في إجابة عن السؤال الأول الذي طرحته، هل تعبر تصريحات هنري كيسنجر عن نذر حرب كونية تعبر عن تحليل شخصي أم موقف مؤسسة ظلت تعمل لإعداد المسرح لهذه الحرب الكونية بُغية إحداث تغييرات كبرى على المشهد الدولي على نحو ما تم بعد الحرب العالمية الثانية من تأسيس لمنظمة الأممالمتحدة، وقد ذكرت أكبر مؤسستين تتبنيان ما ذهب إليه هنري كيسنجر مجموعة «بلدربيرغ» و«مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي» وأجيب في هذه الحلقة عن الأبعاد العقائدية التي تدفع بالعالم نحو حرب كونية، للكاتب الفرنسي جان كلود موريس كتاب حري بالقراءة بعنوان «لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه» ويتناول في كتابه هذا أخطر أسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي «جورج بوش الابن» والرئيس الفرنسي السابق «جاك شيراك» يقول في مستهل كتابه هذا: «إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جدًا، وإن اعتقادك ليس في محله» فما هي الحقيقة إذن ما هي الحقيقة التي تقف وراء كل طلقة تخرج من أي فوهة بندقية في العالم إلى أين تسوق الصهيونية المجنونة العالم وهي تتبنى عقيدة خطيئة الخراب التي سأبينها، يقول الكاتب جان كلود موريس نقلاً عن الرئيس الفرنسي جاك شيراك وهو يحكي عن مكالمة هاتفية جرت بينه وبين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن «تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003، فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق، مبررًا ذلك بتدمير آخر أوكار «يأجوج ومأجوج»، مدعياً أنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط، قرب مدينة بابل القديمة، وأصرّ على الاشتراك معه في حملته الحربية، التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة، ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس، الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل». ويقول «شيراك»: هذه ليست مزحة، فقد كنت متحيرًا جدًا، بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة، التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم، ولم أصدق في حينها أن هذا الرجل بهذا المستوى من السطحية والتفاهة، ويحمل هذه العقلية المتخلفة، ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة، التي سيحرق بها الشرق الأوسط، ويدمر مهد الحضارات الإنسانية»!! تدمير العالم وحرقه وإبادة المليارات من البشر عقيدة سياسية يتبناها أقوام، أزرار القنابل النووية والأسلحة الفتّاكة تنتظر ضغطة من أصابعهم فانظر إنجيل متى6:24-7« وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا لاَ تَرْتَاعُوا. لِأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا. وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. لِأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَةٍ وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ» إنظر إلى قوله «لأنه لا بد أن تكون هذه كلها» هذه عقيدة يعتنقها من يديرون مجموعة «بلدربيرغ» و«مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي» وهي حرب لا رحمة فيها ولا شفقة «فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ » يشوع40:10 ويمضي كتابهم المقدس في الدعوة إلى إفناء جميع الشعوب التي تعاد الصهيونية « وَلكِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْرُدُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبَ مِنْ أَمَامِكَ قَلِيلاً قَلِيلاً. لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفْنِيَهُمْ سَرِيعاً لِئَلا تَكْثُرَ عَليْكَ وُحُوشُ البَرِّيَّةِ. وَيَدْفَعُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَيُوقِعُ بِهِمِ اضْطِرَاباً عَظِيماً حَتَّى يَفْنُوا. وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ» تثنية 22:724 وهي حروب الإبادة الجماعية«هَكَذَا يَبِيدُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ. وَأَحِبَّاؤُهُ كَخُرُوجِ الشَّمْسِ فِي جَبَرُوتِهَا وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً» قضاة 31:5 السودان جزء من هذه الحرب المقدسة « يَطْرُدُ الرَّبُّ جَمِيعَ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ مِنْ أَمَامِكُمْ فَتَرِثُونَ شُعُوباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ. كُلُّ مَكَانٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ يَكُونُ لكُمْ. مِنَ البَرِّيَّةِ وَلُبْنَانَ. مِنَ نَهْرِ الفُرَاتِ إِلى البَحْرِ الغَرْبِيِّ يَكُونُ تُخُمُكُمْ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكُمْ. الرَّبُّ إِلهُكُمْ يَجْعَلُ خَشْيَتَكُمْ وَرُعْبَكُمْ عَلى كُلِّ الأَرْضِ التِي تَدُوسُونَهَا كَمَا كَلمَكُمْ» تثنية 22:1125 أما لماذا هذه الحرب فهي كما قلت لإعادة ترتيب أوراق العالم واستعجال نزول ابن الرب ومجيئه كما يزعمون يقول الرسول بطرس في« رسالته الثانية 3: 1012« « ... فتزول السماوات في ذلك اليوم بدوي قاصف تنحل العناصر مضطرمة تحترق الأرض بما فيها من الأشياء المصنوعة... وتستعجلون مجيء يوم الله، » انظر إلى هذا التصوير دوي قاصف احتراق المصنوعات في الأرض !! وهذه الفكرة العقائدية التي تحرك المشهد السياسي الكوني تغلغلت في قلب أكثر من 1200 كنيسة انجليكانية حتى أصبح من المألوف جدا سماع الحديث عن الحرب الكونية المدمرة يتردد في تصريحات الرؤساء والقادة في القارتين الأوربية والأمريكية، فقد قال الرئيس الأمريكي الأسبق (رونالد ريغان) عام 1980( إننا قد نكون من الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون) وقال (جيمي سواجرت) : (( كنت أتمنى أن استطيع القول, إننا سنحصل على السلام. ولكني أؤمن بأن الهرمجدون قادمة, وسيخاض غمارها في وادي مجدون, أو في بابل. أنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون. إن ذلك لن يحقق شيئاً. فهناك أيام سوداء تلوح في الأفق. « !! وقال زعيم الأصوليين المسحيين (جيري فلويل) : (( إن الهرمجدون حقيقة. إنها حقيقة مركبة، ولكن نشكر الرب أنها ستكون المنازلة النهائية )) وقال القس المسيحي الأصولي (كين بوغ) : ((إن المليارات من البشر سوف يموتون في هرمجدون)) وقال (سكوفيلد) : ((إن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحبوا بهذه الواقعة. فبمجرد ما تبدأ معركة الهرمجدون. فإن المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب. وإنهم لن يصابوا بأي ضرر من هذه الحرب الساحقة الماحقة، التي تجري تحتهم)) انظر إلى هذا الوهم فقادة العالم ومفكروه الذين يديرون مؤسساته الدولية لم يكتفوا بالترحيب بفكرة الحرب الكونية بل العمل على التعجيل بوقوعها!! ، وقالت الكاتبة الأمريكية (جريس هالسال) : (( إننا نؤمن تماما أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى الهرمجدون ) وذكرت (غريس) في كتابها (النبوءة والسياسة) الذي نشرته لها مؤسسة (سن لنسن) عام 1985 : (( أن 61 مليون أمريكي. يستمعون بانتظام إلى مذيعين يبشرون على شاشات التلفزيون بقرب وقوع معركة الهرمجدون، وبأنها ستكون معركة نووية فاصلة)) معركة نووية وكيسنجر يحذر من نذر حرب نووية ويقول إنه ظل ينتظرها !! ويقدم الكاهن (جاك فان ايمب) برنامجاً أسبوعياً تبثه 90 قناة تلفزيونية و 43 محطة إذاعية. بينما يصل برنامج (جيمس دوبسن) التلفزيوني إلى أكثر من 28 مليون مشاهد. أما شبكة (CBN) التي يديرها الكاهن المتعصب (بات روبرتسون), فهي الأوسع نفوذًا وتأثيرًا في أمريكا وجندت المنظمات التابعة لهؤلاء التدبيريين (80) ألف قسيس و (20) ألف مدرسة لاهوتية و (200) كلية لاهوت ومئات المحطات التلفزيونية. لنشر عقيدة (الهرمجدون) وإقناع الناس وتلاميذ المدارس الابتدائية بحتمية وقوع المنازلة الكبرى في الشرق الأوسط, فالأمم تدفعها نحو الهاوية عقيدة تمتلك جيوشاً جرارة وترسانة حربية نووية وإمكانات هائلة يا قوم صحوا النوم!! .