عندما وقع الاختيار في العام 2005م على الخرطوم لتكون عاصمة للثقافة العربية أُقيمت أولى دورات معرض الخرطوم الدولي للكتاب وتوالت بعدها تباعًا عامًا تلو العام إلى أن انضم السودان إلى منظموعة اتحاد الكُتّاب العرب هذا العام لتنظيم المعارض في جميع أنحاء الوطن العربي، وفي هذه الأيام تحفنا فعاليات معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته السابعة وشرّف المعرض حضورًا السيد وزير الإعلام السعودي وتمثل دولة قطر ضيف شرف المعرض.. والناظر إلى صالات المعرض يلاحظ زيادة الدول المشاركة في الكم والنوع.. «تقاسيم » قامت بجولة وسط أروقة المعرض واستطلعت عددًا من الناشرين من داخل وخارج السودان حول مشاركتهم.. وكان لنا حديث مع مديرة المعرض الأستاذة فاطمة أحمدون: { في بداية تجوالنا داخل صالات المعرض التقينا الأستاذ طه عمر دياب من هيئة الخرطوم للصحافة والنشر والذي ابتدر حديثه قائلاً: نشارك سنويًا وبصورة راتبة في هذا المعرض وفي المعارض الخارجية الأخرى، ونحن مؤسسة حكومية غير ربحية ونُعنى في الأساس بنشر الثقافة، ومن إصداراتنا مجلات «الخرطومالجديدة، أوراق، سمسمة» وحتى الآن الإقبال محصور في إصدرات الأطفال وقد كانت هنالك توصية من الخرطوم وإليها بطباعة مائة عنوان في الثقافة طبعنا منه الآن ستة كتب. ومن داخل جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب كان لقاؤنا بالأساتذة محمد سعد زغلول وعادل عبد العاطي ونصر عبد الحميد الذين أكدوا مشاركتهم في المعرض منذ بدايته ولكن بتغيير طاقم العمل، والكتب الموجودة داخل المعرض عبارة عن كتب دينية ثقافية أسرية وكتب التراث والتاريخ والآثار، وكان هنالك رأي مشترك بينهم حول التخفيض الإلزامي في قيمة الكتاب حيث قالوا: الكتب التي بحوزتنا هي في الأصل مدعومة من الحكومة في بلادنا، بمعنى أن السعر الذي أتينا به للمعرض غير قابل للنقصان فهنالك بعض دُور النشر عملت على رفع أسعار الكتب بمجرد علمهم بالخصم، وهذا بالتأكيد لا يؤثر معهم في سعر الكتاب على النقيض منا تمامًا.. كما التقينا الأستاذة أمل إبراهيم فتحي أمينة المكتبة الوطنية السودانية حيث حدثتنا عن المكتبة قائلة: هي الخزانة الوطنية لتراث أهل السودان وإنتاجهم الفكري والإبداعي، ورؤية المكتبة تقديم خدمة معلوماتية متميزة لكل القُراء باستخدام أحدث وسائل التكنلوجيا، ونعمل على حفظ حقوق المؤلف والناشر وفق الرقم الدولي المعياري ورقم الدوريات، كما أننا نعكف على مشروع الفهرس الموحد للمؤلفين السودانيين وهو دليل استنادي للمؤلفين العرب. وكانت لدولة العراق مشاركة متميِّزة من وزارة الثقافة ممثلة في دار الشؤون الثقافية العامة ودار المأمون للترجمة والنشر وبرئاسة الشاعر الدكتور نوفل أبو رغيف، كما أفادنا محدثنا الأستاذ هادي جلول، وأضاف: هذه أول مشاركة لنا، ونحن لم نأت بكتبنا من أجل بيعها ولكن هي هدية منا للشعب السوداني وذلك لدعم التواصل الثقافي والعلمي بين البلدين، وقد لاحظت حب القراءة عند الشعب السوداني. وختمنا جولتنا بالدار العربية للنشر والتوزيع حيث التقينا مدام هبة دربالة التي تحدثت إلينا قائلة: لدينا صالتان للعرض واحدة تحوي الكتب العلمية والأدبية والثقافية وجناح خاص بالأطفال لتعليم الأطفال من عمر شهر عن طريق اللعب بأشياء تعليمية ملموسة.. أما عن المبيعات فالإقبال ضعيف حتى الآن. وكان لنا جلسة مع الأستاذة فاطمة أحمدون مدير المعرض حيث توجهنا إليها بالسؤال عن الغلاء المعيشي الفاحش وجأر الناس بالشكوى من الأوضاع الراهنة هل يقف ذلك حائلاً أمام اقتناء الأفراد للكتاب؟ سؤال طرحناه عليها لتأتي إجابتها: الظروف المعيشية صعبة، ولكن هنالك من يؤمن بالتغذية الروحية والعقلية مثل اهتمامهم بالتغذية البدنية، فهنالك فئة تقسم من لقمة العيش لتشتري بثمنها كتابًا ولكن هذا الغلاء سيؤثر بالتأكيد سلبًا على الكمية المشتراة رغم أننا عملنا على تسهيل دخول الكتاب فهو معفى من الجمارك وألزمنا الناشر بتخفيض 25% من ثمن الكتاب المكتوب على الغلاف.