بين الواقع والمأمول مساحات من الفراق اللامتناهي الذي تحاول حكومة ولاية كسلا جاهدة أن تملأه مرة بوعود براقة وأحيانًا بمبادرات رائعة إذا ما سارت بذات الصورة التي تُطرح بها في اللقاءات الجماهيرية وعلى الأوراق والمخاطبات الحكومية كمقترحات وخطط عمل، ولعل ابرز هذه المبادرات والتي تفاءل مواطن كسلا بها كثيرًا فكرة الهيئة الشعبية لتطوير مدينة كسلا والتي تم تكوينها بقرار من والي الولاية الأستاذ محمد يوسف آدم الذي دشن عمل الهيئة وحيّا في الاحتفال الذي أُقيم بصالة البستان القطاعات واللجان الشعبية لتعاونهم الواضح والكبير مع الهيئة في تنفيذ أهدافها الرامية لخلق واقع متطور لمدينة كسلا.. وقال إن هذا الاحتفال يعتبر البداية للهيئة المنوط بها إحداث تغيير كبير لتطوير مدينة كسلا موضحًا أن الساحات ستشهد عملاً كبيرًا خاصة للشباب واستيعاب طاقاتهم واستعرض الوالي جملة من مشروعات التنمية المنفذة بالولاية في المجالات المختلفة.. وقال إن حكومة الولاية ستوفر الدعم والأغراض التي يقوم بها المواطنون حتى يتم التغيير المطلوب. معتمد كسلا حسن الشريف الطيب أعلن عن جاهزية حوالى «2020» ميدانًا للتسليم وأن العمل سيبدأ بثمانية ميادين كنموذج يحتذى.. عبد المعز حسن عبد القادر وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة رئيس الهيئة بكسلا قال إنه تم تخصيص ميزانية ضخمة لتطوير مدينة كسلا وإن المشروعات التنموية التي تنفذها حكومة الولاية تنصب في مصلحة تطوير مدينة كسلا وإن الهيئة فرغت من حصر كل الورش الصناعية بغرض تخصيص مواقع بديلة لها وإن الساحات ستنطلق منها برامج متعددة. وما أدهش الجميع أن الاحتفال والذي جاء بمثابة ضربة البداية لعمل الهيئة يعد واحدًا من مهام وزارة التخطيط العمراني ولايختلف عن أبسط المهام المنوطة بالوزارة في تسجيل واستخراج شهادات البحث للمواطنين، وقال أحد قيادات اللجان الشعبية إنه تم تسليمه شهادة بحث للقطعة رقم 41 مربع «2» بحي السوريبة على أنها ميدان عام وهي في الأصل مخصصة كقطعة سكنية... وذكر آخر فضل عدم ذكر اسمه أن أعضاء الهيئة الشعبية عقدوا اجتماعًا مطولاً مع أعضاء اللجنة الشعبية بحي الحلنقة ووعدوهم بمبلغ مليوني جنيه ضمن برامج اللجنة، قال إن وزير التخطيط العمراني رئيس الهيئة الشعبية اكد لهم أن حكومة الولاية رصدت مبلغ ملياري جنيه لعمل الهيئة وذلك بناءً على إفادات عضو اللجنة الشعبية لحي الحلنقة وأضاف قائلاً إنهم قاموا بوضع تصور متكامل وبتكلفة مالية لتجميل الحي إلا أنهم لم يجدوا شيئًا. عمومًا كسلا ما زالت في أمس الحاجة لجهود كل الجهات حكومية كانت أم شعبية لأن واقع الحال يشهد عليه سوق المدينة وأحياؤها أما الميادين والفسحات فلا تسلم من تدفق المياه جراء كسورات المياه المتكررة، أما الهئية الشعبية فقد انطبقت عليها مقولة تمخض الجبل فولد فارًا.