أكّد الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي البروفيسور حسن الساعوري، أن فشل التجارب الديمقراطية في السودان بسبب غياب المنهج التوافقي بين أحزاب الإئتلاف الحاكم، وعدم التجانس في الحكومة وعمل الأحزاب على منع انتقال السلطة للأغلبية البرلمانية إلى الخصوم بأسلوب غير دستوري، وتقديم المصلحة الحزبية على مصلحة التحالف الحاكم بواسطة الخداع والمناورات السياسية ورفض أسلوب التداول السلمي للسلطة واستبداله بالقوة المسلحة. وقال الساعوري في ورقته التي قدمها أمس في مؤتمر «السودان الواقع وآفاق المستقبل» الذي تنظمه جامعة أفريقيا العالمية بعنوان (كيف يحكم السودان) إن هناك أربعة عوامل مشتركة لفشل التجربة الديمقراطية في السودان، وهي غياب أسلوب التسويات أو المنهج الوفاقي لحسم الخلاف والنفاق السياسي للأحزاب السياسية، وغياب الثقة بين القيادات السياسية وداخل كل حزب، واحتقان الجو السياسي. وحول تقييمه للأنظمة العسكرية قال الساعوري إن جميعها ترفض مبدأ الاستمرار في السلطة بالقوة، وواجهت التمرد العسكري في الجنوب وحاولت التصدي له بجانب تصديها لمحاولات انقلاب، وأن المبادرة لاستلام السلطة بالقوة جاءت من الأحزاب السياسية، وليس من المؤسسات العسكرية ذاتها. ولفت الساعوري إلى أن الكيد السياسي أوشك أن يصبح ثقافة وعرفاً عند النشطاء السياسيين في السودان. معرباً عن أمله في أن لا يكون عدم الاستقرار السياسي مرضاً مستعصياً.