كتبت: تيسير حسين النور رشا عبد الله المعرض في خواتيمه والأرفف مليئة بالطبعات الحديثة وغير الحديثة والإقبال عليه بتقدير المشاركين أقلّ من الأعوام السابقة رغم الحركة نوعًا ما في الأيام الأخيرة إلا أنهم خذلوا من الإقبال الضعيف وخاصة من قبل الجامعات السودانية التي كانوا يعولون عليها كثيرًا.. نقلنا مجريات المعرض إلى مرحلتين قبل الآن وهذه نسطر فيها خلاصة أفكار العارضين المشاركين ومقترحاتهم للدورات القادمة.. ومشكلاتهم التي صرح بها أكثر من اثنين من الإخوة المصريين وهي تلك المتعلقة بحقوقهم المالية من العام الفائت لدى وزارة الثقافة المنظمة المعرض والتي أثارت سخط البعض منهم لدرجة إظهار نواياهم في الإحجام عن المعارض القادمة وإمكانية رفعهم دعاوى قضائية لاسترداد حقوقهم. ضعف الدعاية والإعلان حدثنا (صابر عطا الله) مدير مبيعات شركة 3d(كمبيوتر سنتر المصرية) نشارك منذ الدورة الثانية للمعرض ونحافظ على مشاركتنا رغم كل الظروف والتنظيم في المعرض ومنذ سنتين جيد جدًا، نحن شركة متخصصة في برامج اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية وتسوق بشكل جيد المنهج البريطاني لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال والمنهج البريطاني للإدارة المالية.. ويقول صابر عمومًا الإقبال ضعيف هذه السنة ويرجع ذلك إلى ضعف الدعاية والإعلان عن المعرض وغياب حتى لافتات تدل على المعرض في وسط البلد أو حتى في واجهة مبنى معرض الخرطوم! كنا نتوقع زيادة الإقبال في الأيام الأخيرة، ولكن بقى يوم للمعرض والإقبال ضعيف وبالأمس كان الأسوأ في حركة البيع، ويضيف عطا الله: أن هنالك مشكلة في إضاءة المعرض ويناشد القائمين بالأمر في المعرض الاهتمام بالإضاءة، وتمنى أن تكون السنة القادمة أفضل من هذه السنة التي قلّ البيع فيها بنسبة (25%).. وأنه عرض حوالى (700) منتج بيع منها حوالى (400) منتج فقط.. ويقول إن وعي السودانيين بالعولمة كبير والشعب السوداني مثقف جدًا لكن خذلته الظروف الاقتصادية وأثّرت في حجم الشراء. ٭ وفي جناح إيران حدّثنا سيف الدين سيّد أن المعرض للعرض فقط يحتوي الجناح مجموعة من المخطوطات والكتب الثقافية والعلمية والكتب التي تحكي عن حضارة بلاد فارس وكتب الأدب الفارسي واللغة الفارسية وبعض مخطوطات الصناعة اليدوية ومجسمات ونحت تراثي.. الإعلامية للمعرض ضعيفة وهناك جمهور لا يعرف أن هناك معرض كتاب مقام وأن الدورة الثامنة بدأت. مشكلة حقيقية عبد الله حسين مدير التسويق ل (المركز المصري لتبسيط العلوم) وهو مركز متخصص في كتب ولغات وبرامج تعليم الكمبيوتر.. أبدى انزعاجه من عدم وجود جمهور وقال لنا إن الاقبال ضعيف جدًا وأن هذه ثاني مشاركة لهم، ويرى أن العام الماضي أفضل بكثير من الآن فنسبة بيعه هذا العام (10%) من مبيعات العام الفائت.. ويعتبر نفسه أُصيب بخسارة فادحة هذا العام.. ثم يسترسل قائلاً إنه جاء هذا العام لتحصيل أموال مبيعات العام الفائت.. ويحكي أنهم ورّدوا المبالغ لوزارة الثقافة على أن تستبدل العملة بسعر البنك وتبعثها لهم إلى القاهرة ولم تصلهم إلى الآن، ويضيف: قررنا نحن ومجموعة ممن لم