وسط حضور متميز من قادة القوات المسلحة شرّفه السيد والي ولاية نهر النيل سيادة الفريق الركن الهادي عبدالله وسيادة الفريق أول طيار ركن أحمد علي الفكي نائب رئيس الأركان المشتركة والفريق الركن أحمد شيخ طويل نائب رئيس أركان القوات البرية إدارة والسيد معتمد محلية كرري الأستاذ كمال أحمد عبدالله ونائب الدائرة الاستاذ محمد علي والدكتور الامين الحسين نائب مدير جامعة كرري بالإضافة للفيف من كبار القادة وبعض من قادة الكلية الحربية خلال مراحلها السابقة وبعض السياسيين والتنفيذيين أقامت الكلية الحربية إفطارها السنوي الذي صادف العشر الأواخر من شهر رمضان المعظّم، فلبست حلة زاهية وهي تحتضن في جنباتها الرعيل الأول من قادتها ومعلميها واللاحقين، يجيء هذا اليوم المبارك من أيام الكلية الحربية الخالدات كإرث تاريخي وتقاليد توارثناها في هذا الصرح الشامخ جيلاً بعد جيل وهو يوم تتواصل فيه الأجيال ونوفِي فيه الحقوق لرجال أشاوس قدموا لهذه الأمة فرساناً أشداء أقوياء وهبوا النفس والنفيس على امتداد تاريخ هذا الوطن الغالي وهي قيم الوفاء والموروثات النبيلة والطهر والنقاء وأصالة المعدن.
البداية في مستهل الاحتفال كانت تذكرة من الشيخ صلاح البدري للحضور عن رمضان وما يحدث فيه من قربات وأن هذا الشهر له من الدلالات والعجائب ما لا يخفى على أحد داعياً المسلمين للتمسك بهذا الدين. وقدمت كذلك فرقة الكلية الحربية للانشاد العديد من المدائح النبوية تفاعل معها جمهور الحاضرين كثيراً وهي من الفرق التي تعني بتهيئة البيئة المعنوية بالكلية الحربية تؤجج الحماسة والوطنية وترسي القيم الفاضلة بين مجتمع الكلية الحربية جميعه من ضباط وطلبة حربية وصف وجنود ومدارس وأسر بالقشلاقات المختلفة. كلمة الكلية الحربية تحدث اللواء الركن كمال عبد المعروف قائد الكلية الحربية مرحباً بالضيوف ومؤكداً أن الكلية الحربية ماضية في مسيرتها وظلت على الدوام رافداً للقوات المسلحة منذ أن رأت النور قبل أكثر من مائة عام. تطور ملحوظ وأضاف قائد الكلية الحربية أنها تشهد تطوراً في كل النواحي ففي البنيات التحتية شيدت قاعات الدراسة ووسائل ومساعدات التعليم ومعامل الحاسوب والمكتبة الإلكترونية والمقروءة وقاعات نماذج الرمل والمشبهات وفوق كل ذلك تحسين بيئة العمل من قاعات طعام وثكنات الطلبة الحربيين وميس الضباط والإستاد الرياضي وتسوير الكلية الحربية وبناء أبراج المراقبة وقد كانت تلك هي نماذج للإنجازات التي تمت خلال المرحلة الجارية وأن كل هذه الإنجازات مكنت الكلية الحربية أن تتبوأ مركزاً مرموقاً في مصاف الكليات المتطورة داخلياً وخارجياً وجعلت منها قبلة لزيارات الوفود من الدول الصديقة والشقيقة وتزايد طلبات الالتحاق بها من معظم دول المنطقة ونفخر أن بين ظهرانينا حالياً العشرات من هؤلاء الأشقاء والأصدقاء، وجدير بالذكر أن الكلية الحربية قد أصبحت إحدى كليات جامعة كرري وذلك بعد إجازة برنامج البكالوريوس في العلوم الإدارية واللغات بجانب دبلوم العلوم العسكرية فأصبح الطالب الحربي يتخرج من الكلية الحربية وهو محصن بالعلم والمعرفة وهذا البرنامج لم يؤثر البتة على النظام والتقاليد العسكرية والإعداد البدني والنفسي والإرث التاريخي القديم الذي توارثناه جيلاً بعد جيل بل زادته قوة ومنعة وتحصيناً لمواكبة التطورات التي شهدتها جيوش العالم من تقنيات عالية وأسلحة ومعدات حديثة، وفي إطار سعي القوات المسلحة للتأهيل ورفع المستوى الأكاديمي للضباط تم تكليف الكلية الحربية ممثلة في مدرسة العلوم الإدارية برعاية برنامج التجسير بغرض