هل عندك الشجاعة لتواجه نفسك ؟ هل تستطيع أن تقول لنفسك وبصوت مرتفع إننى مخطئ فى هذا وذاك ؟ هل تستطيع أن تقول لنفسك لابد أن أغير خط سيرى ولابد أن أتجه وجهة أخرى ؟ هل تستطيع أن تواجه نفسك كما يواجه الصديق صديقه وتحسابها دون أن تنقلب عدوا لنفسك ؟ هل يمكنك أن تمسك مخاوفك ثم تعدمها كما يعدمون القنابل فى أماكن خالية من الناس حتى إذا انفجرت لم تصب أحدا بسوء ؟ هل تعرف ما الذى يخيفك فاذا عرفته قضيت عليه دون أن تصاب بخسائر ؟ اسئلة سهلة لكن الاجابة عنها صعبة ومع صعوبتها يمكن التغلب عليها بشيء واحد هو الشجاعة.. ولكن ما نوع هذه الشجاعة المطلوبة؟ ..هناك كثيرون من الناس لديهم القوة الجسمية.. لديهم عضلات وسيقان واسنان وأظافر وأصوات غليظة وشوارب ضخمة وطويلة ولكن عندما يجلس الواحد منهم مع نفسه ويشعر أنه وحده فإنه يسد أذنيه حتى لا يسمع صوته الداخلى ويسد أنفه حتى لايشم مخاوفه فيغرق نفسه فى الاكل أو النوم .. أنه يخاف من مواجهة نفسه وفى هذه اللحظة تختفى أظافره وتتلاشى عضلاته وتنكمش قوته .. فإذا هو إنسان جبان !! إننا نحتاج الى شجاعتنا الجسمية مرات قليلة جدا فى حياتنا وذلك عندما يهددنا خطر غير متوقع.. ولكن شجاعتنا النفسية هى التى نحتاج اليها كثيرا بل نحتاج اليها دائما . لاعب رياضى مشهور يتمتع بقوة وشباب وصحة وشجاعة لايخاف أحدا من الناس ولكن يخاف منه الكثيرون وهو فى الوقت نفسه لايكاد يرى صرصارا حتى يجرى ويترك مافى يده وكأنه رأى أسدا أو نمرا .. وكان الناس يظنون أنه يمزح .. فليس معقولا أن بطلا جبارا يجرى من هذه الحشرة الحقيرة ، ولكن هذه هى الحقيقة التى كان يخجل منها حتى ضاق صدره وذهب الى أحد الاطباء النفسيين فإذا بالطبيب يكتشف أن هذا البطل عندما كان صغيرا تركته أمه وحده وذهبت لزيارة إحدى جاراتها وكانت عندهم ( قطة) صغيرة راحت تطارد صرصورا حتى أمسكته وأخذت تأكله بجوار الطفل وهو يبكى ويصرخ دون أن تسمعه أمه .. وكبر الطفل وأصبح رجلا ولكن الصرصور لايزال يطارده .. أنه شجاع جسميا ولكن هذه الشجاعه لم تنفعه فى مواجهة هذه الصراصير الداخلية التى تتحرك فى رأسه بعيدا عن عضلاته .. وفى حياة كل منا حشرة من هذا النوع نهرب منها ونخاف ونخجل أن نذكر حقيقتها للناس ولانحب أن نعرفها نحن أنفسنا .. ولكن عندما تعرف سبب الخوف تتلاشى هذه الحقيقة وحينئذ نصبح شجعانا !! فأعرف سبب مخاوفك وواجه نفسك بشجاعة نفسية ولاتواجه نفسك بشجاعة جسمية فتضرب رأسك فى الحائط وتلطم خدك وتبتلع عشرات من أقراص الاسبرين .. فالحائط لن ينكسر وإنما رأسك .. ويدك لن تتعب وإنما سوف يسيل الدماء من خدك .. والاسبرين يشفى المخاوف من الصداع فتصحو من جديد لذا كن صديقا لنفسك لاعدوا لها وكن شجاعا وحينئذ تتلاشى الصراصير والقطط فالمخاوف كالسمك يظل حيا مادام فى الماء .. أما إذا القيت له شبكة ..... !!! ودمتم