يستلموا حقوقهم من المصريين مقاطعة المعرض! ويحدد نقوده من العام الفائت حوالى (35) ألف جنيه سوداني (35 مليون بالقديم) وتعادل وقتها (12) ألف دولار وهذا العام وبحسب السعر الجديد تعادل أربعة آلاف دولار!!. وآخر طارق عبد العزيز من جناح (الجامعة الحديثة) يقول مواصلاً حديث زميله إن الموضوع يتلخص في كلمتين أنهم قالوا لنا أن نبيع الكتب بسعر مخفض وسيحولون لنا الدولار بسعر البنك مما جعل العارضين يبيعون بنصف القيمة وآخرين خفضوا (30%) على أساس تحويل البنك!! ولم تحول وجاءنا خبر أنها ستحول إلى حساباتنا في مصر وبسعر اليوم لا البنك! بعضنا قال إنه سيقف وقفة احتجاجية في الليلة الختامية وبعضهم عزفوا عن المشاركة هذا العام مثل (المجموعة العربية للنشر) و(الدار الدولية) وغيرهم.. ويضيف: هذا العام الوزارة أخلت مسؤوليتها وسنحول إيراداتنا إلى البنك الأهلي ويقول خاتمًا: الآن الجنيه المصري كالسوداني لكن الكتاب بخمسين في مصر أبيعه بمائة في السودان لكثرة المصاريف شحن وترحيل وسكن وإعاشة وإيجار صالة، وأؤكد أنه إذا قللت كل تلك المصاريف أن( معرض الخرطوم) سيكون أفضل معرض في العالم كله فالسودان بلد مثقف واعتبر معرضه بعد معرض القاهرة وأنهم يعتزون بالسودان لكن هناك من سيقاطع المعرض.. وأقول لإدارة المعرض ووزارة الثقافة إنه حصل خطأ كبير في تحويل النقود ومن المؤسف أن يفرطوا في المعرض ويخسروا ناشرين مصريين (90%) من الموجودين ناشرين مصريين.أما جمعة هندي صاحب الأكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي فقد كان رأيه أن معرض الخرطوم الدولي من المعارض الجيدة في الإقبال والتنظيم ومقولة أن القاهرة تكتب وبيروت تطبع والسودان يقرأ هي مقولة حقيقية وقال إن القارئ السوداني حريص على اقتناء الكتاب مهما يكلفه حتى لوجاء على المصاريف الشخصية لافتًا إلى أن الإقبال هذا العام ضعيف جدًا مقارنة بالسنوات الماضية.. مرجعًا الأسباب إلى الوضع الاقتصادي الحالي.. وذكر لنا جمعة أن لديهم مشكلة منذ العام الماضي مع وزارة الثقافة فقد طلبت منهم وزارة الثقافة تخفيض سعر الكتب وأنها ستعادل لهم بسعر التحويل الرسمي للدولار ولم يحدث طوال العام وتوصلوا إلى أنهم سيحولون لنا بسعر اليوم وفي هذا ظلم بائن وخسارة تصل إلى (100%) بالنسبة له.. ويقول إنه تم التحويل لنصف العارضين المصريين ولم يحول للباقين وهو منهم وقد رفعوا الأمر للنائب الأول لرئيس الجمهورية ولم يجدوا شيئًا سوى رد الأموال بالسعر الحالي للدولار.. وختم حديثه بنيتهم في إقامة دعوة قضائية على وزارة الثقافة ويحدد خسارته الشخصية بأنه ورد إلى وزارة الثقافة العام الماضي (80) ألف جنيه أي (80) مليون بالقديم). تصفُّح دون شراء وشكا لنا رئيس جناح (دار المصورات للنشر) من ارتفاع سعر الإيجار للجناح (750) جنيهًا لليوم الواحد واشترك مع زملائه في أن الإقبال غير جيد مرجعًا السبب للأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان.. وقال هنالك بعض الزوار بدلاً من أن يشتروا يتصفحوا ويقرأوا من الكتب المعروضة وذكر أنهم كانوا يعولون على شراء الجامعات والمؤسسات الحكومية وللأسف لم يكن