إن للنيل على أهل السودان أفضال شتى لا تنحصر في الزراعة والرعي فحسب وإنما كان له حيز مشهود في عاداتهم. وخاصة في مراسم الزواج وختان الأطفال فيما تعرف في السودان بزيارة البحر التي تمارس ايضًا في الجرتق السوداني .. الا ان هذه العادة اندثرت واختفت بعد التحديثات التي دخلت على معظم الموروثات حتى تواكب الصالات الفخمة ومظاهر التباهي المصاحبة لها.. «تقاسيم» توقفت مع قاطرة ذكريات من شهدوا هذه الظاهرة وخرجت بالآتي... رانيا الصافي «ربة منزل» قالت: زيارة العريسين للبحر يقولون إنها تجلب الفأل الحسن ولكن تبقى هذه خرافات.. الجانب الإيجابي في هذه الزيارة هو الاستمتاع بالرحلة إلى النيل والأجواء الرطبة فيه مع الأهل والأصحاب وهذا لا يمنع أن هناك من يمارسها حتى الآن. «وصال ناصر» اكدت ان زيارة البحر هي من العادات التي تمارس في الجرتق وتمارس فيه أيضًا السموتة وأم مرخة والكتوش والعديد من الممارسات. وفي عادة زيارة النيل يسير المحتفى به إلى البحر بأغاني السيرة وهناك يغسل وجهه بالماء استعدادًا لبدء حياة جديدة . الحاجة زينب الطيب تحمست قائلة: كنا في الماضي نسيِّر العريس إلى البحر وهذه العادة أصبحت شبه معدومة في هذا الزمن، وكان المسيَّر يبشر علينا بجذوع النخل. ولقد حدثنا أجدادنا أن هذه الزيارة تكون بصحبة الملائكة وهذا واضح في أغاني السيرة التي تغنيها البنات في موكب السيرة وهذه بالطبع مجرد مقولة. تمل خالد تقول: زيارة البحر من العادات الجميلة ومما يزيدها جمالاً الأغاني التي تغنى واذكر منها يا ملائكة سيري معه، العريس سيروا، وعروسنا شطا الرحط، والليلة جينا كية للما بينا والعديد من الأغاني التي هي شبه اندثرت في هذا الزمن ونادرًا ما نسمعها في صالات الأفراح. وذكرت إخلاص محمد احمد أن زيارة النيل تذهب الكبسة والعارض المتمثل في عدم الارتزاق بالمال أو البنين وهذا ليس معناه أن الذين لم يرزقوا بزينة الحياة الدنيا كان سببها عدم زيارة النيل لأن هذه الزيارة مجرد فسحة في العادات القديمة والخرافات الواهمة.