من أزاهير النغم الحالي وأشعار الغناء العالية الصدى كان عبد الرحمن الريح هو ملك من ملوك النظم والألحان. في العام 1918م وُلد الشاعر عبد الرحمن الريح بحي العرب بأم درمان فكان سليلاً لأسرة تهتم بالعلوم والتجارة وتحديداً تجارة المواشي. عرف عبد الرحمن الريح القراءة والكتابة في سن مبكرة فكانت المدرسة الأولية التي تخرج فيها زائراً تلقيه علوم القرآن بخلوة قريبة المسافة من دار أهله.. توقفت مسيرته في التعلم عند هذه المرحلة ولكنه ظل قارئاً نهماً لكتب التراث بمكتبة والده، فكان ذا علاقة جيدة بها وهي المتوفرة بمكتبة والده. درس الفقه على المذهب المالكي على يد أحد أصدقائه من أبناء الحي. فصار ذا بلاغة ومحبة للغة العربية. في العام 1938م نظم الشعر فتغنى له الفنان كرومة بأغنية «الهوى العذري» «كنا لا نعرف الهوى إذا جلسنا الصباح سواء» تمددت تجربته فشملت المحدثين من فناني النصف الأول من الأربعينيات فكتب لحسن عطية «هات لينا صباح» و«حرمان» وغيرها. كتب كذلك للتاج مصطفى «موكب الذكريات» و«إنصاف». شكلت أغنيات كتبها ولحنها علامة فارقة في مسيرة الغناء السوداني فكانت أغنية «ليلة التلاقي» «كان بدري عليك» التي غناها اليافع عمر أحمد أغنية وقف الناس عندها كثيراً لكلماتها ولحنها. كذلك شكّلت أغنية «أسحار الجمال» التي تغنى بها الفنان إبراهيم إدريس «ود المقرن» التحول نحو إيجاد مواطئ قدم أغنية مثلها لحناً وكلمات معبرة. تعاون مع عدد من فناني الخمسينيات والستينيات فكان الفنان إبراهيم عوض الذي يُعتبر من اكتشافاته الكثيرة، كتب له سبع عشرة أغنية منها: «بسمة الأيام هيجتني الذكرى» وهما الأغنيتان اللتان كانت باكورة إنتاجه الشعري واللحني لإبراهيم عوض. تمكن الفنان محمد وردي كذلك من أن يقطف أغنية من أزهار شعره الغنائي فكانت أغنية «أسعد أيامي» والتي تغنى بها وردي في 1965م. يعتبر الشاعر عبد الرحمن الريح من الشعراء الذين نظموا الشعر في عهدي الحقيبة والفن الحديث. صاحب الشاعر عبد الرحمن الريح الفنان عمر أحمد بالعزف على العود وفي هذا فقد كان عازفاً بارعاً في العزف عليه. بلغت جملة ما كتبه من أغنيات 86 أغنية وكمًا هائل من مثيلاتها لم تجد حظها من التغني بأصوات الفنانين. كتب كذلك شعراً فكاهياً ومنه سارت بذكره الصحف في السبعينيات حين هزيمة المنتخب الوطني من المغرب في تصفيات كأس العالم: وروني وين راح الجداد الأكلوا منتخب البلاد لا من عزمو زاد لا من تمارينو استفاد ظل يكتب الشعر منذ العام 1938 وعمره تسعة عشر عاماً حتى رحيله في أبريل 1992م. كاتباً اسماً أسطورياً في عالم الشعر الغنائي في السودان.