هناك شراء وكان هناك غياب للجامعات عدا جامعة شندي وزالنجي.. وأن أكبر مبيعات كانت لأفراد مثال الأستاذ /مكاوي مصطفى الذي سبق أن أهدى مكتبته لجامعة أم درمان الأهلية ويشتري كل الجديد من الكتب ليضيفه للجامعة أيضًا وهذا العام اشترى كتب في حدود (3000) جنيه أي (ثلاثة ملايين). فكرة مغلوطة سيد توفيق صاحب مكتبة بن عباس من مصر يقول هذه أول مشاركة له ولم يشارك من قبل لأنه كانت لديه فكرة أن معرض السودان (تعبان).. ووصف المعرض بالجيد لكن هناك أشياء لا بد من مراجعتها وتعديلها بداية من (الشاحن) الذي يستغلهم ويأخذ على الكرتونة (13) دولار! بينما تكلفة الكرتونة يجب أن تكون دولارًا واحدًا. بالنسبة له أحضر (500) كرتونة هذا يعني أن يدفع مقابلها قرابة (8) آلاف دولار شحن.. هذا معناه أن ما تحصل عليه من البيع يقدمه للشاحن.. ويقول أيضًا أن الشعب السوداني شعب مثقف يشتري كل أصناف الكتب ويقرأ كل شيء ولا يفاصل في الكتاب عند الشراء، ويقول لإدارة المعرض أن تخفض قيمة الإيجار للجناح بدلاً من مائة دولار للمتر إلى (20) دولار فقط والجمارك تخفض للعشرة أو تلغى تمامًا، وهذا فيه دعم للثقافة، الإمارات وقطر تبعث الهيئات الحكومية لتشتري وهنا لم تأتِ جهة حكومية لتشتري منا! مقترحات ومن جناح مسقط اقترح المسؤول عن الجناح للدورة القادمة أن تغيير أرفف العرض بأرفف جديدة وأنه يجب أن تقدم التسهيلات للعارضين قبل وقت كافٍ للاستعداد بشكل جيد وفي وقت مناسب، أيضًا لا بد من وجود تكييف مناسب للأجنحة. قلة البرامج المصاحبة! من جناح (الهيئة المصرية العامة للكتاب) وهي فرع من فروع وزارة الثقافة ومعها أيضًا (هيئة الوثائق القومية) في جناح منفصل.. حدثتنا الأستاذة/ سرّية سعيد ياسين.. هذه هي المشاركة الرابعة في المعرض ويحوي الجناح (1500) عنوان.. وتقول إن العام الماضي كان أفضل حالاً من هذا العام.. القوة الشرائية هذا العام ضعيفة جداً والخدمات المقدمة ليست جيدة، أيضاً النشاط المصاحب للمعرض ليس جاذبًا كفاية للجماهير.. المعرض كان يحتاج لدعاية أكثر ليجذب جمهور أكبر والبرنامج المصاحب كان ضعيفًا ولم يكن هناك تنوع جاذب لم تكن هناك غير ندوتين فقط والباقي برنامج للأطفال وفكاهة بدلاً أن تستغل لنشاط فكري وثقافي تتم فيه الاستعانة بمختصين وعلماء من الداخل والخارج. الواثق في المعرض وفي أروقة المعرض وفي أحد الأجنحة التقينا الفنان الموسيقار (الجيلاني الواثق) يحمل كتبًا اشتراها لتوه ورد على سؤالنا عن رأيه في المعرض فقال لنا إنه دائم الزيارة لمعارض الكتاب وأن هذه الزيارة الأولى له منذ بداية هذا المعرض، موضحًا أن المعرض فرصة نادرة وعنصر جذب للثقافات العربية وبه تنوع في الثقافة والعلوم والتاريخ.. مشيرًا إلى أن الأسعار معقولة لكن بالنسبة لعامة الناس مرتفعة وأنه حريص على اقتناء الكتب من أجل مكتبته وقال إنه قصد من زيارة المعرض اقتنائه الكتب التي تختص بالتفكير العلمي. ٭ ختام: بتشريف وزير الدولة بالثقافة الأستاذ مصطفى تيراب كانت ليلة الختام التي رعتها شركة الخرطومالجديدة ومجلة سمسمة.. وشملت فقرات مختلفة وبمشاركة غنائية من الفنان صفوت الجيلي.