صَفَنْيَا نبي من أنبياء بني إسرائيل في القرن السابع قبل الميلاد تنبأ عن كوش! ليس في لغاتهم عبارة «شكراً لك»!! في عمود استفهامات للأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم في صحيفة الإنتباهة بتاريخ الإثنين 27/8/2012 ذكرنا قصة الأستاذ المرحوم سلمان علي سلمان المدير المؤسس للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي الذي حضر لقاءً دعاهم له أستاذهم الأمريكي في الجامعة الأمريكية في بيروت وهم مجموعة من المعلمين السودانيين الشماليين المبتعثين للجامعة وذلك في ستينيات القرن العشرين وأخبرهم أنه زار الخرطوم ومنها زار جوبا ووجد أنه لا توجد كلمة شكراً في لغة الدينكا وأن هذا مؤشر خطير جداً لما سيحدث من مشكلات مستقبلاً.. كان هذا الحديث في الواقع بعد مرور عقد أو أكثر من مذابح أغسطس «1955» للشماليين في المديرية الاستوائية وفي توريت بصفة رئيسة والتي ذُبح فيها المئات. وهي الحادثة التي يصر سلفا كير وحتى أغسطس الماضي على أنها كانت ثورة من أجل الاستقلال! بعد نشر هذه القصة وتعليقنا عليها حيث قلنا لماذا نستغرب ونقول سلمناهم دولة ببنياتها وبترولها ولم نجد منهم كلمة شكراً! فالكلمة ليست موجودة أصلاً في لغتهم وبالتالي ليست موجودة في ثقافتهم.. ولكن هل عدم وجودها يولد مثل هذا الجحود؟. ولماذا كلمة شكراً ليست موجودة في لغة الدينكا؟ هذا السؤال الأخير طلب كاتب رسالة إلكترونية من كندا في نهاية رسالته من الأستاذ أحمد البحث عنه وإن كان قد قال في بداية رسالته: صحيح لا يوجد في لغة الدينكا تعبير أو مفهوم «شكراً لك». وقد نشرنا جزءاً صغيراً من هذه الرسالة التي هي باللغة الإنجليزية في عمود استفهامات نفسه وجزءاً معقولاً من الترجمة وعلقنا عليها بتاريخ السبت 1/9/2012 وذلك لضيق حيز العمود. وقد ذكرنا حينها أن الأمانة العلمية تقتضي في مثل هذه الحالة نشر الرسالة كاملة ونشر ترجمتها الكاملة وبالذات لأنها لحالة غريبة. ومن الرسالة يتضح أن هناك كتاباً منشوراً يحتوي على هذه المعلومة التي يجهلها كل شمال السودان وسياسييه الذين يتحدثون في كل شيء عن الجنوب كأنهم خبراء وكانوا ينظِّرون للوحدة ويتباكون عليها الآن! والواضح أنه تجهلها حكومتنا التي أضاعت أمولاً طائلة جرياً وراء سراب الوحدة ويجهلها أيضاً مفاوضوها الذين سيضيعون السودان نفسه جرياً وراء مكيدة الحريات الأربع. فإلى الرسالة: Dear Ustaz Ahmed I read the article that bears your name and that of Prof Mohamed Hassan Sinada. It is correct that Dinkas do not have the term or the concept of Thank you. But I believe that Prof Mohamed and his American Prof in Lebanon we both not correct in their conclusions. They have read Pritchard Evans and Douglas Johnson to educate themselves on the Dinkas and Nuers. A true academician works on evidence-based conclusions and not on the casual superficial comment of an American professor. It would have been academically correct and morally prudent if either of them had advised his readers why Dinkas do not have the term. The reason is very noble. It is only the ignorance of the beholder that missed the noble point. Dinkas believe that what a human does for another human is a duty and does not deserve a comment or show of appreciation. Would they do the same under similar circumstances? Yes they would. The Communal life that the Nilotics lead is exemplary and well structured. I have know them and lived among them for 40 years. As a writer who is widely read may be you can research the issue more and