التقينا الحاج عبد الرحيم مكاوي خارج نطاق معرض الكتاب رغم أنه من أكبر دُور النشر والتوزيع في السودان فهو لم يشارك في معرض كتاب ولديه رأي صريح في ذلك وبدأنا بتوضيح لمفهوم معرض الكتاب حيث قال فكرة معارض الكتاب هي أن يأتي المشاركون سواء كانوا من الخارج أو الداخل ويعرضون الكتب الجديدة التي أصدروها خلال السنة ويحضروا معهم قوائم بالكتب التي صدرت قبل السنة الحالية.. أي يتم فيه تعريف القُراء بمضمون الكتب القديمة والجديدة ويقول مكاوي إن معارض الكتاب ليست مكانًا للبيع وفي كل أنحاء العالم وضرب مثلاً بمعرض «فرانكفورت» ويقول إنه من أقدم المعارض في العالم ولايجوز لأي ناشر مشارك أن يقدم كتاب هدية في داخل وأثناء المعرض الذي لا يزيد بدوره عن أربعة أيام.. وكل ما يحدث داخله عبارة عن تفاعل وعلاقات بين الناشرين والموزعين من جميع أنحاء العالم.. وعن المعرض يقول إن مفهوم المسؤولين هنا خاطئ فهم أخذوا تجربة «معرض القاهرة» ويريدون تنفيذها في السودان ومعرض القاهرة يزوره ويقبل عليه المصريون للشراء لأنه موسم خصم وتخفيض ملحوظ في سعر الكتاب.. وهناك معرض آخر منافس له أو قريب وهو معرض بيروت وهو إلى حد ما يطبق الفكرة الأساسية للمعارض.. يضيف صاحب الدار السودانية أن المعارض في العالم العربي كلها تسيطر عليها الصبغة التجارية وأنه كصاحب مكتبة في الخرطوم لا يمكن أن يشترك في هكذا معارض لمدة عشرة أيام وهو موجود «360» يومًا داخل الخرطوم.. والشيء الثاني الذي تطرّق إليه مكاوي أن كل هذه المعارض التي أُقيمت وهذا هو الثامن كانت خارج نطاق «اتحاد الناشرين العرب» ماعدا هذه الدورة وتم ذلك بعد اجتهاد مع وزارة الثقافة ووضع شروط معينة لكيفية إقامة المعرض وموافقة الوزارة هذه المرة فقد كنا نتساءل طوال الأعوام الفائتة ولكن لم يهتم أحد.. ويختم أنه في هذا المعرض هناك عدد من الناشرين أتوا لكي يستردوا أموالهم من السنوات الماضية التي أما دفعوها للبنك ولم يسلمها لهم أو كانت مقابل كُتب لم يسدد طوال أعوام فائتة.. وأن أكثر من «70%» من المشاركين في المعرض ليسوا ناشرين بل «بياعين كتب من سور الأزبكية» وأن ما قيل في الجرائد خمسمائة ناشر وهذا كلام غير حقيقي.. الناشرون الحقيقيون من يمولوا الكتاب ويبيعوه في السودان لا يتعدون أصابع اليد.