قصة احتيال غريبة جداً تعرض لها صاحب مركبة أمجاد عندما تم رصده وهو يوصل أطفاله لروضتهم الأمدرمانية صباحاً، والمحتال الماكر أوقف الأمجاد وهو يقود مركبة فارهة وطلب «مشوار» لمنطقة بحري، وقال إنه يريد نقل شاشات بلازما بالقرب من موقع حلويات البيت السوري وبعد الاتفاق تم تخزين الفارهة واعتلاء الأمجاد التي شقت طريقها بالشهداء ثم كبري شمبات وقبل أن يصل لنقطة النهاية استطاع المحتال أن يتعرف على معلومات كثيرة عن الرجل وأولاده الذين يدرسون بالروضة ولا يقطع هذا السيل من المعلومات إلا هواتف من هنا وهناك كان يتلقاها صاحب الأمجاد حيث كان آخرها اتصال من شقيقه الذي يعمل بشارع الإنقاذ بحري، المحتال يمتلك قدرات درامية عالية تم توظيفها في المجال الإجرامي، والذي كثيراً ما يجد ضالته عند أهلنا الطيبين.. على العموم تمكن المحتال من سرقة هاتف ضحيته، وترك الأمجاد «واقفة» بالقرب من البيت السوري، صاحبنا تفقد هاتفه واتصل عليه فرد المجرم «معليش يا معلم، تلفونك معاي انتظرني شوية وبجيك والله العظيم لخمة شديدة ولقيت تلفونك من غير ما أشعر في يدي» المسكين صدق وظل منتظراً.. وهنا بدأت تفاصيل ارتكاب الجريمة حيث أجرى المحتال اتصالاً هاتفياً بآخر مكالمة صادرة وهو شقيق الضحية، وأخبره بأن شقيقه الآن بالحراسة بسبب إشكالية صغيرة مع مركبة حافلة وقررت النيابة دفع كفالة «ضمانة» 300 جنيه وأخبره أن يذهب للروضة ويعود بأطفاله للبيت وأنه فور خروجه سيأتي للمنزل ولا داعي لحضورك القسم ..على الفور أرسل شقيق الضحية المبلغ «رصيد» وتوجه إلى الروضة وأخذ الأطفال، لم يكتفِ الطمّاع بهذا المبلغ بل أجرى اتصالاً آخر مع زوجة الضحية وأخبرها أنه مع زوجها بالقسم ويريد كفالة مبلغ «200» جنيه عاجلاً وأكد لها أن عم الأولاد سيعود بالأطفال بعد قليل من الروضة وأنهم بخير وبث لها تطمينات بأن الحادث طبيعي وبسيط ولا داعي للقلق، ودون أن تستوثق المسكينة أرسلت الرصيد وصار مع المحتال «500» جنيه وصاحب الأمجاد تحت شجرة البيت السوري، وعندما حاول الاتصال بالرجل وجد هاتفه مغلقًا علم وقتها أنه تعرض لعملية احتيال في زمنه ومشواره وهاتفه فعاد للروضة وهو غاضب جداً فأخبرته المرشدة أنهم عادوا مع عمهم وبعدها انكشفت له الحلقات المستورة. أفق قبل الأخير: تناولنا في أفق سابق موضوع مسابقة «فكِّر معنا» التي طرحتها سوداتيل قبل عام وتساءلنا عن مصيرها فاكتشفنا أن المسابقة أُعلنت وفي كتيب فخيم حفظ للناس حقوقها الأدبية والمادية والفكرية وذلك بعد الزيارة الكريمة للإدارة المختصة.. وهذا ما سنفصله يوم السبت بإذن الله. أفق أخير: لسلامتكم .. ما ترسل رصيد ولا تثق فيمن لا تعرفه.