للمرة العاشرة نعيد طرفة الجنوبي جيمس الذي أرسله أهله إلى الخرطوم بحثاً عن أخيه ملوال الذي يدرس في جامعة الخرطوم، حيث أنه اختفى في »الشمال« لم يحضر إلى أهله لمدة أربع سنوات متتالية »ماكل، شارب، ساكن، قايم، قاعد« على حساب المندكورو.. وجيمس عندما وصل إلى أخيه عرف منه أنه يدرس علم المنطق »المَنْتِكْ« في الجامعة، ولهذا فقد طلب منه أن يشرح له ماذا تعني كلمة »المَنْتِكْ«... والأخ ملوال شرح الأمر ببساطة لأخيه جيمس في شكل سؤال وقال له »هل إنتكم عندكم كلب«؟ ورد جيمس قائلاً »أيوه عندنا كلب« قال ملوال »عندكم كلب معناها عندكم بيت وعندكم بيت معناها عندكم أسرة.. وعندكم أسرة معناها عندكم أب وعندكم أم، وهذه معناها أنت ود حلال.. وهذا هو علم المنطق«... وبالطبع فإن جيمس عندما رجع إلى أهله في الجنوب حاول أن يشرح للآخرين معنى كلمة »المَنْتِكْ« بالطريقة التي ذكرها ملوال.. ووجد الفرصة عندما جاء أحد أقربائهم وسأل عن ملوال وعن معنى كلمة »المَنْتِكْ« فسأله قائلاً »هل إنت عندكم كلب؟« والرجل رد قائلاً »لا ليس عندنا كلب« وهنا استغرب جيمس وانزعج ولم يعرف ما يقوله ولم يجد غير أن يقول للرجل السائل »إذن أنت ود حرام«. و»المَنْتِكْ« تاعنا يقول إن الحركة الشعبية لتحرير السودان هي التي ضربت كادوقلي في يوم احتفالها بمؤتمر السلام... بحسب التصريحات الصادرة عن المسؤولين.. ولكن نفس المنتك يسأل ببراءة، ولكن السلاح المستعمل كان صواريخ الكاتيوشا... فمن أين جاءت هذه الصواريخ؟! ومن أين جاء ناس قطاع الشمال؟! هل نزلوا من السماء؟؟ و»المَنْتِكْ« يقول إن حكومة الجنوبيين هي التي زودت الناس ديل بالسلاح والعتاد، وأنهم يتخذون من أرض الجنوب منطلقاً وقاعدة. ويأتي سؤال »منتكي« آخر وهو من أين ينطلق هؤلاء الناس.. وأين يجدون الملاذات والممرات الآمنة؟ ويكون الرد «المنتكي» هو أنهم يجدون ذلك عند حكومة الجنوب وعند باقان وسلفا كير... وعليه يمكننا أن نقول وبمنطق لغة عربي جوبا «إنتكم عندكم كاتيوشا.. معناها إنتكم عندكم متمردين وعندكم قواعد عسكرية، ومعناها إنتكم مدعومين من حكومة الجنوب». وعلى الرغم من أن الاتفاقية الأخيرة »للسلام« طلبت فك الارتباط بين المتمردين الشماليين وحكومة السودان الجنوبي وافقت عليها في ما نسمع، وعلى الرغم من أن حكومة السودان قامت بفك ارتباطها بأي متمرد جنوبي مسبقاً، إلا أن ذلك لم يقابله تعامل بالمثل.. وهذا بالطبع يعني أن ناس باقان وسلفا كير يستحيل عليهم أن يفكوا الارتباط مع متمردي الشمال، وهذا واقع يفرضه الشعار الذي يرفعه الجنوبيون »تحرير السودان«... فهم وعلى الرغم من الانفصال مازالوا يأملون في »الأندلس الثانية« و»زنزبار الأخرى«.. ومازالوا يسمون أنفسهم »حركة تحرير السودان«.. طيب يا جماعة بالمنطق بتاع أخينا جيمس بتاع الكلب، لا بد أن تقتنع معنا عزيزي القارئ بأن »كادوقلي« ضربتها الأيدي الآثمة من قطاع الشمال وبأسلحة جنوبية، وبدعم ومباركة من حكومة الجنوب، وبإيعاز من أعداء السودان.. فإن كنت تؤمن بذلك فأنت ود حلال.. وإن كنت لا تصدق أو لا تريد أن تصدق فأنت »على كيفك«. كسرة: إذا علمنا أن عدد صواريخ الكاتيوشا التي تم إطلاقها على كادوقلي كانت ثمانية بالضبط، فهل هناك أية علاقة بين عدد الصواريخ والاتفاقيات »الثمانية« الموقعة مع سلفا كير أخيراً، وهل يمكن أن نقول إن عدد الصواريخ »المطلوقة« يعادل ضعف الحريات الأربع الممنوحة للجنوبيين... يعني كل حرية قصادها صاروخين.. و»بالمَنْتِكْ« كده هل يمكن أن يكون عدد الصواريخ الثمانية مقصوداً لتوصيل رسالة من ناس باقان وعرمان؟! كسرة ثانية: جاء في الأخبار أمس أن هناك ثلاث جنوبيات قمن بتنفيذ عملية سطو نهارية على منزل في أبو سعد مربع »15«.. ومع ملاحظة أن »العصابة« تنهب بالنهار نسأل »المسؤولين« ألم يحن الوقت الذي يجب أن يسجل فيه الجنوبيون كأجانب.. ولا يتركوا للإقامة في السودان بدون جوازات وتصاريخ إقامة رسمية. --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.