يُحمد لمفاوضينا في أديس أبابا أنهم لم يخيبوا ظننا فيهم فقد كانوا على الدوام منذ نيفاشا وبعدها وإلى يوم يُبعثون ثابتين على العهد أوفياء لسلوكهم المنبطح لم يغيِّروا ولم يبدِّلوا تلك الانبطاحة الشهيرة التي مردوا عليها، فهاهم بعد كل الصياح والعويل والرفض لخريطة أمبيكي عدونا اللدود الذي سلَّطه علينا أولياءُ نعمته الأمريكان.. ها هم يذعنون وينصاعون ذلك الانصياع الذي يجيدون وهاهم يقبلون بما ظلوا يرفضونه وها هو وزير الدفاع الذي ترك مهمته المتمثلة في البقاء والمرابطة في أرضه والدفاع عنها وتحرير ما احتله الأوباش منها ترك كل ذلك وطاب له المقام في أديس أبابا يفاوض بدلاً من أن يقاتل ويتنازل بدلاً من أن يصمد وينبطح بدلاً من أن يزأر... ها هو وزير الدفاع يعلن موافقتهم على خريطة أمبيكي التي ضمت الميل 41 إلى جنوب السودان!! حتى يحفظ بعض ماء وجهه يقول وزير الدفاع: وافقنا على خريطة أمبيكي (لكن بترتيبات خاصة للمنطقة لأنها منطقة ذات خصوصية)!! لكن وفد جنوب السودان الذي ظل لا يتزحزح عن مواقفه قيد أنملة بل يكسب ويتمدَّد في أراضينا وفي انبطاحنا عاجل وزير دفاعنا بتصريح مضاد حيث أكد الناطق الرسمي باسم وفد الجنوب عاطف كير أن (وفد السودان وافق على الخريطة بدون شروط وكشف أن الاتفاق تم بين وزيري الدفاع في البلدين)!! وفد الجنوب لم ينبس ببنت شفة حول تقسيم أبيي بينما وفدنا أو قُل الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني يصرِّح أن حزبهم يبحث في أمر تقسيم أبيي، وكأنَّ أبيي منطقة مسجَّلة لدى مسجل الأراضي باسم المؤتمر الوطني وليست أرضاً سودانية يقرر بشأنها الشعب السوداني وقبل ذلك أهلها المسيرية!! طبعاً البرلمان المفترض أنه يعبِّر عن الشعب الذي يُفترض أنه انتخبه مغيَّب تماماً وستسمعون وتقرأون وتشاهدون كيف توقَّع الاتفاقيات بمعزل عنه كما وُقِّعت أخطر اتفاقية في تاريخ السودان (تلك المسمّاة نيفاشا)!! أما الحريات الأربع التي وقعها أولاد نيفاشا في مارس الماضي فإن الأمر لا يعني البرلمان في شيء كما لا يعني الشعب أو مجلس الوزراء فقد سلمنا جميعاً أمرنا إلى حفنة المفاوضين من أولاد نيفاشا.. فواحرّ قلباه!! أمبيكي الذي طبخ قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي قبل أن يدفع به إلى مجلس الأمن الذي تحكمه أمريكا عن طريق عدو السودان سوزان رايس مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن... أمبيكي لم ينسَ أن يدغدغ عواطف السُّذَّج حيث قدَّم مقترحه بشأن أبيي متضمِّناً (مقترحات لحفظ حقوق ومكتسبات أي طرف في حالة تبعية المنطقة لأيٍّ من البلدين) بعد إجراء الاستفتاء!! إذن فإن أبيي حسب مقترح أمبيكي ستقسّم وإن وفد الحكومة لم يُبد اعتراضاً إنما قال ممثله في الخرطوم بدر الدين أحمد إبراهيم إنهم يدرسون المقترح بينما لم يُبد وفد الجنوب أية مرونة، ثم يأتي الحديث عن حفظ الحقوق بعد الاستفتاء!! أقسم بالله إن هذا الأمر واضح بالنسبة لي وضوح الشمس في رابعة النهار!! إنها نفس مؤامرة خبراء أبيي الذين وافقت الحكومة قديماً عليهم وسلمتهم ملف أبيي بالرغم من أنهم منحازون جميعهم ومتعاطفون مع الحركة الشعبية ويكفي أن رئيسهم كان هو السفير الأمريكي الأسبق بيترسون المعروف بعدائه للسودان!!. أمبيكي دسّ عبارة (حقوق ومكتسبات أي طرف) حتى يخدع بها الحكومة وقبل ذلك يخدع بها قبيلة المسيرية بأنهم سيحتفظون بحق الرعي في الأراضي الجنوبية في حال آلت أبيي جراء الاستفتاء لدولة جنوب السودان!! اسألوا أهل الذكر المغيبين عن قضية أهلهم.. اسألوا أهل المصلحة من زعماء المسيرية من أمثال أولاد بابو نمر (مهدي ومختار) أو غيرهم مثل عبد الرسول النور والدرديري... اسألوهم كم نسبة الرعاة الذين يرحلون بمواشيهم إلى أرض الجنوب؟! إنهم لا يتجاوزون ال 5% فقط وحتى هؤلاء يتعرضون لخطر القتل والنهب من قبل قوات الجيش الشعبي ويشترط عليهم ألاّ يدخلوا بأسلحتهم! هؤلاء المخادعون يظنون أن المسيرية وأن شعب السودان مجموعة من الدراويش يمكن أن يُخدعوا بهذا الكلام