ما كان الواحد ليتصور أن تطول دولة الكيان الصهيوني شعرة من خرافنا.. فينطبق علينا بيت شعر قائل: يموت المواطن في السودان «قرماً» ولحم ضاننا يشتريه اليهود!! و«القرم» عربية فصحى تعني شدة الاشتياق إلى اللحم.. وعلى وزنها جاء «الخرم» شدة الاشتياق لبعض المكيفات مثل السجائر حمانا وحماكم الله.. ومثله الصعود أو التمباك.. وهناك كلمة نستعملها دارجياً لها قوة اشتياق أكبر وهي «جحمان» وفي الفصحى جحّم العين أي نظر إليه بحدة يقال بالدارجي:«مالك مجحم فوقي كده»؟.. وهو شكل مخيف للذي يشتاق للحم وينظر إليه بحدة وشراهة كما تفعل آكلات اللحوم. وكلمة جحيم هي النار الشديدة الاستعمال وقد لا تجد الفاظ اشتياق عامة أو بلدية مثلما يتمتع بها اللحم.. اللهم الا مثل كلمة «مكوفر» هذه عبارة سودانية يعجز الطب عن تحليلها وعلاجها بسيط يتمثل في الحصول على ما عودت عليه المعدة «كالكسرة» مثلاً. سألت أحد المهتمين عن لماذا يبالغ الناس في حب اللحوم فقال لأن طريقة أكل اللحوم تنال فترة أطول ومجهودًا اكبر بالتالي يطول الاستمتاع بها فيما يعرف دارجياً «بالتمطق».. وهي عملية الجمع بين «الكد» و«النتش» و«المضغ» و«البلع». نقطع الوصف لضيق المجال ونواصل في العيد الكبير حيث الوصف أسهل مع تمنياتنا بأن تزول القرمة.
مسدار جريمة الغلاء الأسعار بقت شغل المواطن وهمو وحقو الدولة للمسكين تقلل همو الجوع والفلس في لحظة قدلوا اتلمو سكاتا صبح جريمة وناسا ما بهتمو