أُضيف الأستاذ فتحي خليل والي الشمالية إلى قائمة طويلة من صناع التأريخ والقادة والدعاة والرموز الذين رحلوا عنا بسبب الحوادث المرورية، والقائمة بطولها تشكل جزءاً صغيراً من مجموعات لمواطنين استشهدوا على طرقات المرور السريع بالسودان تم توصيفهم في إحدى الإحصاءات الرسمية بأنهم أكثر من الذين حصدت أرواحهم الحروبات الأهلية. فإذا حاولنا إعادة قراءة الحادث المروري الذي تعرض له الراحل فتحي خليل وحرسه الخاص نجد الوقائع التالية: وقع الحادث في طريق «كريمة دنقلا» وهو طريق مرور سريع، وأثناء السير اعترضت سيارة الوالي مركبة بوكس قديمة متوقفة على الشارع تُنزل ركاباً، وبينما كانت السيارة الدستورية تسير بسرعة فائقة حاول السائق تجاوزها فوجد في الاتجاه الآخر مركبة أخرى لا يستطيع معها التجاوز فقبض على الفرامل بصورة مفاجئة مما أتلف الإطار الأمامي وأفقد المركبة سيطرتها فاصطدمت بالبوكس وانقلبت عدة مرات وتوفي من فيها إلا السائق. وبالرجوع للحيثيات نجد أن سائق المركبة قد خالف ضوابط السير في عدة نقاط أولها ما جاء في المادة «30» من قانون المرور الفقرة «1» والتي تنص على: «يجب على قائد أية مركبة، بالقدر الذي يتلاءم مع دقة الانتباه أن يلتزم السير على الجهة اليمنى للطريق، وألا يتخطى المركبات السائرة في نفس الاتجاه إلا من الجهة اليسرى وذلك على نحو ما تفصله اللوائح»، وبالنظر لتقلب سيارة الوالي وعمق الفرامل الذي كان ظاهراً بالأسفلت يتضح أن المركبة كانت تسير بسرعة فائقة وهذا ما جاء في المادة «33» الفقرة «1» تحت عنوان القيادة بطيش أو القيادة الخطرة ونصها يقول: «لا يجوز لأي شخص قيادة مركبة على الطريق بطيش أو بسرعة أو بكيفية تعرض مستعملي الطريق للخطر وعليه مراعاة جميع الظروف بما في ذلك طبيعة الطريق ونظام السير فيه وحالته واستعماله ومقدار حركة المرور الفعلية أو الاحتمالية». هذا الحادث المفجع تسبب في الموت والتلف إلا أن قائد المركبة، لم يصب بأي أذى والحمد لله بل إنه لم يتلقَّ حتى إسعافات أولية وذلك لالتزامه بربط الحزام، بينما فارق الوالي وحرسه الحياة لشدة الاصطدام بمكونات المركبة الداخلية دون الإكتراث لمسألة حزام الأمان. بالمقابل نجد ذلك البوكس القديم الذي تسبب في الحادث بشكل واضح هو الآخر مخالف للقانون بنص المادة 45 «1» والمسماه المركبات التي تعوق السير وفيها أنه: «لا يجوز لأي شخص تكون في عهدته مركبة أن يُبقيها أو يتسبب في بقائها واقفة على أي طريق أو يسمح ببقائها في وضع أو بحالة أو تحت ظروف يُحتمل معها أن تسبِّب خطراً أو إعاقة مستخدمي الطريق. أفق قبل الأخير تعرض الفريق الحبيب عوض وداعة الله قبل يومين لحادث سير خطير وذلك عندما اصطدمت مركبة هايس بسيارته، صاحب الهايس «كسر» الإشارة و«كسر» يد وضلع الفريق وكسر المركبتين. أفق أخير بالعقوبات الفقرة «ج» سحب رخصة القيادة بصفة دائمة.. متى يتم ذلك؟