شهد الحرم المكي عبر الزمن تطورات كثيرة واستتباب الأمن في ربوع الجزيرة العربية، فأصبح الحاج يقطع الفيافي ولا يخاف على نفسه وماله وساعد على ذلك التقدم في وسائل المواصلات البرية والبحرية والجوية فاستتب الامن وتوفرت الطرق مما شجع المسلمين على القدوم وكان الحاج في الماضي يستمر في سفره شهورًا طويلة ولكن مع الزمن انتهت ويرجع اسباب استتباب الامن والاستقرار في مناطق الحج وحصول دول اسلامية على استقلالها ولانتهاء القيود التي كانت تُفرض عليها لممارسة شعائر الإسلام والصحوة الإسلامية في دول المؤتمر الإسلامي وأيضًا الانتعاش الاقتصادي والانتفاع من التبادل التجاري.. كان إعداد الحجيج في السابق تصل إلى مائة الف في فترة السلم والازدهار الاقتصادي وكانت تنخفض الى عشرين الفًا في اعوام الكساد لكن الآن اصبح يفوق عددهم المليونين في يوم عرفة، وترجع تداعيات النهضة العمرانية والتي من شأنها الالتزام بالضوابط من ناحية الأمن والسلامة والارتقاء بتقديم الخدمات من ناحية بيوت الطوافة التي تمثل تجمع المؤسسة الأهلية للمطوفين وتقوم باستقبال الحجاج في منافذ الدخول إلى مكة، ثم تشرف على اقامتهم في تقديم الخدمات من متعهدي الإيواء في الفنادق والدور السكنية الأخرى، ومن ثم تشرف على ترحيلهم من مكة إلى المطار أو المدينةالمنورة.. وقبل ذلك اهتمام الدولة «السودانية» بشؤون وسلامة وأمن الحج والحجيج. يحكي محمد علي انه ادى شعيرة الحج عام 1974م وكان في غاية الصعوبة، وبعد ذلك حججت كذا عام بصورة متتالية وكنت اجد ان المملكة في كل عام تتطور، حيث اوجدت الآن الخيام المكيفة وقامت بتوسيع الصفا والمروة ورمي الجمرات، ففي الماضي كان الناس يخافون الموت اثناء رمي الجمرات لكن الآن تم توفير قطار لرميها وذلك بجهود لجنة الحج التي تدرس تجربة كل عام وتتلافى السلبيات.. ايضًا الهواتف السيارة سهلت التواصل اثناء الحج وتقدم المملكة افضل الخدمات وتدفع «15%» للتجار لتوفير كل السلع اثناء الحج خدمة لعباد الرحمن. اما الطيب اسماعيل فيقول: كنت محظوظًا في غربتي فمنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي حيث طاب بي المقام في أجمل جوار وأطهر بقعة في طيبة الطيبة جوار سيد الخلق وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن ينقص صفو تلك الايام رؤية اهلنا من الحجاج والمعتمرين السودانيين الذين كانوا يفترشون الأرض والأرصفة تحت الكباري ويتوسدون حقائبهم، وكان منظرًا يدمي القلب خاصة أيام الصيف لكن بفضل الجهود التي بُذلت انتهت تلك المشكلة واصبح وضع الحجاج افضل حالاً.. وأرجع عادل تطور خدمات الحج الى اهتمام المملكة العربية السعودية بالجالية السودانية والتنسيق التام مع الجهات ذات الاختصاص فقامت بتنظيم مواقع السكن بصورة يمكن ان تستوعب العدد الأكبر من الحجاج السودانيين ونسبة لأهمية الحج تم بناء السكن المريح ووفرت فيه كل سبل الراحة من حيث التنقل إلى المشاعر المقدسة واضاف ان مسألة توسيع الأماكن المقدسة لعبت دورًا كبيرًا في تخفيف المعاناة للحجاج السودانيين فتوسيع الحرم ساهم في استيعاب عدد كبير من الحجاج مقارنة بالماضي لأنه في السابق كانت هنالك معاناة لنهضة العمرانية في المملكة هي الأساس الأول في تحسين منازل الحجاج. وكما أثنى الحاج أبكر اسماعيل ويعمل مدرساً على الخدمات المتوفرة للجميع والمتاحة مرجعًا ذلك للتخطيط المسبق والإعداد المدروس الذي يجسد مدى الحرص الكبير على راحة الحجاج وهو ما يمكن اعتباره معجزة تؤكد تكامل التخطيط والإصرار على النجاح في هذا المجال لوجه الله تعالى ورفع اسماعيل الشكر والتقدير لقيادة وحكومة المملكة وشعبها النبيل على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي يجده الحجاج والمعتمرون منذ لحظة قدومهم لهذا البلد منوهًا بشمولية هذه الخدمات وتكاملها وتطورها المتنامي. واشار الى ان أي زائر يلحظ مدى تطور هذه الخدمات سنة بعد أخرى واعتبره مؤشرًا على الارتقاء والنمو الشامل لهذه الخدمات والمعتمدة على دراسات تستوعب كل المتغيرات وتواكب تنامي أعداد الحجاج والزوار والعمار. كما اشاد عدد من الحجاج الذين يزورون المدينةالمنورة بعد انقضاء موسم حج بالخدمات الجليلة التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية لراحتهم واثنوا على التنظيم الدقيق في خطة تطبيق نظام الوصول والمغادرة والتنقل بين المدينةالمنورةومكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بكل سهولة ويسر بتجنيد ابناء الوطن وشرفهم العظيم في خدمة الحاج والمعتمر والزائر.. وافاد الحجاج بعد ان ادوا مناسك الحج وهم يتهيأون لزيارة المسجد النبوي الشريف ومغادرة طيبة الطيبة الى ديارهم بالرعاية الكريمة التي تحظى بها المقدسات الإسلامية والأماكن التاريخية بالمملكة التي يزورها الحجاج والمعتمرون والزوار ووصفوا حج العام السابق بالنجاحات غير المسبوقة والتي تؤكد التزام وعزم قادة وابناء هذه البلاد بنهج واضح في سبيل الارتقاء بخدمات الحجاج بما وجدوه من رعاية وعناية محل تقدير الجميع واجمع الحجاج على شمولية الخدمات المسخّرة لهم وتكاملها رغم الكثافة العددية من الحجاج خلال هذه الفترة حيث شعر الجميع بخصوصية الخدمات واهتمام القائمين بأمر شؤون الحجاج والزوار منذ لحظة القدوم حتى المغادرة إلى دولهم بعد أداء المناسك مبرزين مشروع جسر الجمرات والنجاح الذي تحقق من خلاله راحة وامن ضيوف الرحمن وسلامتهم.