get to the roots of why the term is missing from Dinkas vocabulary. Saty well and Happy Eid . Tag Elkhazin Consultant Subsahara Centre. Ottawa Ontario K1W 1H9. Canada. والترجمة هي: عزيزي الأستاذ أحمد لقد قرأت الموضوع الذي يحمل اسمك واسم بروف محمد حسن سنادة. صحيح أن الدينكاويين ليس عندهم عبارة أو مفهوم «شكراً لك». ولكني أعتقد أن استنتاجات كلِّ من بروف محمد والبروف الأمريكي في لبنان غير صحيحة. لقد قرأوا «Pritchard Evans and Douglas Johnson» للتعرف على الدينكا والنوير. والأكاديمي الحقيقي هو من يستند إلى استنتاجات مبنية على دلائل. وكان من الأفضل أكاديمياً وأخلاقياً إذا كان أيٌّ منهم أوضح لقرائه لماذا لا يوجد عند الدينكا هذا التعبير. السبب نبيل جداً. ولكن الجهل هو الذي تسبب في عدم ملاحظة السبب النبيل. فالدينكا يعتقدون أن أي عمل يقوم به إنسان نحو إنسان آخر هو واجب ولا يستحق التعليق أو إظهار التقدير. فهل سيفعلون نفس الشيء في ظروف مشابهة؟ نعم سيفعلون! فالحياة الاجتماعية للنيليين نموذجية وبنيوية جداً. لقد عرفتهم وعشت بينهم لمدة «40» سنة. وككاتب مقروء نرجو منك بحث الموضوع بعمق للوصول إلى السبب الجذري لعدم وجود هذا التعبير في لغة الدينكا «انتهت الترجمة». وهكذا وحسب المستشار الذي عاشرهم أربعين سنة فإن أي عمل يقوم به إنسان نحو إنسان آخر هو واجب ولا يستحق عليه كلمة شكراً. وطبعاً رغم نبل المقصد الذي يذكره يبدو هذا للناس غريبًا جداً. والواقع أنه قد لا يوجد في العالم كله مثل هذه الظاهرة. وقد قابلت بعد نشر هذه المعلومة من هم في غاية الدهشة من هذه الظاهرة حيث كان معظمهم يسترجع أحداثاً لم يستطيعوا تفسيرها في حينها. ولذلك فهذه الظاهرة تفسر الكثير. وما لا يوجد في اللغة الأصلية لا يوجد في الثقافة الأصلية. وتفسير كل ما تقدمه لأحد يعتبر واجباً يجعل من العسير فهم الكيفية التي تُكرِّم بها شخصاً منهم أو تقدم له هدية إن كانت في النهاية ستُعتبر واجباً عليك ولا تستحق مقابلها لا شكراً ولا هدية!. وطبعاً إذا قالت لهم الحركة الشعبية «وقد قالت» إن كل ما عند الشمال كانت هي أموالهم يصبح كل ما عندنا حقاً أصيلاً لهم ولا يرقى حتى لمستوى فهمهم للهدية التي هي واجب! وبعد نشر بعض تلك الترجمة في 1/9/2012 ولأن لغة النوير قريبة من لغة الدينكا «المقسمة إلى مجموعات وكل مجموعة مقسمة إلى لهجات» حاولت معرفة ما إذا كانت لغة النوير أيضاً ليس فيها عبارة شكراً لك وفوجئت بالشمالي الذي وُلد وتربى معهم ويعرف لغتي النوير والشلك يقول لي ليس لغة الدينكا فقط ولكن أيضاً لغة النوير وأيضاً لغة الشلك لا توجد فيهما عبارة شكراً لك وإن كانت لغة الشلك لم يبقَ منها الآن إلا نحو «90» كلمة أصلية «لتأثرها الشديد باللغة العربية». فأصل هذه القبائل الثلاث الكبيرة واحد في شرق أوغندا وغرب كينيا جاءوا قبل نحو 500 سنة مع تاريخ حافل بالحروب وما زالت أصولهم تعيش هناك وإن كانت أعداد أفراد قبائلهم هناك بعد الرجوع أيضاً قليلة حتى الآن. إذًا لا توجد كلمة «شكراً لك» عند كل القبائل الرئيسة الكبيرة في الجنوب أي معظم الجنوبيين «وكل عسكري وسياسي في الجنوب تقريباً» ولذلك نتوقع منهم أن لا شكراً لكم على تقرير المصير ولا شكراً لكم على البترول وهذا واجبكم أيها السودانيون «الشماليون» وأي شيء نحصل عليه هو واجبكم وأي شيء تقدمونه لنا لتتقربوا به إلينا هو واجبكم وأي شيء تقدمونه لنا بسبب العشرة القديمة هو واجبكم أيها الشماليون. هذه العشرة المحيِّرة التي بعد أكثر من «100» سنة منها لم يصوت للوحدة بعدها إلا أقل من «45000» مواطن جنوبي بمن فيهم الموجودون بالشمال ثم يريدون أن يعيدوهم ليؤثروا فيهم بعد فشل أكثر من قرن وبدون دراسات علمية! * أكاديمي: فيزيائي وتربوي