تكررت المشاهد الحقيرة والحقد الأسود على الدين الإسلامي ورسول الله محمد بن عبد الله «صلى الله عليه وسلم».. وأثيرت الإساءات مجددًا من خلال الفيلم الأمريكي القذر«براءة الإسلام» الذي استفزّ العالم الإسلامي أيما استفزاز.. وقامت الشعوب الإسلامية «وحق لها» ولم تقعد حتى الآن.. فاحتدمت الثورة واندلع ربيع إسلامي وحّد المسلمين في أطراف الدنيا غيرة وانتصارًا للحبيب المصطفى ضد أحفاد القردة والخنازير الأنجاس.. للدرجة التي لم تكن تتوقعها الولاياتالمتحدة بأن يقتل سفيرها في ليبيا مما حدا بها حماية لمواطنيها ودبلوماسييها من هذا السيل العرمرم بأن تتنكر لمواطنها منتج ومخرج الفيلم فأكدت أنه إسرائيلي وليس أمريكي وجعلته يتحدث لراديو «سوا» الذي تموله هي بحسب الوكالة الفرنسية وتجعله ينفي عن نفسه الجنسية الأمريكية ويقول إنه إسرائيلي وأنه نادم وحزين لمقتل السفير الأمريكي بليبيا لكنه غير نادم على الفيلم الذي استمر عرضه ساعتين ويقول إن ما عُرض منه هي فقط أربع عشر دقيقة، وأنه سيقوم بعرضه كاملاً على الإنترنت.. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يساء فيها للنبي محمد «صلى الله عليه وسلم» فقد بدأ هذا المسلسل في العام«2005» بالرسوم الكاريكاتورية التي نُشرت في الصحف الدنماركية وثار كذلك العالم الإسلامي جله منددًا بهذه الرسوم والصور للدرجة التي تمت فيها مقاطعة البضائع والسلع الدنماركية.. وتم مجددًا نشر هذه الصور في العام «2008» دون أي اعتبار لمشاعر المسلمين أو احترام لمعتقداتهم.. وللمرة الثانية ثار المسلمون حينها زمنًا قصيرًا وتم تناسي الموضوع.. ثم نشر فيلم «فتنة» في العام «2010» وهو فيلم أخرجه سياسي ونائب هولندي اسمه خرت فالدز لا تزيد مدته عن سبع عشرة دقيقة لكنه استغلها اسوأ استغلال في الإساءة للقرآن وللإسلام والمسلمين والمعتقدات الإسلامية وربطها بحوادث الحادي عشر من سبتمبر ويوضح الفيلم والأفلام التالية مدى الرعب والخوف الذي يبثه الإسلام وانتشاره في قلوب هؤلاء الأنجاس رغم ما يروّجون له من أكاذيب جعل الله كيدهم في نحورهم.. واليوم يعاد ذات السيناريو في الفيلم الأمريكي ردئ الذكر.. وثار أيضًا العالم الإسلامي للمرة الرابعة، ولكن أظنها أشد هذه المرة حيث سادت الاحتجاجات وخرجت مسيرات مليونية تساندها حتى تصريحات الرؤساء التي لم تعر البرتكولات انتباهًا هذه المرة حيث أدان الفيلم وندد به الرئيس التركي بلسانه شخصيًا وليس لسان ناطق رسمي، وقال إن هذا لا يقع في خانة حرية التعبير.. كذلك الرئيس المصري محمد مرسي فقد شجب الفيلم المسيء واعتبره تعدي على المعتقدات الإسلامية.. وفي السودان استدعت وزارة الخارجية السفير الألماني والقائم بالأعمال الأمريكية، وأبدت احتجاجها حول الفيلم المسيء بعد أن قام المواطنون باقتحام السفارة الأمريكية بسوبا واضرام النار فيها والسفارة الألمانية بالخرطوم مما أدى إلى أن يفقد المتظاهرون ليوم الجمعة أمس ثلاثة متظاهرين.. وأوضح وكيل الخارجية السفير رحمة الله في تصريحات صحفية أن السفيرين اعتذرا للشعب السوداني والمسلمين وأبديا اسفهما، وقال إنه أوضح أنه غير مسموح المساس بمعتقدات المسلمين، وأن هذا لا يعتبر في خانة حرية التعبير مؤكدًا أن ذلك من شأنه التأثير على العلاقات بين الشعوب وعلاقات السودان بألمانيا والولاياتالمتحدة واعتبر ذلك خط أحمر.. ولم تقف المظاهرات وردود الأفعال على السودان فقد قتل أربعة يمنيين في ذات الاحتجاجات المقتحمة للسفارات الأمريكية بالعالم الإسلامي مما دعا الولاياتالمتحدة باستدعاء مائة جندي من المارينز لحماية السفارة الأمريكية والأمريكيين باليمن.. وإرسال طائرات بدون طيار تحلق فوق سماء بنغازي بعد مقتل سفيرها هناك.. ودعا ذات الموقف لأن تبني مصر جدارًا عازلاً من الأسمنت لحماية السفارة الأمريكية بها، ترى هل تنتهي هذه المهازل بما حدث من مظاهرات؟وهل تعتبر الاحتجاجات والمظاهرات بلسمًا لعلاج الجراح التي تتقرّح بين الفينة والأخرى بظهور حقير آخر يسير على ذات النهج؟ أم أن هناك علاجًا شافيًا على المسلمين في كل بقاع الأرض توحيد صفهم لنصرة الإسلام ورسول الإسلام محمد بن عبد الله؟ وهل يمكن أن تكون هناك لعبة سياسية قذرة مفبركة من قبل الولاياتالمتحدة وحليفاتها لإثارة المسلمين وهيجانهم لارتكاب أفعال تستدعى تدخلها وهل يمكن أن يكون ما حدث في اليمن بداية الطريق لفرض نفوذها على الدول الإسلامية؟