يستحق الفنان محمد احمد عوض أن يطلق عليه لقب فنان اللونية الخاصة التي مزجت ما بين التراث الشعبي والأغاني ذات النسق الحديث فأضحى فناناً ذا هيمنة خاصة. ففي هذا فهو أول من أطلق عليه لفظ أو اصطلاح الفنان الشعبي أو مؤسس الفن الغنائي الشعبي. ولد الفنان محمد أحمد عوض في نحو العام 1930م بأم درمان بسوق الشجرة فتنقل ما بين خلوة الفكي حسن إلى خلوة الفكي الصاوي بأبي روف التي نال فيها قسطاً من التعلم القرائي والكتابي وكذلك حفظ نصيباً من القرآن الكريم. وكعادة السودانيين في ذلك الزمان فقد ألحق الفتى بمهنة أهله فكانت الجزارة مهنة المشقة كما يطلق عليها فظل كثير الانشغال بها حتى أضحى مصدر ثقة أهله من كبار السن لدأبه وحرصه على تعلم أسرارها وهو في تلك السن الصغيرة. حين بلوغه سن العشرين تمكنت منه ملكة حفظ الأغاني على النمط الذي كان سائداً آنذاك وهو النمط الذي لم يأفل نجمه حتى الآن (فن الحقيبة) فكان كثير الترديد للأغنيات التي يسمعها في حفلات الأعراس وغيرها. غير خافٍ على الجميع بروز المدرسة الوترية الأولى بفنها آنذاك فكان محمد احمد عوض كذلك مهتماً بها جنباً إلى جنب مع غنائيات الحقيبة. شكل العام 1954م بداية انطلاقة الفنان محمد أحمد عوض بغنائه أغاني الحماسة والتراث الشعبي فاشتهر في محيط أبي روف وأم درمان فكان أن ظل أحد فناني المناسبات السعيدة فيما يعرف (بالصبحية) أو عصريات الغناء ببيوت الأعراس. ما أن حلَ العام 1957م حتى وصل الفنان محمد أحمد عوض لمرحلة إجازة صوته كفنان في بداية طريقه. شكلت مناسبة زواج صديقة وزميله الجزار كمال محمد أحمد عمر بحي الموردة في العام 1959م وكذلك زواج الموظف عبد الله أبو جديري انطلاقة صاروخية له في عالم الغناء فصار أحد ذائعي الصيت من فناني الغناء الشعبي فكان أن تأثر بفنان الحقيبة عبد الرحيم الأمين. شكل العام 1960 وتحديداً في نوفمبر منه ظهور الفنان الشعبي محمد أحمد عوض بصورة رسمية في جميع أنحاء السودان عبر احتفالات الدولة بعيد حكومة الجنرالات (حكومة عبود) من خلال المسرح القومي. يعتبر الشاعر سيف الدين الدسوقي أكثر الشعراء الذين مدوا له يد التعاون. فكانت أغنيات مثل (رغم بعدي برسل سلامي) وغيرها. تعتبر أغنية (فاكرك معاي) التي صاغها شعراً الشاعر حسن الزبير واحدة من ضمن أشهر ما تغنى به على الإطلاق فكانت واسطة عقد أغنياته. كذلك كانت (ملكة الطرحة) وهي من كلمات الشاعر حسن الماحي وهي من أغنيات العام 1965م. بيد أن أغنية (درب العاشق) تعتبر واحدة من ضمن أولى ما تغنى به عبر الأثير الإذاعي بعد ظهوره على المسرح وهي من كلمات الشاعر التربوي عبد القادر الشيخ إدريس (أبو هالة) تعددت ألحانه من أشعار الشعراء الذين تعانوا معه وهم عبد الرحمن الريح (يا مراكبي عدينا) (نشيد جندينا العظيم) من ألحان علي مكي وكلمات فخري عبد الله (السيل) كلمات سيف الدين الدسوقي وألحان السني الضوي أمين إدريس (المعلمة) وهي من ألحانه وأشعاره (نشيد الاستقلال( من كلمات محمد علي أبو قطاطي وألحان أحمد زاهر (حسدوني في حبك) كلمات محمد خير عوض وألحان أحمد زاهر وهي الأغنية التي عرفت باسم (سالم الناس) (همسة عتاب) كلمات الموسيقار أحمد المبارك وألحان محمد خير عوض (القسمة) كلمات باشري علي باشري وألحانه. يتبقى من فنه الكثير من الحديث حوله وخلاصة ذلك خلوده للونيته الجادة في نشر الرصين من الغناء.