منذ أن تهاوى عرش القذافي وانهارت اركان حكمه حتى تراءت للناس فكرة الذهاب الى ليبيا وكلٌّ يمنّي نفسه بالعمل هنالك وكنا نقول في عهود سابقة «ليبيا واليمن ضياع زمن» لأن المهاجر كان جل وقته يضيع ويعود بخفي حنين لكن يبدو أن الثورة التي قدمتها ليبيا كانت انفتاحًا لجذب الخبرات السودانية للعمل في ليبيا بعد الثورة، واصبحت تغري بالهجرة اليها. فالكادر السوداني وجد ضالته للعمل في ليبيا والسعودية ودول الخليج كافة سواء الكادر الطبي والصحي او الكوادر المساعدة من ممرضين وتقنيين في مجال التخدير والصيدلة وغيرها او الكوادر العاملة في السلك التدريسي البحثي من منسوبي التعليم العالي فجاءت خلال هذا العام لجان متخصصة من ليبيا للتعاقد مع اساتذة الجامعات والاطباء والكوادر المساعد لهم. ومن هذا المنطلق تدور في الاذهان الكثير من الاسئلة التي ظلت طي الكتمان تخص الكادر الطبي ولم يجد لها حتى الأطباء انفسهم اي اجابة، لماذا لم يسافر هؤلاء الاطباء منذ ان وقعوا العقود المبدئية مع اللجان الليبية ابريل المنصرم؟ ماذا قال منصور الجندي احد اعضاء اللجنة الطبية الليبية عن تخفيض الرواتب؟ وماهي وظيفته؟ وكم اقترح ان يكون راتب الطبيب العمومي والاختصاصي والاستشاري مقابل العمل والتوظيف؟ ومن هو احمد المصطفى الذي يشرف على اللجنة؟ وما هي وظيفته في الوزارة؟ وما هي علاقة الاكاديمية الصحية تحديدًا بهذا الموضوع؟ هل هنالك دور لمنظمة الشهيد الزبير؟ وما دور منظمة الطوارئ الصحية؟ ومن هو الطبيب الذي صمم صفحة في الفيس بوك والتقط صورًًًا مع الليبيين اعضاء اللجنة ويتحدث باسمهم؟ لماذا المعاينات تتم مرة في اتحاد الاطباء ومرة اخرى في الوكالات واحيانًا في برج الفاتح؟ هل اعترض رئيس اللجنة الطبية على تخفيض رواتب الاطباء إلى «50%»؟ وهل المبلغ الذي تم تخفيضه قامت به اللجنة ام الوزارة؟ وماهي علاوة التدريب التي رأت اللجنة تخفيض المبلغ من اجلها الى النصف؟ وما هو مصير الاطباء الذين لا ينتسبون الى وزارة الصحة ولم يتدربوا على نفقتها؟ وهل يدفع كل الاطباء بعد ذلك ضريبة المغتربين وزكاتهم؟ وهل فعلاً المبلغ الذي تم تخفيضه «50%» يذهب منه «30%» لوزارة العمل و«20%» لاتحاد الأطباء؟ وما علاقة وكالة إشبيلية بهجرة الأطباء الى ليبيا طالما الأمر تقف وراءه وزارة العمل ووزارة الصحة واتحاد اطباء السودان؟ هل هنالك ضغوطات على وزارة العمل حتى تحول الملف الى وكالة إشبيلية؟ وما هي هذه الجهة؟ ومن هو مالكها؟ هل هنالك 600 كادر تم التعاقد معهم ولم يسافروا ثم جاءت لجنة اخرى للتعاقد مع كوادر اخرى؟ واذا كان الامر هكذا فما مصير ال 600 المتعاقد معهم؟ هل الكادر الذي تم التعاقد معه سيذهب الى المناطق الجنوبية وهي مناطق شدة؟ وهل فعلاً الدول العربية الأخرى اقترحت رواتب مجزية لمنسوبيها وطالبت بالعمل في المناطق الساحلية؟ واين وكيل وزارة الصحة من هذا الموضوع؟ اعتقد ان الدولة في اعلى مستوياتها مهتمة جدًا بهجرة الكوادر السودانية الى ليبيا بحكم العلاقة الازلية التي تربط بين الشعبين والثقة المتوفرة في الكادر السوداني الذي اينما حل كان مصدر فخر واعزاز ثم ان الكوادر المهاجرة الى ليبيا هي من الكفاءات النادرة وتستحق رواتب عالية وعلى الدولة ان تسعى للمطالبة بذلك وليس العكس ان صدقت هذه التساؤلات !