«الزول ده شاف الموت بعيونو» «ربنا كتب ليهو عمر جديد» «مشيت القبر وجيت راجع» جمل كثيرة تصف حال الكثيرين ممن واجهوا الموت وجهًا لوجه ولكن كتب الله لهم عمرًا جديدًا، قصص كثيرة مع من واجهوا الموت وجهًا لوجه أو حتى ممن طاردهم الموت سواء في محاولات الاغتيال أو غيرها.. في هذه المساحة نروي بعض القصص الحقيقية في المواجهة مع الموت.. عدد من المسؤولين واجهوا الموت ولا يزالون على قيد الحياة من بينهم عضو مجلس قيادة الثورة الدكتور الطيب إبراهيم محمد خير الذي نجا من الموت في الحادث الذي استشهد فيه الزبير محمد صالح.. كذلك نجاة وزير الزراعة الدكتور إسماعيل المتعافي من حادثة الطائرة التي احترقت قبل أشهر وقد روت زوجته في حديث سابق أن المتعافي واجه الموت في هذه الحادثة وأن العناية الإلهية وحدها هي التي كتبت له عمرًا جديدًا، وروت هند بحيري أن زوجها ردَّد الشهادة أربع مرات على غير عادته.. أيضًا كانت هنالك محاولة لاغتيال القيادى بالوطني وسفير السودان في ليبيا حاج ماجد سوار والذي نجا من محاولة قتل بجنوب كردفان، وقد صرح في وقتها أن كل من يخرج للعمل السياسي والعمل العام يمكن أن يكون هدفاً من أي جهة ما، وأضاف أنه شخصياً في كل تحركاته يستحضر معه الأقدار والموت، ودائمًا يحمل حقيبة مليئة بالوصايا. عمر جديد قصة الموت مع العم خضر طه سهيل «79» عامًا تختلف عن بقية القصص السابقة في معناها وتفاصيلها المؤلمة وذلك بنجاته من الموت غرقًا أو حرقًا في الباخرة المصرية السودانية «العاشر من رمضان» والتي راح ضحيتها أكثر من «350» سودانيًا ونجا من الحادث خمسون راكبًا من بينهم العم خضر وابنه عوض، وعلى الرغم من مرور أكثر من سبعة وعشرين عامًا لكن ما تزال محفورة في ذاكرة العم خضر ومازال يتذكر تفاصيل ماحدث ويحكي قصته بقوله: «أصيب ابني عوض بكسر في الرجل نتيجة حادث حركة وبعد مقابلة الاختصاصي قرر إجراء عملية في الرجل فى القاهرة، وبعد عناء وجهد شديدين وجدنا مقعدين في الباخرة المنكوبة، في مقاعد في الطابق الأسفل»، يقول العم خضر إن مشيئة الله وقدرته هي التي أنقذتهم من الموت فابنه الذي لا يستطيع الحركة إلا بواسطة عصا وأن ينجو من موت محقق، يواصل العم خضر حكايته بقوله: «احترقت الباخرة ونحن لا نعرف السباحة فأيقنا أننا إن نجونا من الحريق فلن ننجو من الغرق.. فأحسسنا بالموت يحاصرنا من كل الجهات.. فأصبحنا نردد الشهادة ونقرأ سورة يس وآية الكرسي حتى تمكنت من كسر الشباك الذي يتجه نحو الجبل... فحملت ابني على ظهري ووصلنا الجبل وصوت الضباع والثعالب وعقارب الجبال تحيط بنا من كل جانب ولكن الحمد الله جاءت النجدة ونجونا على الرغم من ضياع كل ما نملكه حتى أوراقنا الثبوتية والبضاعة التي دفعنا فيها كل ما نملك.. لكن حمدنا الله على أنه كتب لنا عمرًا جديدًا والحمد لله.... والمعجزة أن ابني بعد هذا الحادث وعند مقابلة الطبيب في الخرطوم أكد لنا أن حادث الباخرة أدى إلى التئام العظام وأن الكسر لم يعد موجودًا.. وبعدها لم يعد ابني يحتاج إلى عصا وتعافى تمامًا والحمد لله .. وعند وصولنا السودان لم تكن هنالك أي وسيلة اتصال حتى نطمئن الأهل على نجاتنا وكان قد أُشيع أن كل ركاب الباخرة قد ماتوا غرقًا وحرقًا... وكانت المفاجأة عند وصولنا البيت الذي وجدناه قد امتلأ بالأهل والمعارف والجيران فبكوا معنا بعد أن كانوا يبكون علينا ودموعهم تحولت من دموع الحزن والفراق علينا إلى دموع الفرح والسرور بعودتنا سالمين... قصة المجاهد عمران المجاهد عمران الشريف الناير شارك في كثير من العمليات العسكرية أيام التمرد وخاض معارك وهو أمير إحدى المجموعات التى تضم «64» محاربًا ويروي أحد المواقف وهم في شرق السودان وأثناء الاشتباك مع الحركات المسلحة وهم في مواجهة أكثر من «200» محارب واستشهد معظم من معه في المجموعة وفقدوا كل الذخائر وتفرق باقي المجموعة واستطاعوا النجاة من موت محقق.. ويروي عمران قصة أخرى في مواجهة مع الموت وفي إحدى مناطق العمليات وفي منطقة عدارئيل وهم في مواجهة مع المتمردين وبعد معركة شرسة بينهم يقول العم عمران إنه أصبح على بعد بضع خطوات من دبابات العدو ولكن آيات القرآن وسورة يس أعمتهم عن رؤية عمران الذي في وقتها أيقن أنه هالك لا محالة ولكن لم يصدق كيف نجا من موت محقق.. ويضيف عمران أنه خلال عمله في هذه العمليات العسكرية واجه الموت عدة مرات لكنه استطاع أن ينجو منه بطرق مختلفة ويُكتب له عمر جديد. حاج موت ه.ع. طفلة لا يتجاوز عمرها العامين منذ ولادتها لم تنعم بصحة جيدة كثيرة المرض إذ لا يمر أسبوع إلا وتصاب بأمراض الطفولة من حمى والتهاب أرهقت جسدها لدرجة أنها في كل مرة يفقد ذووها الأمل في حياتها إذ أصبح جسدها لا يحتمل الحمى التي أصابتها وحالات التشنج التي كادت تؤدي إلى موتها، وفي احدى المرات كما تروي والدتها أصابتها موجة تشنج لدرجة أنها فقدت التنفس وفقدت حركتها وحتى أصبحت عيناها مفتوحتين ولا تتحرك لمدة خمس دقائق وإذا بصراخ كل من في البيت يعلو أخواتها وكل الموجودين بالمنزل، وتم إغلاق عينها «كسروا ليها عيونها» لكن بعد دقائق تأكد لوالدتها أن قلبها لا يزال ينبض وأنها لا تزال على قيد الحياة، لكن تؤكد والدتها أن ابنتها كُتب لها عمر جديد حتى أصبح الكل يناديها ب «حاج موت» والآن هذه الطفلة كبرت ولا تزال على قيد الحياة.. كيف لا وهي كاتبة هذه السطور.