تحية طيبة من عند الله تناقلت المواقع الاجتماعية في الشبكة العنكبوتية وبعض الصحف السيارة عن تلقي السفارة السودانية بالرياض خطاباً من قبل وزارة الخارجية السعودية يطالب بوقف أنشطة جميع الروابط والجمعيات والاتحادات التي تنشط في مختلف مدن المملكة العربية السعودية. وبحسب المتابعات فان القنصل العام بالسفارة السودانية رحمة الله عبد الرحمن رفض التعليق على القرار، واكتفى بالقول: إن القرار وجه إلى جميع السفارات وليست للسفارة السودانية وحدها. ويشار إلى أن هناك اكثر من »400« رابطة وجمعية واتحاد مهني وجهوي ينشط بالمملكة العربية السعودية منذ عقود طويلة، حيث مكونات المجتمع المدني تمارس أنشطتها بحرية واسعة تحت مظلة السلطات السعودية والسفارة السودانية قبل أن تفاجأ بهذا القرار. وفي نفس الوقت فإن هناك بعض التسريبات من جهات نافذة بان الخارجية السودانية بصدد تجميد كافة انشطة الجاليات السودانية بالمهجر وذلك على اثر الخلافات المحتدمة بين تلك الجاليات وخاصة بالمملكة العربية السعودية. وكذلك اشارت بعض التسريبات الى أن هناك توجهاً قوياً من الحكومة السودانية او بالأحرى من الخارجية بانها بصدد ايقاف كل الانشطة الخاصة بالجاليات او الروابط الولائية او الجمعيات المهنية الأخرى وذلك على خلفية التباينات والصراعات المحتدمة وخصوصا في المنطقة الغربية، الأمر الذي افرز حالة من التشظي والحروب الاعلامية بين كل قيادات الجالية بالمنطقة ربما يكون لهذا التوجه ردود فعل واسعة وستنشغل الاوساط السودانية هنا كثيرا بهذه الاوضاع المستجدة ربما لم تستجب القيادات لهذه الفكرة وهي ذات الفكرة التي قد تجد الترحيب والاستحسان من الارادة الغالبة من المغتربين خصوصا ان عامة المغتربين لا يبدو انهم راضون عن حالة الصراع هذه ويعتقدون ان كل الذي يجري في ساحتهم لا يخصهم ولكنه يعني بالدرجة الاولى قيادات تسببت في اطالة امد الصراع واضاعت مكاسب وحقوق المغتربين. نتمنى ان نكون مخطئين اذا اعتقدنا بان مرحلة ما بعد التجميد لهذه الانشطة ستكون الاكثر شراسة ما بين قيادات الجالية من جهة وما بين هذه القيادات والجهات الرسمية في الدولة من جهة ثانية، وأيا كانت التأثيرات لهذا القرار الرسمي فان الملعب بات مهيأ تماماً لتطور جديد من الحراك المتعدد الجوانب فهو حراك يصب في اتجاه التغيير الذي هو سنة ما دام القرار او التوجيه صادر من وزارة الخارجية السعودية ما على القائمين على امر الجاليات الا الانصياع التام واحترام نظم وقوانين البلد المضيف ومع انه ومنذ قدوم الجيل الاول من المغتربين السودانيين للمملكة كان لديهم حراك ونشاط اجتماعي محموم وكانت الجالية ملاذاً لكل مكلوب وصاحب حاجة وكذلك الانسجام والتناغم والتجانس كان سمة القيادة وتغير الحال واصبحت الجالية محل صراع وتشاكس ووسيلة لتحقيق غايات خاصة لبعض ضعاف النفوس لا نلوم الحكومة السعودية على قرارها لأنها ادركت بأن الصراع على ادارة الجاليات من الممكن ان يتطور الى افعال اخرى ... وانا في تقديري القرار صائب لان الجاليات نست وتناست قضايا وهموم ومشكلات للمغتربين الحقيقية . شاكر رابح _جدة