علي الكرار هاشم محمد مغترب سوداني جرفه تيار الغربة ليلحق بأصدقائه الذين سبقوه في المهجر قبل ان يكمل تعليمه وفجأة ادرك نفسه في صراع بين مواصلة تعليمه والغربة، وبالرغم من ظروف عمله استطاع ان يكمل تعليمه ونال درجة البكالوريوس في الاتصال والعلاقات العامة من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وحاز ايضًا على الدبلوم العالي ويعمل حاليًا إداريًا بمؤسسة قطاع خاص في مجال النقل بالرياض وهو عضو في رابطة الاعلاميين بالرياض.. التقته «نافذة المهاجر» عبر زاويتها «حصاد الغربة» لتتعرف على تجربته مع الغربة: متى بدأت الغربة وما الدوافع والأسباب التي دعتك للهجرة؟ بدأت غربتي في سنة 1983م، وفي ذلك الوقت كانت قد ظهرت الهجرة بصورة قوية وجذابة وكانت تعني المال والثراء، وقد سبقني أصدقاء أعزاء كانوا دافعًا قويًا للحاق بهم. ولم تكن الظروف المعيشية هي السبب. ماذا أضافت لك الغربة؟ الغربة مرحلة امتحان لشخصية الفرد ومواجهة مع الذات ومن هنا تبرز المقدرات وتتبلور الأفكار وتنضج، فإذا ما أضفنا لذلك الاحتكاك مع الشعوب الأخرى والخبرات المضافة والتراكمية فإن الغربة تضيف للشخص الكثير وتعني له حياة متكاملة وأنا شخصيًا مدين للغربة بالكثير من المعارف والمنافع. وماذا خصمت منك الغربة؟ بنفس القدر فإن الغربة لها فعلها وأثرها السلبي، فالبُعد عن الوطن والأهل في حد ذاته مجرد معاناة كبيرة جدًا والإحساس بأن المغترب محروم من مشاركة أهله ومحروم من الوقوف بينهم في لحظات لها وقعها وأثرها اضافة لكون المغترب دائمًا يعيش احساس البعد وهو احساس ليس بالهين فقد اخذت الغربة لحظات السعادة والمشاركة وخصمت مراحل كاملة مرت دون أن نعيش تفاصيلها. موقف مر بك في الغربة وتوقفت عنده؟ المواقف في الغربة لا تعد ولا تحصى وهي مواقف تتجدد بحسب الحراك والتفاعل مع الحياة وعلى الصعيد الشخصي فقد اغتربت وأنا أحمل الشهادة الثانوية ووجدت نفسي في صراع من أجل مواصلة التعليم وأحمد الله كثيرًا أن وفقني برغم ظروف العمل وظروف الدراسات عن بعد ان اواصل تعليمي حتى اصل الى ما وصلت اليه الآن. حدثنا عن رابطة الإعلاميين بالرياض وما الدور الذي تلعبه؟ وما هو نطاق عضويتها؟ رابطة الاعلاميين واحدة من الروابط المؤثرة والهامة جدًا في مدينة الرياض وهي بوتقة تضم خيرة الاعلاميين بمختلف تخصصاتهم في كل ضروب الاعلام المختلفة من المكتوب والمسموع والمرئي والرابطة عبارة عن جسم متكامل ظلت منذ نشأتها تلعب دورًا هامًا ومتميزًا بصورة ملحوظة وقد ساهمت في العمل الإعلامي الخاص بالجالية والسفارة وما يخص هذه العلاقة مع الحكومة والشعب السعودي وظلت حتى اليوم قناة تواصل مستفيدة من عضويتها التي تفوق المائتي عضو. وما هي ابرز نشاطات رابطة الإعلاميين بالرياض؟ حقيقة الرابطة لها مناشط عديدة منها تنتظم العضوية اجتماعيًا وثقافيًا إضافة للتدريب وصقل المواهب ولها منتدى بصورة راتبة يستضيف النخب والكوادر وضيوف الرياض من السودانيين يؤمه الحضور من الجنسين اضافة لذلك فهي تدعم كل قنوات الإعلام السودانية بالمراسلين والكتاب. وما مدى قبول الرابطة وسط الصحفيين السعوديين؟ على صعيد العلاقات السودانية السعودية فالرابطة لها اتصال مباشر وصلات اخوية حميمة جدًا مع الاعلاميين السعوديين بالمملكة. وما شكل ترابط السودانيين بالخارج؟ السودانيون في الغربة من أكثر الشعوب اتصالاً وارتباطًا مع بعضهم البعض ومن هنا فقد قامت الجمعيات الجهوية والقبلية والروابط الثقافية والاجتماعية والرياضية وهي روابط فاعلة للغاية ظلت تخدم المغتربين وتقدم لهم خدمات كبيرة وتصلهم بالوطن عبر العديد من المنافسات والفعاليات التي تتسق مع الثقافة السودانية والمناسبات الوطنية والدينية وهي فعاليات أظهرت مدى قدرة السودانيين على التنظيم ومن خلالها ظهرت الكوادر والنجوم. ماذا تعني لك الغربة؟ الغربة صارت مرحلة هامة في حياتي وهي فترة صعبة حيث قدمنا في ريعان الشباب وعبرها تعلمنا الكثير وتعرفنا على الكثير وهي حقًا مرحلة من أهم مراحل العمر وقد أتاحت لنا رؤية العالم الآخر والتعرف على الشعوب وثقافاتهم بل والاحتكاك بهم عن قرب مستفيدين من روح الغربة التي تجمعنا سويًا. رسالة توجهها للمغتربين عمومًا وللصحفيين خصوصًا؟ بالنسبة للمغتربين فإني اعمل الآن في اعداد رسالتي لنيل درجة الماجستير تتعلق بدور المغتربين وأثرهم تجاه الوطن، ومن هنا فإن المغترب هو سفير بلاده وعبره ترتسم صورة الوطن وتتبلور في اذهان كل من حوله وهو بهذا المعنى يقوم بدور الدبلوماسية الشعبية فمتى ما أدرك المغترب هذا الدور فهو حتمًا يدرك المسؤولية الوطنية.. لهذا فنحن مطلوب منا أن نمثل بلادنا بصورة حضارية وأن نقدم أنفسنا دائمًا كما يجب ولعلنا حتى الآن نحتفظ بصورة الانسان المتعلم والمؤتمن وسجلنا نظيف بخلاف غيرنا من شعوب أخرى. اما رسالتي للإخوة الصحفيين السودانيين في الخليج بصورة عامة فهم رواد العمل الاعلامي وما زالوا في كل المواقع والرياض تعج بعدد غير قليل وهم في مكانة بارزة ومن هنا فإني فقط أحييهم وأحيي فيهم الدور الكبير الذي يضطلعون به تجاه وطنهم. كلمة أخيرة؟ التحية والتقدير لصحيفة «الإنتباهة» وقد ظلت منذ صدورها تمثل قناة اعلامية بارزة وتضطلع بدور وطني كبير. وحيث إنها وصلت للمغتربين في المملكة ففي هذا فائدة عظيمة خاصة والمغترب شغوف بإخبار بلده ومتابعتها وكانت هذه مكانة شاغرة ولهذا نتمنى ل«الانتباهة» الاستمرار والتقدم وأن تعطي المغترب دائمًا حيزا خاصًا عبر صفحاتها المختلفة.