في كثير من الأحيان تعكس ألستنا ما تغمره قلوبنا.. فنجيش المودة لبعضنا البعض، هذا في حالة صفاء النية.. وصدق المشاعر.. والعكس يحدث للبعض حين تنضح قلوبهم نعتًا وحقدًا وكرهًا هذا على عكس ما تقوله ألسنتهم.. والأمثلة على ذلك لا تخفى على كل ذي عقل حكيم.. دفعني لهذه المقدمة مقال السيد عوض قرشوم ليوم أمس والذي نكن له كل الحب والتقدير والاحترام الذي يستحقه دون رياء ولا منافقة.. إلا أنه لم يحالفه الحظ حينما قال هذه الفقرة غير المستساغة ألا وهي (إشارة صاحب العمود للشهيد المحبوب لا يخلو من غرض وطعن في شخصي بالتحديد وربما للآخرين من قيادات الجالية). كيف يكون ذلك (عمنا) قرشوم وحديث السيد تاج الدين المهدي وأضح وضوح الشمس في رابعة النهار.. اعتقد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (صديقك من صدقك لا من صدقك) أدعى أنني لا أصدر عن قول كتابة أو شفاهة إلا من هذا المنطلق وأزعم أن ذلك يريحني وأنه قد يريح غيري.. وإن كنت أعرف إن هذا الأسلوب في التعامل مع واقع (الجالية) قد يثير شفقة الأصدقاء.. فإن كان قول الحق يعتبر (نفاقًا) في قاموسهم تهمة لا أنكرها وأزيد أنها شرف قد أتجاسر فأدعيه.. وليس يقلقني بعد ذلك غضب الصديق الذي يرضيه التصديق وقد يثيره الصدق ولا أظن أن قدراتي الشخصية قد ترشحني لغير ذلك. إنني أندهش كثيرًا حينما يكون الواقع غير الذي تتحدث عنه عمنا قرشوم وأنت سيد العارفين بأن كاتب عمود «كلام بفلوس» لا ينطق أو يكتب عن شيء إلا بالدليل والبرهان. فقرة أخرى ذكرها العم قرشوم قائلاً: (أما حديث صاحب العمود بأن نفرًا من قيادات الجالية قاموا بتثبيت مبلغ ال 100 ريال حديث عارٍ من الصحة تمامًا.. وكذلك ما نسب للسيد تاج الدين المهدي في الاجتماع الذي عُقد بدار القنصلية في يناير 2002م) أيضًا لم يحالفه الحظ في هذه الفقرة حينما كان جالسًا يمين تاج الدين المهدي وكان آنذاك رئيسًا للجالية.. فطرحت عليهم السؤال متسائلاً عن مبلغ المائة ريال فجاء رد السيد تاج الدين كالصاعقة على الجميع حينما أشار بيده بأن هذا المبلغ قام بتثبيته إخوانكم في الجالية.. وبعدها أتت الجملة والتي ذكرها عم قرشوم في مقاله عن لسان تاج الدين (إذا أردتم إلغاء هذا المبلغ فالأمر متروك لكم) وأشار عمنا قرشوم قائلاً: (سكت الجميع والسكوت رضا). من قال إننا سكتنا.. لم نسكت بل حاربنا بكل قوة وكتبنا بأقلامنا حتى جف حبرها وطالبنا بحقوق المغتربين التي سلبت دون وجه وحق.. وفي هذا الصدد وعلى المستوى الشخصي أفضل أن أفرغ ما لا أستطيع أن أخزنه داخلي قدرة وقدرًا لتجيء بعدها المشكلات.. وأعتقد أن راحة النفس على مستوى الإحساس الإنساني وقول الصدق بغير تلاعب أو خبث أو لوم هي ثمن أدفعه راضيًا ومرحبًا به ذلك بأنني بقدراتي وقدري لا أستطيع غيره وما يضر بي نفسيًا وجسديًا شيء أكثر منه وليس يلزمنا تصديقًا من غيره. إشارة أخرى للسيد قرشوم على موافقة السيد وزير الدفاع التنازل عن ثلاثين ريال وبعد محاولات أخرى أصبح المبلغ خمسين ريالاً وهذا المبلغ يخص الجاليات السبع حسب قول قرشوم ويتم التقسيم في سهولة ويُسر.. حتى صارت القنصلية تمارس دور جالية مكةالمكرمة بحجة أنها لم تتكون بعد. في هذه الفقرة وكأنما يريد أن يقول السيد قرشوم بأن القنصلية لا يحق لها أن تمارس دور الدبلوماسية الشعبية ولا يحق لها احتضان مبالغ الجالية في حوزتها لأن تلك المبالغ تخص الجاليات السبع وليس القنصلية. الحقيقة أننا نعيش في زمان تساقط فيه الأقنعة وكل من سقط قناعه زالت هيبته! ولتسقط أقنعة من كانوا يقولون ما لا يفعلون.. ونحن نحذر من هذا البلاء وذلك بتمسكنا بجالية معافاة تسلم من الكذب والنفاق وتستقيم على طريق الحق بجعل قلوبها نقية من الحقد وألسنتها نظيفة من الكذب وعيونها خالية من الخيانة حتى لا ينعكس ذلك على جاليتنا المرتقبة من المثقفين والعلماء والأدباء.. وليس كما يريدون.. واكتفي.