قالت السيدة جوليانا.. نائب رئيس البرلمان الإفريقي الذي يشابه البرلمان الأوروبي في أهدافه وتكوينه.. فهو ممثل فيه جميع البرلمانات الإفريقية.. إن مهمة الوفد الذي تقوده تنحصر في تقصي الحقائق حول الخلافات القائمة بين دولتي السودان «الحكومة السودانية.. ودولة جنوب السودان» وذلك من خلال وقوف اللجنة على استقصاء آراء مختلف الجهات في الدولتين، قالت ذلك من اللقاء الصحفي الذي جمعها مع عدد من الصحفيين نظمته لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالمجلس الوطني نهار أمس الأول الجمعة على ظهر الباخرة النيلية.. قالت إنهم ليسوا بمحققين ولا متخذي قرارات وإنما تنحصر مهمتهم كواحدة من آليات الاتحاد الإفريقي.. بل إننا نسعى بموجب ما يتوفر لنا من حقائق حول نقاط الخلاف التقريب في وجهات النظر وإزالة التوترات في إفريقيا. ووفق ما فهمنا من رئيسة وأعضاء هذه اللجنة وإذا توفرت لها المعلومات الصادقة كما ذكرنا لها من دور الإعلام في إزالة هذه التوترات ورؤيتنا لمجمل القضايا محل الخلاف بين جمهورية السودان والدولة الوليدة يتعاظم ويرمي في المقام الأول إلى إزالة التوترات وتحقيق السلام وتحسين العلاقات بين الدولتين.. ومن الأسئلة التي وُجِّهت إليَّ من قِبل رئيسة الوفد جوليانا والأعضاء هل تصل صحفكم إلى الجنوب؟ وذكرنا لهم أنها لا تصل لأسباب الرقابة هناك وتوقف الطيران.. كذلك عن مهمتي كرئيس لاتحاد شرق إفريقيا هل سعيت لضم الصحفيين في دولة جنوب السودان إلى منظمتكم.. قلت لهم إننا طلبنا بعض الإجابات عن أسئلة ضرورية أهمها المعايير الدولية والإقليمية في مثل هذه الحالات هل لديهم قانون صحافة.. وقوانين نقابية.. هل الاتحاد منتخب وطلبنا العضوية وأسماء المكتب التنفيذي وفي اجتماعنا القادم لاتحاد شرق إفريقيا في جيبوتي سوف ننظر في طلبهم المقدَّم وسوف نقبل عضويتهم متى ما كانت الإجابة عن أسئلتنا مقنعة ومطابقة للمعايير. في مساء نفس يوم الجمعة بلغني نبأ تعيين صديقنا نقيب الصحفيين في مصر الأستاذ ممدوح الولي رئيساً لمجس إدارة أكبر مؤسسة صحفية في الشرق الأوسط مؤسسة الأهرام فاتصلت به هاتفياً وهنأته بالتكليف العظيم والتقدير الكبير الذي مُنحه من قبل الدولة في هذه المرحلة الدقيقة من مراحل ثورة التغيير في مصر الشقيقة، وقبله كنا قد اتصلنا هاتفياً بالأخ الصحفي صلاح عبد المقصود الذي تم تعيينه وزيراً للإعلام في مصر.. وقد كان وكيلاً لنقابة الصحفيين المصريين.. وهذا أمر مفرح حقيقة «وقد أعطي القوس باريها» والعيش لخبازينه.. لأنهم الأقدر والأدرى بشعاب الإعلام خاصة في مثل هذه الفترات التي تحتاج إلى التخصصات والقدرة على إدارة الإعلام من منطلق الدراية والتخصص.. وأذكر في هذا المقام قول الرئيس البشير في إحدى المناسبات بأن «الحكومات عل دين إعلامهم» وقد كنت على اتصال يومي ومباشر مع الأستاذ ممدوح الولي نقيب الصحفيين المصريين الذي تلقى من الهجمات والحملات الإعلامية ما يمكن أن يهد الجبال.. وكنت أشجعه على الصمود في وجه العاصفة.. وكان يقول لي دائماً هذه زوبعة يثيرها المرعوبون من رياح الثورة والتغيير القادم مستغلين غياب المعلومات الحقيقية في قضية الصحفية المصرية «شيماء عادل» وإنهم في النقابة يثمِّنون موقف اتحاد الصحفيين السودانيين ودوره كما جاء أيضاً في بيان اتحاد الصحفيين العرب. أما عندنا هنا فإن الذين لم يعجبهم الدور الذي لعبه الاتحاد في القضية ولم تدرك مفاهيمهم الضعيفة معاني مطالباتنا وبياناتنا ودورنا فإننا سنتركهم في طغيانهم يعمهون.. فهم لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون.. وإذا فهموا لا يفقهون.. التحية للثورة المصرية الفتية.. والتحية للقيادة المصرية في اختيارها للزملاء قي قيادة الإعلام المصري المسموع والمرئي والمقروء.. وإلى المزيد من التمكين!!! ولا بد من الإشارة إلى افتتاح شريان التواصل بين الشعبين الشقيقين عبر الطريق القاري حلفاأسوان.. بعد انفصال دام لأكثر من نصف قرن.. وسنعود لذلك.