الأطفال يمثلون نصف سكان السودان ما يقارب«15» مليون نسمة تقل أعمارهم عن «18» عاماً، وعلى الرغم من هذه الإحصائية التي ضمها تقرير «اليونسيف» عن وضع الأطفال في السودان للعام الماضي فإن هناك «30» طفلاً يتوفون خلال الأيام الأولى من ولادتهم بجانب أكثر من طفل واحد من كل «13» طفلاً يتوفى دون إكمال الخامسة، والأطفال الذين على قيد الحياة لا يعيشون حياة طبيعية سليمة، ويرى أن نقص المواد الغذائية فضلاً عن النزاعات المسلحة من الأسباب التي تسببت في معاناة الأطفال في بعض أجزاء السودان التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل المدارس حيث تشكل العوامل الخارجة عن إرادة مستقبلهم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتوسع العمراني وتغيير المناخ والصدمات الجسدية الناجمة عن النزاع وسوء التغذية، على الرغم من تنوع خلفياتهم القبلية والدينية والمناخية والاقتصادية وأماكن استقرارهم ريفاً وحضرًا فإن الأطفال في جميع أنحاء السودان يشتركون في أسباب كفاحهم اليومي من أجل البقاء والتنمية الناتجة عن الإنسان والطبيعة، والنزاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أفرز عدم استقرار أدى إلى انعكاسات كبيرة على المجتمع بدءاً من الأطفال الذين انفصلوا عن آبائهم والعائلات التي أصبحت بدون مأوى والانقطاع عن التعليم بسبب المدارس التي دمرت ومع التدافع لإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين قبل بداية موسم الأمطار تبقى إمكانية الحصول على هذه الإمدادات في تراجع لأسباب تتعلق بالأمن حسب ما جاء في آخر إحصاءات المسح السوداني لليونسيف وصحة الأسرة بالسودان لعام 2011م، وكانت اليونسيف وضعت هذا البرنامج وتم تنفيذه في أكثر من دولة حيث ذكر مندوب اليونسيف بالسودان راي فير غيليو توريس أن عدد السكان في السودان«30,5» مليون نسمة من بين هؤلاء هناك حوالى «15» مليوناً أي«49» % دون سن «18» سنة و«4,5» مليون دون سن الخامسة ويولد سنوياً «1,33» مليون طفل والعدد الكلي للمواليد في ازدياد كل عام ومن هؤلاء الأطفال يموت «76,000» طفل في السنة الأولى من ميلادهم بينما يموت «104,000» قبل بلوغ سن الخامسة ومن الأطفال من هم في سن مرحلة الأساس «613» وهناك ما يقارب الميلوني طفل خارج المدرسة ويزداد عدد الأطفال خارج المدرسة إلى أكثر من «3.3» ملايين بإضافة سن الأطفال في سن المدرسة الثانوية «14 16» وقال إن الاهتمام بحقوقهم اليوم يعني النماء والرقي في كل القطر خلال العقود القادمة وليس هناك استثمار أصلح من هذا، موضحاً أنه آخر إحصاء وتجميع للبيانات الاقتصادية والاجتماعية المتوفرة عن السودان خاصة تلك البيانات المتوفرة من المسح الثاني لصحة الأسرة بالسودان بجانب الاستفادة من عدد من المصادر الأخرى المهمة، وتناول التقرير وضع الأطفال في كل ولاية على حده، ويؤكد المسح السوداني والمعلومات الصادرة من المؤسسات الحكومية تشير إلى أن السودان يفقد كل عام نسبة عالية من الأطفال دون سن الثامنة عشر عاماً وفقاً للمعدلات السائدة لوفيات الأطفال دون خمس سنوات، ومن المتوقع أن يصل إلى عمر خمس سنوات بحلول العام 2015م «92»% من جملة الولادات التي حدثت في العام 2010م ، وعزت ذلك إلى ارتفاع تكلفة الخدمات الصحية وما يرتبط بها من حقوق وسياسات مؤثرة على صحة الطفل منها إصحاح البيئة وتوفير مياه الشرب النقية والتغذية السليمة في عدد من الولايات ،إلى ذلك تشير معلومات مؤشرات التعليم إلى أن هناك الكثير من التفاوت بين الولايات وبين الريف والحضر خاصة فيما يتعلق بالالتحاق بالتعليم قبل المدرسي والأساسي والتسرُّب المدرسي مما يتطلب صياغة جديدة لسياسات التعليم لمقابلة الصعوبات والعوائق التي تقف أمام تسريع وتيرة الالتحاق بالمدارس ورفع نسبة الاستمرار في التعليم إضافة إلى أن أطفال مناطق النزاعات المسلحة يواجهون بيئة مؤاتية، وأظهرت البيانات أن فرص بقاء الأطفال على قيد الحياة خلال السنوات الأولى من العمر أفضل مما كانت عليه في الأعوام السابقة وعلى الرغم من أن هناك فارقاً في معدلات الوفيات بين المناطق الحضرية والريفية إلا أن الفارق يظهر عند المجموعة الأكثر غنًى والأكثر تعليماً من السكان ووفقاً للمعدلات العالمية فإن هناك اختلافاً في الولايات من حيث سوء التغذية ونقص وزن الأطفال والالتحاق بالتعليم وتغطية التحصين ومعدل وفيات الرضع والصحة والتعليم وتسجيل المواليد والسكان ذوي الإعاقة، ولكن البيانات تقول إن التحديات لا تزال قائمة في بعض الحالات مثل منطقة جبل مرة بجنوب دارفور وذلك لعدم ضعف جمع البيانات.