جلسة خاصة لمجلس الوزراء اليوم لإجازته..الوطني: الرافضون لاتفاقية أديس بدولة الجنوب نشاز الخرطوم: صلاح مختار - هيثم عثمان يعقد مجلس الوزراء برئاسة الرئيس عمر البشير اليوم جلسة خاصة لمناقشة الاتفاقيات الموقعة مع دولة الجنوب والنظر في إجازتها توطئة لرفعها للبرلمان لمناقشتها وإجازتها في صورتها النهائية. وفي المقابل يلتئم اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية غداً الإثنين لاتخاذ ذات الخطوة تمهيداً لرفعها لتشريعي الجنوب لإجازتها. وفي غضون ذلك أعلن حاكم ولاية شمال بحر الغزال بول ملونق رفضه للاتفاق الأمني بين الخرطوموجوبا. فيما أخضع المؤتمر الوطني اتفاق التعاون بين السودان ودولة الجنوب إلى نقاش مستفيض عبر المجلس الاستشاري للقطاع السياسي الذي التأم أمس برئاسة نائب الرئيس رئيس القطاع د. الحاج آدم يوسف، وجدّد الوطني التزامه بالاتفاقيات الموقعة مع دولة الجنوب، مشيراً إلى توفر الإرادة السياسية للحكومة لإنفاذها. واعتبر أي حديث حول تطبيقات الاتفاقية من عدمها لا مجال له من الإعراب، وأكد أن التحدي أمام الدولتين هو الانتقال إلى مرحلة التطبيق العملي لهذه الاتفاقيات وإنزالها إلى أرض الواقع. وقلّل في ذات الوقت من الاتهامات بعدم جدية الحكومة لانفاذ الاتفاقية من بعض الأصوات بدولة الجنوب، واعتبر تلك الأصوات نشازاً ولا مكانة أو تأثير لها. ورفض الوطني عرض الاتفاقية على الأحزاب السياسية، وقال ليس هناك داعٍ لاستشارة الأفراد أو الأحزاب. وقال الاتفاقية ليست اتفاقية حزب، وإنما هي اتفاقية دولة مع نظيرتها، وقال هي ليست قضية مع الأحزاب وإنما قضية لكل السودان، وأن الرئيس عمر البشير الذي وقع على الاتفاقية هو رئيس لكل السودان، وأن البرلمان الذي يصادق عليها هو برلمان الشعب. واتفق وزير الخارجية علي كرتي ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون أمس الأول خلال لقاء جمع بينهما في نيويورك، على فتح الاتصالات على كل المستويات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وبذل مزيدٍ من الجهود لتعزيز العلاقات الثنائية. ودعا كرتي واشنطن للايفاء بالوعود التي قطعتها من قبل بمساعدة السودان التي تتلخص في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الأحادية عنه. وكشف أمين الإعلام بروفيسور بدرالدين أحمد إبراهيم ل«الإنتباهة» أن المجلس الاستشاري استمع إلى تنوير ضافٍ من وفد التفاوض حول مجمل الاتفاقيات التي وقعت مع دولة الجنوب، قدمه رئيس وفد الحكومة للمفاوضات إدريس محمد عبد القادر، فيما استمع لتنوير حول القضايا المؤجلة من الدرديري محمد أحمد، بالإضافة إلى تنوير حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق قدمه د. كمال عبيد رئيس الوفد. وقال إن المجلس وقف على الإضاءات والإضافات من الخبراء والمختصين.وتداول الحضور بالنقاش المستفيض كل القضايا السياسية المطروحة وكيفية الرؤى المستقبلية. وقال بدر الدين: «إن هناك إرادة سياسية متوفرة للدولتين للمضي قدماً بهذه الاتفاقية نحو المستقبل»، وتوقع - وفقاً للرعاية الدولية للاتفاق- أن تصبح ضماناً لتنفيذها وإنزالها إلى أرض الواقع. وأضاف: «لا مجال لأي حديث عن تجاوزات أو عدم تطبيق للاتفاق بأية صورة من الصور». وأعلنت في ذات الأثناء مجموعات قبلية من أبناء دينكا ملوال رفضهم للاتفاق. وفيما دعا ملونق أبناء المنطقة لوأد الاتفاق بكل السبل قال في مؤتمر صحفي بمدينة جوبا إن أبناء المنطقة وجميع العسكريين فيها يرفضون الترتيبات الخاصة بشأن وضعية «14 ميل» ووضعه منطقة منزوعة السلاح. وفي سياق غير بعيد عبرت الحكومة الأمريكية بحسب نشرة صحفية صادرة عن بعثة السودان الدائمة في مقر الأممبنيويورك، عن شكرها وتقديرها للقيادة في كل من دولتي السودان وجنوب السودان وحكمتهما التي قادت للتوصل إلى الاتفاقيات التي وقعت أخيراً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وشكرت السودان على جهوده في حماية السفارة الأميركية وطاقمها في الخرطوم أثناء المظاهرات الأخيرة التي استنكرت الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، وعبّرت عن رغبتها في العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين. وأبدى البرلمان استعداده التام لاعتماد الاتفاقيات التي من المتوقع أن تتم بين دولتي السودان بعد إقرارها من رئيسي الدولتين عقب ختام المفاوضات بينهما بأديس أبابا، داعياً برلمان الجنوب إلى تنفيذ الاتفاقيات الثنائية التي تمت في وقت سابق مع السودان. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان محمد الحسن الأمين ل «إس إم سي» إن البرلمان يتوقع أن تنتهي جولة المفاوضات المقبلة بين دولتي السودان بإحراز تقدُّم في الملفات العالقة، مبيناً أنه في حالة توقيع اتفاق بين الطرفين فإن البرلمان سيُخضع تلك الاتفاقيات إلى نقاش واسع بهدف اعتمادها. وأكد أن الرئيس سيقوم بمخاطبة البرلمان وتنويره بالاتفاقيات في حال تم الاتفاق عليها بين الرئيسين عقب عودته. ونفى الأمين وجود قوانين مشتركة بين دولتي السودان مشيراً إلى أن القوانين كانت تمثل إحدى استحقاقات نيفاشا لكنها تم إسقاطها عقب الانفصال داعياً برلمان دولة جنوب السودان إلى الالتزام بالاتفاقيات الثنائية التي وقَّعها برلمان السودان مع نظيره. وزاد قائلاً: الاتفاقيات الثنائية يجب تنفيذها وهي مُلزمة للطرفين مشدِّداً على أن العلاقة مع الجنوب بعد أحداث هجليج أصبحت أكثر توتراً، متهماً دولة الجنوب بعدم الالتزام بالاتفاقيات التي تُبرم مع الخرطوم من حين إلى آخر، وأعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية عن أمله أن يتوصل الطرفان في جولة أديس أبابا إلى حلول مرضية للطرفين وأن يكونا جادَّين في تنفيذها.