حوار: فتحية موسى السيد تصوير: متوكل البجاوي حذر القيادي المسيري وعضو البرلمان الفريق مهدي بابو نمر من مغبة الممارسات العدائية التي ظلت تمارسها الحركة الشعبية للانفراد بأبيي وإقصاء المسيرية ومحاولة استفزازهم لجرهم إلى أتون الحرب معلنًا أن «المسيرية» أدركت تلك اللعبة تمامًا، كما وصف الفريق الحركة الشعبية بعدم الجدية والشفافية وتعكير صفو المناخ من حين إلى آخر، مشيرًا إلى أن الحركة تعوِّل كثيرًا على وقوف الغرب خلفها، ووصف الخطوة الأحادية لتولي إدارية أبيى بأنها قفزة في الظلام.. منوهًا بالخروقات المستمرة من دينكا نوق منذ صدور القرار «2046» وأيضًا السبب الحقيقي وراء تعطيل قيام الإدارية والمجلس التشريعي حتى الان في أبيي. وأشار إلى أن وجود الفرقتين التاسعة والعاشرة أمر في غاية الخطورة لا ينبغي للحكومة السكوت عنه.. وفي سياق آخر وصف الوفد المفاوض بعصافير الخريف الذين ذهبوا من أجل شيء ثم أتوا إلينا بالحريات الأربع... قضية أبيي وغيرها من قضايا المسرح السياسي وضعتها «الإنتباهة» على طاولة الحوار مع الفريق مهدي بابو نمر.. فإلى أهم ما ورد من إفادات: بداية من أي زاوية قرأت الخطوة الأحادية للحركة الشعبية بتحريك عناصرها لتولي مهام إدارية في أبيي وماهو رد فعل المسيرية تجاه تلك الخطوة؟ هذا هو ديدن الحركة الشعبية من خلال التجارب السابقة معها، فهي ظلت ومازالت تتعمد ارتكاب الأخطاء. وهذا النهج ليس جديدًا عليهم بل هو سياسة عدائية على مر العصور، وفق مخطط مدروس، وهو خرق واضح لكل الاتفاقيات المبرمة بين المسيرية وأبناء دينكا نوق ومخالف لاتفاقية نيفاشا وبرتكول أبيي، ونحن تعودنا من الإخوة في دولة الجنوب عدم الشفافية والالتزام وهم يدركون تمامًا تلك الحقائق، وكلما رأوا أن هناك اتجاهًا لصفاء المناخ قاموا بعكننته، لاعتقادهم الراسخ أن أمريكا والغرب من خلفهم أي أنهم «مسنودين». ما هو الدافع الأساسي وراء تلك التصرفات؟ الدافع الحقيقي معروف وواضح وضوح الشمس، إذ نجد الدينكا في محاولات دائمة ومستمرة لاستفزاز المسيرية وجرهم إلى أتون الحرب لكن هذه اللعبة أدركتها «المسيرية» تمامًا وأدركوا متى يحاربون ومتى يجنحون إلى السلم و«المسيرية» لهم نظرة بعيدة المدى، وهم لا ينظرون تحت أرجلهم أبدًا، دائمًا نظرتهم ثاقبة، تلك الخطوة هي غربية، والدولة استنكرت ذلك والمسيرية أيضًا وأنا أحسبها قفزة في الظلام وفي الأساس لو حدث المستحيل وحاولوا تطبيقه في دار المسيرية لا يتم ذلك البتة. أليس هذا يُعد خرقاً واضحاً وانتهاكًا للقرار «2046» حول أبيي؟ نعم خرق واضح للقرار لأن هناك تقريرًا يُكتب كل أسبوعين بواسطة ثامبو أمبيكي ويُرفع إلى مجلس الأمن وتخيلوا حجم الخروقات التي تمت منذ صدور القرار«2046» في «2» مايو الماضي وهُم في حالة خروقات مستمرة. سعادة الفريق نما إلى علمنا أن هناك ثماني محاولات للجبهة الثورية بتحريض من الحركة الشعبية في رمضان لاحتلال أبيي، برأيك ما الهدف من ذلك؟ هذا الحديث لم أسمع به البتة، أنا على اتصال دائم يومياً مع الناظر مختار بابو نمر، والمعلومات تأتيني مصفاة ومن يُسمون بالجبهة الثورية تلك «لو أكلت النار» لا تستطيع أن تهدد أو تحتل أبيي ولو مرة واحدة. تكوين اللجنة الإدارية الأحادية والمجلس التشريعي في أبيي من دينكا نوق هل تعتقد أنه تصعيد قد لا يُحمد عقباه؟ لا يستطيعون ذلك، وحتى تكون الصورة واضحة، فإن الإدارية بها رئيس ونائب وخمسة وزراء بالتساوي بين الطرفين، والمجلس به أربعون شخصًا «عشرون» من المسيرية و«عشرون» من دينكا نوق، رئاسة الإدارية في الاتفاقية من دينكا نوق ورئاسة المجلس التشريعي من نصيب السودان، وقد وصلت بهم درجة التعصب والتعنت إلى عدم تكوين الإدارية. عفواً يتردد كثيراً قول «منطقة» أبيي و«مدينة» ابيي؟ ما هو الفرق بين المدينة والمنطقة؟ الأصح طبعاً هو «مدينة» أبيي وليس «المنطقة» والتسمية عبارة عن مترادفات ليس إلا.. كيف ينظر الفريق إلى مفاوضة الحكومة مع قطاع الشمال؟ هل هو اعتراف واضح؟ أم أن مصلحة التفاوض تقتضي ذلك؟ الحكومة ترفض تمامًا مفاوضة ما يسمى بقطاع الشمال، هذا ما سمعنا عنها والحكومة تقول شيئًا وغدًا تنقضه.. وأخونا كمال عبيد المسؤول المباشر في هذا الاتجاه والآن هو في أديس أبابا قال: لا تفاوض ولا اعتراف مطلقًا مع قطاع الشمال، انتهى.. اذاً بم تفسر وجود عرمان وعقار والحلو بمقر التفاوض؟ وجود هؤلاء بمقر التفاوض أمر في غاية الغرابة، وأنا وقفت فيه كثيرًا وذلك ما دفعني إلى كتابة مقال تم نشره في صحيفة «أخبار اليوم» قلت فيه مُحذِّراً المفاوض السوداني بأن أبيي خط أحمر لكل من يحاول اللعب بقضية أبيي يعمل ألف حساب كما أحذر الاتحاد الإفريقي أيضًا لكن قلت للحكومة بوجود عقار ومجموعته هناك ستظل كل الاحتمالات واردة ومفتوحة.. شيء مستحيل لديهم لا يوجد، وأنا الآن أخشى تمامًا على أبيى من كواليس المفاوضات وأن تذهب في سطور خجلى جدًا وسط هذا القرار وتذهب، قد نجد كل الاحتمالات واردة لذا يجب على المسيرية أن يفتحوا عيونهم. برأيك ما علاقة عرمان ومجموعته بجنوب كردفان والنيل الأزرق حتى يتفاوضوا بالإنابة عنهم؟ هذا ما قاله أهل جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأبو مدين قال ذلك في المفاوضات بأن هؤلاء لا علاقة لهم بالمنطقتين.. فمثلاً ياسر عرمان جعلي من الشمال ماعلاقته بهؤلاء؟ أنا أعتقد أن هذه مضيعة للوقت ليس أكثر من ذلك. وأنا أعجب جدًا من دولة استقلت فهل يجوز لها أن تنشئ لها حزبًا في دولة أخرى وتحتفظ بفرقتين «التاسعة والعاشرة» في تلك الدولة؟. اذاً ما هي خطورة وجود الفرقتين التاسعة والعاشرة؟ وجودهما في منتهى الخطورة ويعني احتلالاً واضحًا ومُخالفًا للترتيبات الأمنية.. مثلاً القوات المسلحة السودانية سحبت كل جنودها والتزمت بالترتيبات الأمنية وأخلت الجنوب قبل ثلاثة أعوام مائة في المئة، ولما احتجوا قمنا بسحب الجيش من أبيي مباشرة.. وهذا السؤال يوجه للحكومة والجيش السوداني عن وجود تلك الفرقتين.. لماذا؟ الاتفاق الإطاري الذي تم بصدد النفط هل تعتقد بأنه يمثل أولوية أم أن القضية الأمنية هي الأهم؟ طبعًا الصورة هنا أصبحت معكوسة تمامًا حسب توجيهات السيد الرئيس وكان واضحًا أن الأولوية والأسبقية للقضايا الأمنية والحدود، وفيما عدا ذلك لا يجوز أو يأتي لاحقًا.. والاتفاق الذي تم بصدد النفط الرئيس قال لا يُوقَّع وأمر بوضعه في «الرف» وكرر رفضه لثامبو أمبيكى في مراسيم وفاة ملس زيناوي إن لم يُحسم الأمن والحدود لا يجوز التحدث عن البترول مطلقًا.. أما ما يقال عن الأجندة السرية بصدد النفط فأنا لا أعلم عنه شيئًا، لكن ما أعلمه عن الوفد المفاوض وقد أشرت لهم مسبقًا بعصافير الخريف الذين ذهبوا من أجل شيء وأتوا بالحريات الأربع لا أستبعد عنهم شيئًا. في أي سياق قرأت ما تردد عن مساومة الوفد المفاوض تقسيم أبيي مُناصفة بين المسيرية ودينكا نوق؟ وما هو رد فعل المسيرية اذا تم تنفيذ ذلك؟ هذا الكلام قيل منذ زمن ظهر على السطح وقمنا بقفله مباشرة وليس الآن بأن أبيي تكون مناصفة بين المسيرية ودينكا نوق يأخذون جنوب بحر العرب رفض من الجانبين وكان اقتراحًا قاله إدوارد لينو وقرأه كل الشعب السوداني.. هل تعتقد أن رحيل ملس زيناوي له تأثير على سير المفاوضات؟ رحيل زيناوي لا شك له أثر بالغ لأنه فقد عظيم وقائد إفريقي أصيل وعظيم مثال نكروما ونايريري.. وضربة قاضية وخسارة كبيرة جدًا للسودان لدوره الرائد الذي لعبه بصدد السلام بين الشمال والجنوب، وغياب ملس بالنسبة للسودان خسارة كبيرة جدًا وله ما بعده. ما هو رأيك في المبادرة الإريترية التي قدمها أسياس أفورقي للسلام بين الشمال والجنوب؟ أنا قرأت في الصحف عن عرض أسياس أفورقي لمبادرة ولي كلمة واحدة لأسياس «حقوا تخلي التربة الحمراء بتاعة ملس تجف شوية ما طوالي كدا»!! وثانيًا نحن يكفينا مبادرات الذين بادروا من قبل ماذا فعلوا؟ سعادة الفريق هل لديك توقيع أخير؟ أخيرًا انا أشكر صحيفة «الإنتباهة» وعلى رأسها ربان السفينة لأنها الوحيدة التي استطاعت كشف الحقائق وألاعيب الحركة الشعبية للجميع وهي أيضًا التي تنبأت بكل ما يحدث الآن بل منذ نيفاشا.. صحيفة تمتلك الجرأة نادت بصوت واضح بحتمية انفصال الجنوب عن الشمال حتى نتعافى من براثن المرض الذي ظل جاثمًا على صدر الشمال .. «الإنتباهة» كشفت عن حيثيات ما يدور الآن في الساحة السياسية بداية من مُطالبة الجنوبيين بالحريات الأربع مرورًا بما حدث بهجليج وتمرد جنوب كردفان والنيل الأزرق وما يجري في أبيي لكن للأسف الحكومة كانت لا تريد أن تسمع لا إلى أن «وقعت الفأس في الرأس» وأتمنى من الصحف الأخرى أن تحذو حذو «الإنتباهة» ورسالة أرجو تبليغها للباشمهندس الطيب مصطفى أقول له أعانك الله على ما أنت فيه ونحن من خلفك مؤازرون حتى يعلم الجميع ما تحيكه دولة الجنوب لهذا الوطن.