عبد الكريم محيي الدين تخرج في جامعة القرآن الكريم التي دومًا يتشرف بها، يعمل الآن مديرًا للشئؤون الإدارية والمالية بمؤسسة تربوية في مدينة الرياض بالسعودية ورئيس منتدى أخباركم الثقافي الاجتماعي بالرياض التقته «الإنتباهة» عبر نافذة «حصاد الغربة» ليتحدث لنا عن تجاربه وثمرة غربته بالمملكة العربية السعودية. متى بدأت الغربة وماهي الدوافع؟ بداية غربتي في منتصف التسعينيات وكنت أخطط لتحقيق أشياء معينة فقط منها بناء بيت لأسرتي بصورة جيدة ولم أكن أستمر في الغربة لأكثر من الخمس سنوات. لماذا تعدت غربتك الخمس سنوات؟ من حق الرجال الطمع فدخلت في الخطة أيضًا قضية تعليم الأبناء وتوفير متطلباتهم في ظل الظروف الحالية والمنعطفات التي تمر بها البلاد الآن. ماذا خصمت منك الغربة؟ خصمت مني الكثير وكان هدفي أن نقدم لوطننا الكثير وكانت لنا كثير من الأفكار التي يمكن أن تقدَّم كأطروحات في الشأن العام، لكن الغربة أخذت كل ذلك مع زهرة الشباب ولكن الآن ما زالنا نحمل همّ العودة ونحمل الكثير إن أمد الله في الآجال والغربة أيضًا كانت خصمًا على الأطفال في تعليمهم وتربيتهم حسب القيم والعادات السودانية التي نعتز بها أينما حللنا لكن برغم كل تلك المساوئ والسلبيات إلا أن الغربة لها كثير من المحاسن والإيجابيات التي تتمثل في نقل التجارب والأفكار والعادات المفيدة إلى داخل الوطن. إذن ما هي أبرز الإضافات التي حصدها من تجربتك مع هذه الغربة؟ كما قلت الغربة ليست كلها خصومات وإنما هنالك إضافات ثرّة يحملها المغترب تتمثل في ممارسات إيجابية اكتسبها من تجارب الشعوب التي اختلط بها فنحن كمغتربين في هذا البلد الآمن حفظ الله قيادته اكتسبناها كثيرًا من قيم الشعب السعودي المفضال سواء أكانت في نظام المجتمع أم كيفية إدارة الشأن العام وذلك بفضل التقارب في الموروثات والتقاليد والقيم النابعة من الأصول الإسلامية ولهذا هنالك إضافات قيمة جدًا يمكن ترجمتها إلى أفكار تخدم التطور الاجتماعي والتقدم العام فمن تلك المكتسبات أن الشعب السعودي لا يجامل أبدًا في الشأن العام هذا ما يحقق الرقابة الشعبية ويساعد الدولة في اتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب ومن خلال تجاربنا في ذلك على مدى ما يقارب العقدين من الزمان أن هنالك تعاونًا وثيقًا جدًا بين المؤسسات الرسمية وأفراد الشعب السعودي ولا يحتاج هذا التعاون إلى منظمات مجتمع وطني و إنما الرقابة تتحقق بين الأفراد و المؤسسات الرسمية مثل البلدية والداخلية بكل مؤسساتها، هذه الأفكار يمكن أن تنتج في شكل لوائح ومشروعات قوانين وتسوق إعلاميًا لتقتل تلك المجاملات التي أضرت كثيرًا إضافة إلى ذلك أكسبتنا الغربة كثيرًا من التجارب يضيق المجال عن ذكرها هنا. حدِّثنا عن فكرة منتدى «أخباركم» الثقافي الاجتماعي؟ منتدى «أخباركم» الإعلامي الثقافي السوداني تأسس عام 2008م وتقوم فكرته على العمل على ربط الشعب السوداني المغترب بوطنه وبوجدانه ويعتمد المنتدى على رسائل الجوال والندوات ووسائل الاتصال الأخرى لتوصيل رسالته ويقدم الأخبارالسياسية والثقافية والاجتماعية لكل أعضائه. كم عدد المشتركين في هذا المنتدى؟ عدد المشتركين المسجلين بجوالاتهم أكثر من 2600 بمن فيهم الذين هم داخل أرض الوطن وفي الدول الأخرى. كيف تحصلون علي الأخبار؟ الأخبار تصلنا عبر أعضائنا في المنتدى موقف صعب مر بك في الغربة وتوقفت عنده كثيرًا؟ عندما جئت حديثًا في الغربة لم تكن معي زوجتي فنزلت في بيت العزابة وذلك كان قبل بداية العمل وجاءنا ضيوف بالبيت وكنت وحدي وكل من يسكنون معي في العمل غير موجودين ولكي أقوم بالواجب ذهبت للبقالة وقلت له أعطني لبنًا أردت من ذلك أن أعمل لهم شاي حليب «لبن» فسكبته في البراد و لكني رأيته ثقيلاً فسكبت عليه شاي الحب وتركته ليغلي وخرجت على الضيوف معلقًا على أن حليب البلد «دي» أثقل من حليبنا نحن في السودان. ما تقيمك لتجربة الغربة؟ تجربة ناجة جدًا، فإذا لم يخرج المغترب من وطنه وأهدافه في يده فإنه لن يعرف قيمة وطنه وطيبة أهله ونبل شعبه. رسالة تتوجه بها إلى المغتربين ... أقول للمغترب «كن سودانيًا» و لا تدحرجك سرعة الحياة، كن سودانيًا بكل قيمك التي تعتز بها أمام العالم، ومعالمك التي ترفع رأسك دائمًا.