لك التحية والتقدير.. استوقفني هذا الخبر الذي كان منشوراً بالصفحة الأولى بجريدة «الإنتباهة». ولكنني لم استغرب كثيراً فحال جامعاتنا يغني عن السؤال.. وأبناؤنا يحملون شهاداتهم ومعظمها شهادات إكمال حيث المضمون فارغ وأجوف والله المستعان.. إحدى الجامعات العريقة بالسودان يتسلل منها طلبة وطالبات كلية الصيدلة للالتحاق بجامعات أخرى أقل شأناً وأقل سمعة منها بسبب الإعادة.. الطالب والطالبة يعيد السنة مرة ومرتين.. والأسباب ليست تقصيراً منهم بل لأن إدارة الكلية تريد ذلك.. أهلهم ميسورون (معظمهم مغتربون) وبيدفعوا .. ميزانية الجامعة والكلية متوقفة على بند الإعادة والعياذ بالله .. فوضى واستهتار وضياع ملفات وغياب رقابة وأزمة ضمير وعدم خوف من الله .. طالب وجد أنه راسب للمرة الثانية وعليه أن يقضي السنة External طلب ملفه ليتحول لجامعة أخرى وعندما حصلوا على ملفه وجدوه راسباً في مادة واحدة فقط لا تستدعى الإعادة وعليه أن يمتحنها ملحقاً ولكن لسوء حظه كان الامتحان ثاني يوم.. هذه الجامعة، الفساد ينخر فيها كالسوس، وقصص كثيرة يتداولها طلبتها وطالباتها.. وعن شرف البورد في هذه الجامعة فحدث ولا حرج فهذا لوحده موضوع ثاني .. سأتناوله بإسهاب في وقت لاحق. فالتعليم مثله مثل كثير في بلادي أصبح استثماراً شخصياً لفئة معينة من الخلق لها حصانتها وحصافتها وشطارتها وفهلوتها واستقلالها واستغلالها، ومن أمن العقاب ساء الأدب.. لكم جميعاً مودتي،، أخوكم / حبيب زين العابدين المحرر.. السلوك الشخصي في بعض الأحيان يعود إلى صاحبه في المقام الأول.. وتأثيراته في كثير من الأوقات تكون شخصية للغاية.. إلا أن هذا السلوك التربوي وفى حالات كثيرة جداً لها تأثيرات مباشرة وخطيرة على الآخرين.. فما ذنب ذلك الطالب الذي وجدوه راسباً في مادة واحدة.. وإدارة الجامعة أو أحد المتفلتين من الجامعة ولشئ يعرفه هو، جعل هذا الطالب يعيد مرة ومرتين.. وفى النهاية وجد أنه راسب في مادة واحدة لاغير. فمن المسؤول عن هذا التهاون واللا مسؤولية ولمن الشكية يا الله.. فهذا السلوك غير سوي يجلب المضرة للآخرين. فالطرق الملتوية يسلكها كل متلونٍ ومخادعٍ ليعمل بواسطته إلى منفعة دانية أو مكسب شخصي حتى ولو أهدر إنسانيته وأودى بكرامته وعزته وأنفته.. ومثل هؤلاء لا تهمهم الكرامة ولا العزة في سبيل الوصول إلى أهدافهم وغاياتهم التي يعرفونها.. والعياذ بالله.. فمثل تلك الجامعات محرقة لحرق الطلاب وأولياء الأمور. ولا حول ولا قوة إلا بالله.