تعيين السيد إبراهيم أبو فاطمة وزيرًا للزراعة والثروة الحيوانية بولاية البحر الأحمر ممثلاً لحزب الاتحادي الأصل يبدو أنه القشة التي ستقصم ظهر الحزب هذا إن لم تكن قصمته، إذ أن ردود الأفعال تسارعت ما بين رفض مطلق لمجموعة اعتبرها المشرف السياسي السيد تاج السر الميرغني أنها تمثِّل كل قواعد الحزب، بينما اعتبرها السيد إبراهيم أبو فاطمة الأمين العام السابق ومرشح الحزب للوزارة أنها مجموعة معزولة لا تمثّل الحزب في شيء، وقد شنَّ المشرف السياسي تاج السر الميرغني هجومًا عنيفًا من خلال مؤتمر صحفي عقد بدار الحزب على من سمَّاهم غواصات وسماسرة سياسة، وقال إنهم لن يسمحوا بهذا وسيقفون لهم بالمرصاد لكشف فسادهم وتجاوزاتهم المالية، وعزا تعيين أبو فاطمة وزيرًا للزراعة لكسب حماية من الملاحقات الجنائية الموجهة ضده.. فيما قال إبراهيم أبو فاطمة وزير الزراعة إن السيد تاج السر الميرغني ليس له أي موقع وليس له حق التصريح باسم الحزب، وأضاف خلال حديثه ل (الإنتباهة) أن هناك مشرفًا سياسيًا جديدًا قد تم تعيينه بدلاً منه، وما قاله لن يمر دون حساب ومساءلة قانونية وحزبية، واعتبر تاج السر الميرغني تعيين محمد طاهر جيلاني مشرفًا سياسيًا للبحر الأحمر ما هو إلا عملية تزوير واضحة إذ أنهم يحملون خطابًا ليس به (ترويسة وغير مختوم) وأنه لم يأتِه ما يفيد بإعفائه، بينما قال أبو فاطمة الأمين السابق ووزير الزراعة حاليًا إن الحزب يعمل وفق مرجعية مؤتمر القناطر الذي عقد بالقاهرة وقد أعطى هذا المؤتمر كل الصلاحيات لمولانا محمد عثمان الميرغني وقد مارس مولانا صلاحياته بتعيين السيد محمد طاهر جيلاني مشرفًا ومعه «22» آخرين يمثلون المكتب التنفيذي وهو تعيين لا يحتمل التكذيب؛ لأنه ورد في صحيفة الحزب وبخطاب موجَّه لكل الجهات المسؤولة، وقال إن الحزب صفته مركزية ونحن نعمل وفق موجهاته.. وقد سألنا السيد تاج السر الميرغني في حال إصرار الحزب على إبراهيم أبو فاطمة وزيرًا وطاهر جيلاني مشرفًا هل ستقودون انشقاقًا؟ نفى ذلك قطعيًا وقال إنهم الأحق بالحزب وإنما سنقود ثورة تصحيحية وسنستمر في ذلك وقد قطعنا «50%» من قيام مؤتمراتنا القاعدية التي ستكون لها الكلمة، وأشار إلى أن تعيين أبو فاطمة وزيرًا للزراعة بدلاً من الأستاذ عبد القادر جعفر الذي لم يمكث في كرسيه أكثر من ستة أشهر إنما هو تصفية حسابات ضدي أنا؛ لأنني من رشحته واستبعدتهم. عمومًا يبقى القول إن السيد تاج السر الميرغني المشرف السياسي للحزب في البحر الأحمر في نظر الفريق الأول، والمعزول في رأي الفريق الثاني، وأعلن أنها ثورة تصحيحية حتى النهاية ولن يهدأ له بال حتى يضرب من سمَّاهم سماسرة السياسة والمنتفعون من الحزب، بينما يرفع إبراهيم أبو فاطمة راية التحدي ويقول إن في جعبته الكثير وجرابه مليء بما هو أشدّ.