكلة النيل الأزرق وجنوب كردفان لتباطؤها في إكمال الترتيبات الأمنية للجنود بالولايتين.