هناك من يحاول طمس الحقيقة.. إلا أنه سيجد نفسه مساقاً إلى مقولات ومفاهيم تضيق مساحات الأفق .. وتحيل شلالات النور المتدفق إلى عتمة مطبقة لن ينجو منها إلا من قاوم وبدل ريش الدجاج بريش النسور، فالحق مشروط بحرية الخيال والتحليق في الطبقات العليا، حيث الهواء وحيث النور.. أيها الأخ الشهيد «المحبوب» مازال صوتك يرن في الأذن حينما وقفت مخاطباً تلك الجموع الهائلة من المغتربين بدار القنصلية السودانية العامة بجدة وبحضور القنصل العام آنذاك السفير «إسماعيل عبدا لدافع» ونوابه، تناشدهم بروح الوطنية دفع مبلغ وقدره «خمسة وعشرين مليون ريال» لإخوتهم في أماكن العمليات .. وجاء الاقتراح بأن يدفع المواطن مبلغ «مائة ريال» ولمرة واحدة فقط مع رسوم تجديد الجواز.. وهلل المواطنون لهذا الاقتراح الصائب الذي جاء في مكانه «علماً بأنه كان مقتصراً فقط على المنطقة الغربية». إلا أن الجديد في الأمر وبعد أن اكتمل مبلغ ال 25 مليون ريال قامت «فئة» من الجالية بالكتابة إلى الجهات المسؤولة «ولشيء في نفس يعقوب» بتثبيت مبلغ المائة ريال على المغتربين!! وهذا ما أكده الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج آنذاك الأستاذ «تاج الدين المهدي» في 31/1/2002م بدار القنصلية السودانية بجدة، وجاء هذا التأكيد بعد سؤالي الذي طرحته على سعادته عن هذا المبلغ. بينما الجهات المعنية في المهجر تجهل الموضوع تماماً حسب إفادتهم الشفهية، وهذا في حد ذاته يعتبر مصيبة كان يجب معالجتها بالطريقة التي يراها المسؤولون، علماً بأنه ليس من حق الجالية أو الجاليات أو القنصلية التصرف في تثبيت أو إلغاء مبلغ ال «100» ريال، بل هذا من حق المواطنين المغتربين فقط، فهم الشريحة الوحيدة التي لها الحق في الإلغاء أو التثبيت. وقد ذكر الأمين العام آنذاك الأستاذ تاج الدين المهدي في أحد لقاءاته أن مبلغ «100» ريال غير الزامى للمغترب الذي دفعها من قبل، فالمغترب الذي لا يستطيع الدفع مرة أخرى فلا غبار عليه.. فالسؤال .. أين ذهب هذا الحديث؟.. ونحن مازلنا وغصباً عن كل مغترب نقوم بدفع هذا المبلغ.. والطامة الكبرى أنها أصبحت تضاف إلى أورنيك «15» ليصبح مبلغ تجديد الجواز «215 ريالاً» بدلاً من«115 ريالاً»، ولو ما عجبك اشرب من البحر. علماً بأن الأشخاص بالجالية الذين نادوا بتثبيت هذا المبلغ هم نفس الأشخاص الذين يتصارعون في رئاسة الجالية الآن.. عجبي. ومن هنا ومن هذا المنبر الحر أسوق هذا الحديث إلى من يهمهم الأمر واكتفي بذلك.