ترفيع دبلوم العلوم العسكرية إلى بكالوريوس في العلوم الإدارية لضباط القوات المسلحة والآن توجد دفعتان اثنتان ونستعد لاستقبال الدفعة الثالثة إضافة للقبول الخاص لمدرستي العلوم الإدارية واللغات بمجمع خور عمر. دفعة.. دفعة وأشار اللواء الركن كمال عبد المعروف قائد الكلية الحربية أن الفترة الأخيرة قد شهدت تخريج أربع دفعات «الدفعة 33 ، 34 فنيين والدفعة 3 جامعيين والدفعة 36 أمن ومخابرات » والآن توجد بالكلية الحربية أربع دفعات يدرسون بالنظام الجامعي الجديد وستتخرج الدفعة «55» في نهاية الشهر القادم بإذن الله كأول دفعة تتخرج بنظام البكالوريوس في العلوم الإدارية وفي نفس الشهر ستستقبل الكلية الدفعة «59» التي تمثل كل كليات جامعة كرري يقضون الفترة الإعدادية معاً ثم يذهبون إلى كلياتهم وهكذا تمضي المسيرة بتجرد ونكران ذات بفضل كل قادتنا السابقين الذين حاولوا المستحيل في فترات سابقة لإجازة البرنامج الأكاديمي فلهم التحية. إن التطور الذي تشهده الآن الكلية الحربية كان خلاصة جهد الغرس الطيب من القادة السابقين والوقفة المقدرة من وزارة الدفاع ممثلة في السيد الوزير والسيد رئيس الأركان المشتركة ونائبه وأعضاء رئاسة الأركان المشتركة ورئاسة أركان القوات البرية بنوابها وإداراتها المختلفة وأسرة جامعة كرري مديراً ونائباً ووكيلاً وهيئة تدريس. الوفاء لأهل العطاء وفي هذه الفقرة المميزة كانت لفتة بارعة كانت محل استحسان ورضى كل الحاضرين إذ تلتزم الكلية الحربية بقيم وموروثات القوات المسلحة الباسلة في تكريمها لأبنائها ومنسوبيها وذلك من خلال التكريم الكبير الذي جاء معبِّراً عن عطاء الرجال للرجال، ويقول قائد الكلية الحربية في هذا الصدد إنه يوم الوفاء لنفر طيب قدموا الجهد وسكبوا العرق في سبيل رفعة الكلية الحربية، مصنع الرجال وعرين الأبطال، قصدنا تكريمهم في هذا المحفل الكبير تقديراً لجلائل الأعمال التي قدموها لبلادهم ولقواتهم المسلحة. ومن بين هؤلاء النقيب معاش العبيد عبد الرحيم عبد الرحمن أمضى جل شبابه جندياً مخلصاً في مسيرة لما يقارب (57) عاماً تميز فيها بالانضباط العسكري والوقار وحسن الخلق والذي جاء تكريمه وفاءً لعطائه الثر، ثم كانت اللفتة الأبرع في تكريم قادة الكلية السابقين والأخوة المعلمين السابقين وضباط وضباط الصف التعلمجية الذين ورثنا منهم السماحة والخلق الكريم والمروءة والتجرد والوفاء لذلك جاء تكريمهم جميعاً في شخص سعادة العميد أ.ح »م« خالد الصادق أونسه القائد الأسبق للكلية الحربية «14/8/1975م 24 /11/1975م »، أما ضباط الصف الذين كرِّموا فهم المساعد عبد الله ميل من جمهورية جنوب السودان وهو نموذج للعطاء الوافر طيلة مدة خدمته والتي تجاوزت الثلاثين عاماً وفي تكريمه تكريم لكل أبناء الجنوب الذين قدموا الكثير من جلائل الأعمال لهذه المؤسسة، وكذلك المساعد إدارة ود البدري وفي شخصهم كان التكريم لكل المتقاعدين من ضباط صف الكلية الحربية. ممثل القادة السابقين وفي رد محكم بالغ الأثر تحدث اللواء ركن «م» محمد عثمان عبد الله حليفي نيابة عن القادة السابقين شاكراً الحفاوة البالغة التي وجدوها من القائمين على الكلية مستشهداً بالتحول الذي حدث في مرافق الكلية الحربية والتحول الذي طرأ عليها مما جعلها وجهاً مشرفاً للقوات المسلحة، وأعرب سيادته عن تقديره باسم القادة السابقين للإنجازات التي لا تخطئها العين متمنياً التقدم والازدهار لهذا الصرح العسكري العظيم. فهذه هي الكلية الحربية السودانية رمز العطاء والوفاء بالقوات المسلحة السودانية مصنع الرجال وعرين الأبطال.