تأسست الأممالمتحدة في سان فرانسيسكو عام »1945م« وكان هدف العالم الأساس من تأسيسها هو حماية الأجيال القادمة من بلاء الحرب التي عانى منها العالم مرتين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وذلك إضافةً إلى إعادة تأكيد ضرورة حفظ حقوق الإنسان الأساسية وكرامته وضرورة الإيمان بالمساواة في الحقوق بين الإنسان امرأة كانت أم رجلاً وبين جميع بلدان العالم كبيرة كانت أم صغيرة وسعت الأمم أيضاً إلى حفظ واحترام الواجبات الناتجة عن المعاهدات الدولية وإلى تعزيز التطور الاجتماعي وتأمين مستوى حياة أفضل وحرية أكبر وشرعت الأممالمتحدة هذه ما زالت صالحة اليوم مثلما كانت في عام »1945م« وفي السنوات الأخيرة ازدادت الحاجة الماسة والطلب لخدمات الأممالمتحدة في حقل الأمن الدولي فقد كانت الأممالمتحدة وسوف يكون لها في الشؤون الأمنية دور أكبر من الدور الذي لعبته خلال الحرب الباردة وفي الإعلان الصادر عن قمة هلسينكي عام »1992م« جاء أن مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي هو منظمة إقليمية حسب نص الفصل الثامن في شرعة الأممالمتحدة وعلى هذا الأساس فإنها تشكل ربطاً بين الأمن الأوربي والأمن العالمي وبالتالي فإن حقوق وواجبات مجلس الأمن الدولي تبقى غير محققة بمعناها الكلي وبالتالي فإن مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي سوف يعمل بشكل وثيق مع الأممالمتحدة لجهة تفادي وتسوية جميع الخلافات الدولية، ولقد حان الآن الوقت لإقامة تعاون أقوى بين الأممالمتحدة ومؤتمر الأمن والتعاون الأوربي لأن اختلال الأجواء الجغرافية والسياسية في مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي لم تبلغ ذروتها بعد لذا فإن المساعي الديبلوماسية لن تتكثف وبذا سوف يكون الهدف المشترك صعب المنال وبذا اعتبرت الأممالمتحدة مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي شريكًا طبيعيًا في الخطوة التي اتخذتها في التعامل مع المؤسسات والمنظمات الإقليمية وبذا فإن هذه النية في إقامة علاقة تعاون مع منظمات إقليمية وعالمية قد تكون مثالاً لكل بلاد العالم إضافة إلى أن إمكانية التعاون مع مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي كبيرة في كل الحقول السياسي منها والاقتصادي والإنساني واجتماعات المتابعة وخاصة في مجال الديبلوماسية الوقائية وإن الأممالمتحدة تسعى لوضع أجهزة تشاور وتبادل كل معلومات في كل الميادين بينها وبين مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي كما أنها أبدت كل استعدادها لتقديم مساعدة تقنية ونصائح إذ أن تبادل المعلومات والتنسيق في العمل هما كانا الشرطين الأساسيين لإقامة تعاون فعلي بينهما وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بخطوة جديدة لتثبيت التعاون مع مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي في تشرين الأول عام »1993م« حين دعت أعضاء المؤتمر إلى المشاركة في جلسات الجمعية العامة وأعمالها بصفة مراقبين كما أنه سوف يتم توقيع اتفاقيات إضافية بين الأممالمتحدة ومؤتمر الأمن والتعاون الأوربي تدعم اتفاقهم الأساس وتوزع بينهما عمليات حفظ السلام في كل الأماكن الساخنة من العالم كما أن المجموعة الدولية قد وجدت في بطرس غالي أميناً عاماً ساهراً على تكييف الأممالمتحدة مع الأجواء السياسية الدولية المتقلبة وتقويتها في وجه كل التحديات التي قد تواجهها وإن بطرس غالي هو الأمين العام الأول بعد الحرب الباردة وأحد أهم المشاركين في اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في عام »1979م« وفي تقرير قدمه الأمين العام عن أعمال الأممالمتحدة عام »1992م« تحدث عن برنامج السلام والذي من شأنه أن يساهم في زيادة قوة الأممالمتحدة وفعاليتها في حقل الديبلوماسية الوقائية وفي تحقيق السلام وحفظه وهذا التقرير ذو أهمية كبيرة إذ أنه نص على اقتراحات حول كيفية زيادة قدرة الأممالمتحدة في مواجهة تحديات مرحلة ما بعد الحرب الباردة ومنذ صدوره في عام »1992م« وجد برنامج السلام ردة فعل ايجابية ثم إن الاقتراحات فيما يتعلق بدور الأممالمتحدة بعد الحرب الباردة في حقل الأمن الدولي كانت تنص على شأن الدبلوماسية الوقائية وعلى عملية صنع السلام وحفظه وعلى تعاون أكبر مع منظمات الأمن الإقليمية.