مؤتمر صحافي لوزيرة اتحادية يتحول إلى مأتم للسَّكَلِي والولْولة رافق عددٌ من الصحافيين ذات مرة وزيرة اتحادية مهمة، من كوادر الحركة الإسلامية في زيارة رسمية إلى إحدى الولايات البعيدة، وفي إحدى المدن العريقة بتلك الولاية، وهي المدينة التي نشأت وترعرت فيها الوزيرة المثابرة «....» عقدت السيدة الوزيرة مؤتمرًا صحافيًا في ختام الزيارة للوفد الإعلامي الذي رافقها، ِوبينما هي تتحدث أثناء المؤتمر الصحافي بصالون منزل الأسرة بتلك المدينة الوادعة، فإذا بنسوة في المدينة من العجايز ومتوسطات العمر والشابات، يقتحمن المؤتمر، وهُنَّ يُولْولْنَّ : أحّيْ الليلة وووب عليْ يابت أمي، أحّيْ، الليلة وووووووووووووب، الليلة وووووووب، يابت أمي، الليلة واآآ مُرِّي، الليلة واآآآكتِلْتي، والدموع تتحدر من المُقل عشرة عشرة... بعض النساء وخاصة كبار السن شغالات بكا ومقالدة، وتقبيل في راس الوزيرة، وسكلي شديد، بس من غير شق للجيوب ولا لطم للخدود، ولا دعوى جاهلية... يقول الراوي والعهدة عليه طبعًا بلاشك: بعض النساء اكتفينا برفع الأيدي للفاتحة، والبعض الآخر ما شغالات بإنو دا مؤتمر صحفي ولا غيرو ولا صحفيين، ولا طاقم الوزارة، ولا شغالات بإنو دا وفد مرافق ولا حرس، ولا يحزنون، ولا الوزيرة دي الآن بتعمل في شنو، بس طوالي جَنْ مندفعات على الطريقة السودانية النسائية التقليدية في بيوت البكا، يعني زي جَنْ مبرمَجات ومهيآت شعورِنْ، للقصة دي وتعال ياسكلي، وتعالي ياولولة، وكلما جاء وفد من النساء عزا وبكا وولول وخلا الكواريك في السما، قطعت الوزيرة مؤتمرها الصحفي، وجاملت نساءها المعزيات اللواتي جئن لتعزيتها حينما اغتنمن فرصة مجيء السيدة الوزيرة لمدينة المنشأ والجذور، وبعدها تعتذر الوزيرة للصحافيين، والوفد المرافق: معليش يا جماعة، أهي عاداتنا السودانية، وطبعًا لازم أجامل، عشان مايقولو عني مفترية، نواصل مؤتمرنا الصحفي... وما إنْ تستأنف السيدة الوزيرة الحديث في مؤتمرها الصحفي، حتي يقتحم فوج آخر من النساء، فيحيل لها مؤتمرها الصحافي إلى مأتم، وساحة للسكلي والعويل، ثم تواصل الوزيرة برنامج المجاملة، في صبر جميل، ثم تعتذر للصحافيين، وتواصل الحديث الذي انقطع بسبب «الاقتحام والمداهمة»، ثم يأتي فوج مقتحم آخر:هَيْ يا «فلانة» يابت أمي الجاتك ما رضت علينا يا الحِبَيْبة، وووووووووب أحيْ، واآآآآآآي، وييييييييييو، واآآآآآخ كُرْ عليْ يابت أمي، والسيدة الوزيرة تشيل وتتماشى مع الطريقة النسائية في العزاء، حتى والله أعلم إنها نسيت حكاية وزيرة، ومؤتمر صحفي في الساعة ديك، وتبدو حسب الراوي أن الحكاية وقعت ليها تمامًا، «والله أعلم» أنها وجدت نفسها في ذلك الجو المفعم بالتعازي النسائية، والطقوس العجيبة...