الساذج... لقد قالها عبد الرسول النور إنهم يريدون أن يجعلوا من بهائم المسيرية كفيلاً لهم!! أيها الناس إن الحركة وجيشها الشعبي تطرد الرعاة الذين استوطنوا الجنوب لعشرات السنين كما حدث لرعاة سنار والنيل الأبيض الذين استقبلهم وأسرهم الوالي وأدلى المطرودون بتصريحات مؤلمة تحدثوا فيها عما تعرضوا له من قتل وتعذيب ونهب لممتلكاتهم ومواشيهم فهل تصدقون أنهم سيهشُّون في وجوه رعاة المسيرية؟! ما من دولة عزيزة وحُرة ترضى بأن يُذَلَّ مواطنوها ويُتركوا تحت رحمة دولة أخرى معادية تشنُّ الحرب علينا ويعاني شعبُها من الجوع.. إن بضعة ملايين من الدولارات نصرفها على كماليات فارغة ومؤتمرات لا تسمن ولا تغني ولا تفيد.. إن بضعة ملايين من الدولارات كفيلة بإقامة مزارع للرحل تمنع عنا الابتزاز والتطاول وتُبقي مواطنينا من أبناء القبائل الحدودية معزَّزين مكرَّمين في أرضهم، فهلاّ كففنا عن الحديث عن السماح لرعاتنا بالتنقل والارتحال إلى أناس يبغضونهم ويُضمرون لهم الشر وهلاّ حدثنا هذا الأمبيكي بأننا لسنا في حاجة إلى مراعي الجنوب حتى لا يظن أو يظن باقان أنهم يتكرمون على مواطنينا بالرعي داخل أراضيهم ويحسبونها مكرمة يطلبون عنها تنازلاً آخر منا؟! إن إقامة المزارع (ranches) لتوطين الرحل أمرٌ معمول به في كل الدول المتحضرة وما من دولة لا تولي أمر التنمية البشرية لمواطنيها اهتماماً تقصر في هذا الجانب فكيف إذا كان الأمر مرتبطاً بقضية سياسية كالتي نعاني منها اليوم مع جار السوء الحاكم في جنوب السودان؟! إن توطين الرحل أمرٌ في غاية الأهمية فإزالة البداوة واجب أخلاقي ووطني ذلك أن حياة الرحل لا تُتيح توفُّر حياة الاستقرار والتحضُّر من تعليم وصحة وغير ذلك من الخدمات ويعاني أبناء الرحل من الأمية ومن مشكلات الفاقد التربوي حيث يقطعون تعليمهم خلال ترحالهم الدائم هذا علاوة على المشكلات الأخرى المرتبطة بحياة البداوة. أرجو من قيادات أهلنا المسيرية أن يُولوا أمر توطين أهلهم اهتماماً أكبر فقد وجد باقان ودينق ألور ولوكا بيونق وغيرهم من الأعداء في ترحال المسيرية ثغرة ليطعنوا في انتمائهم لأبيي فهلاّ أقام المسيرية مشروعاً للتوطين بالتعاون مع الدولة ومنظمات المجتمع المدني ونكون نحن جزءاً منه إن شاء الله!! -- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ---------- المصيبه الكبرى والله لانه امر جلل والسكوت عنه اذل اصبحنا نهان فى الوطن..ومن يهيننا غريب رغم الاقتصاد الذى انهار وارتفاع سعر الدولار الا اننا حمدنا الله على فراق من اسالوا دماء شعبنا من قبل الاسقلال حتى مابقى اسره من دون شهيد ولعمرى انها كانت ستستمر حتى يوم الوعيد حمدنأ الله على سلامتنا من من ملؤا السجون وفتحوا بيوت الخمر والدعاره حمدناالله على امننا واماننا فبتنا ننام ونحن مطمنين ونمشى الى اى مكان فى اى زمان فبحمدالله امنت اطراف العاصمه وواكار الجحيم بالوسط وخلت الشوارع من عصابات النقرس واللبس الفاضح --------- الاخ الطيب مصطفي السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته نشكرك جزيل الشكر علي ماتكتبه بالنيابة عنا في صحفتكم الغراء التي بلاشك تثلج صدورنا وتبوح بما في السنتنا وعقولنا وقلوبنا من حسره علي الوطن ---- الحريات الأربع : سادتي في الإنتباهة فلعنة الله على الجبناء فقد ولاهم الله علينا ولهم أيام يقضونها ونحن جاهزين للقتال ولن نترك أي عدو يعبث بوطننا فكل الشعب السوداني عرف تماماً ما هى الحركة الشعبية. فوالله لو دلل المؤتمر الوطني الشعب السوداني الكريم بربع ما دلل به الحركة الشعبية اللعينة والحركات المتمردة الملعونة لعاش السودان في أمن ورفاهية ولما تطاولت علينا أمريكا ناهيك عن سلفاكير الذي يتوارى في غابات الجنوب جوعاً وذعراً ورهبة من الموت ناهيك عن عرمان وعقار والحلو فكلها كلاب غذرة لعينة عبيداً لسيدتهم أمريكا وغيرها من الأعداء فلعنة الله عليهم أجمعين ---- كل ما إنبطحت يزيدوك سوطين وكلما تنازلت يطالبوك بالزيادة ، ومرة واحدة خلو عصاة أمريكا تنزل في الرأس