تعد شريحة الرحل بولاية غرب دارفور من اكبر الشرائح التي تلقى إهمالاً كبيرًا من الحكومات التي تعاقبت على الولاية.. رغم مساهمتها المقدرة في الدخل القومي للسودان إلا أنها لم تجد الاهتمام الذي يوازي حجمها وتأثيرها.. فمن ناحية الخدمات نجد ان تجربة تعليم الرحل والتي بدأت في الولاية عام 1993م في امس الحاجة الى البحث والتقويم وعمّا إذا كانت قد حققت الأهداف التي أُسست من أجلها والتي تمثلت في خلق فرص تعليمية ميسرة لأبناء الرحل وتطوير نمط حياتهم دون المساس بعاداتهم وتقاليدهم بالإضافة لتمكين الرحل بالأساليب والطرق العلمية في تربية الحيوانات وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في التنمية رغم كل تلك الأهداف السامية نجد أن التجربة تحتاج إلى شيء من التقييم مع الأخذ بالاعتبار التغييرات التي شهدتها المنطقة بعد الحرب الأخيرة واستقرار أعداد كبيرة من الرحل في الدمر وأطراف المدن وقد وجدت الفكرة تجاوباً في بادئ الامر من قيادات الرحل وعملوا على تذليل كافة الصعاب حتى ينال أبناؤهم حظهم من التعليم الا ان السنوات الاخيرة شهدت تسريب اعداد كبيرة من التلاميذ واصبحوا في عداد الفاقد التربوي، وعزت مديرة ادارة تعليم الرحل بولاية غرب دارفور فتحية محمد تسرب التلاميذ بهذه الاعداد الهائلة الى عدم توفر البيئة المدرسية الجاذبة والنقص الحاد للمعلمين بالاضافة الى الصراعات القبلية بين بطون قبائل الرحل. وتضيف فتحية ان عدم اقتناع الرحل باهمية تعليم البنت من اكثر الاسباب التي ساعدت على التسرب، بينما يرى مفوض تنمية وتطوير الرحل بالولاية مهدي عسولة ان عدم توفر الخدمات في المجمعات الدراسية يعد السب الاساسي الذي جعل التلاميذ يتسربون من المدارس بالاضافة إلى النقص الحاد في المعلمين خاصة المؤهلين منهم وفي ذات الصعيد ان معالجة الامر يتطلب من الدولة الاهتمام ببناء المدارس وتهيئة بيئتها بالكامل وقيام الدولة بتدريب قيادات الرحل في دورات خاصة بالقيام بدورها تجاه اقناع مجتمعاتهم بدفع أبنائهم وبناتهم، وطالب مهدي الدولة بتلمس الاسباب الحقيقية التي تعيق تقدم تعليم الرحل بالصورة المطلوبة ومعالجتها. عموماً رغم التقدم الملحوظ في البنى التحتية لتعليم الرحل بالولاية الا ان تسرب التلاميذ بالآلاف في ظل عدم رغبة المعلمين في العمل بمدارس الرحل يتطلب من قيادات الولاية والقائمين بأمر الرحل دراسة الأمر من كل جوانبه حتى يتسنى للأطفال ان ينالوا حظهم من التعليم في دولة أصبح فيها التعليم أساسيًا إجباريًا.