منذ القدم تم ابتكار الألعاب الرياضية بهدف تعزيز قيم الاخاء بين مختلف الفرق الرياضية ، ووضعت لها ضوابط وقوانين لتبث روح المحبة والاخاء والتنافس الشريف بين الجميع ولما تحمله هذة الالعاب من ترفيه وتسلية بين طياتها ، ولم تشذ ساحرة الالعاب واللعبة الشعبية الاولى في العالم عن تلك القواعد الرياضية، اذ قامت كرة القدم على قواعد ومبادئ التنافس الشريف واعلاء اخلاقيات الروح الرياضية التي تتقبل النصر والهزيمة بكل سهولة، وكانت معنية بتعزيز سبل التواصل بين الرياضيين ، بيد أنه في الفترة الأخيرة باتت كرة القدم او كما يحلو للبعض تسميتها ب « الساحرة المستديرة» تنحو نحو الخشونة ، واستعار معلقو الرياضة ومشجعو الفرق وكتاب الاعمدة أسوأ ما في عبارات الحروب لوصف فريقهم ومنافسيهم، مستخدمين عبارات الافتراس وصار كل المشجعين ينعتون أنديتهم بوصف القلعة اذ يتخندق كل معلق ومشجع وراء أسوار قلعته منتظراً لحظة الانقضاض على الاعداء ، ((تقاسيم ))التقت بعض المشجعين الرياضين ووقفت على تخوم معارك الرياضيين المتوثبين لافتراس شركائهم في لعبة كرة القدم ومدى تاثير مثل هذة الكتابات علي الجمهور فخرجت بالحصيلة التالية . عبدالوهاب محمد الشريف قال ان الصحف الرياضية لها تاثير كبير في هذة التفلتات الجماهريه اذ ان المشجع قبل المباراة يقراء صحيفة النادي ويجد فيها مثل هذة الكتابات ((المارد الاحمر في كامل جاهزيته لمنازلة الخرطوم الوطني بقلعته الحمراء)) ويبرز عنوان آخر «السهم الناري و الاباتشي يقودان الكتيبة الحمراء » أو أن يكون المانشيت «سيد البلد أكمل جاهزيته للقاءوالبرير يجدد الثقة في الكتيبة الزرقاء» والبعض يكتب ((أنصار النادي يعلنون التصدي للمندسين وأصحاب الأجندة)) ، واضاف اعتقد ان الكارثة الاخيرة التي شهدها استاد المريخ سببها الاساسي مثل هذة الكتابات التحريضية غير المسؤله، ، اذ انها تزيد وتهيج المشجعين عند لحظات التشجيع الأعمى وان لم نوقف مثل هذة المشاحنات بين الجماهير ستكون الكارثة ذات يوم فادحة الثمن. مرتضي الشيخ ابتدر لنا حديثة بان بعض الكتاب يصفون جمهورفريقهم بانهم الاخيار المصطفون ، وتجد بعض الكتاب يستخدمون صفات الحرب وتكتيكاتها في حديثهم عن مباريات الاندية، بينما البعض الآخر يحلو له وصف فريق ناديه ب «الكتيبة» حشداً لها لسحق المنافسين ، فتقراء لكاتب يذكر القلعة الحمراء او الزرقاء، وفي ذلك بداية الحرب، . ويتلقف الجمهور المتعطش الى النصر تلك الرسائل المبطنة بالعنف ويزداد هيجانه، وينظر الى جمهور المنافسين على أنهم الاعداء ،ولم يعد للتنافس الرياضي قيمه, وان لم نوقف مثل هذة المشاحنات والكتابات التي تقود الي التعصب الاعمي وعدم اثارة النعرات الطائفية الرياضية سوف تشهد ملاعبنا كارثة اكبر من التي شهدتها بور سعيد.