نفرة كبرى وليلة جهادية لمشروع جمع البيض للأسر الفقيرة في إحدى محليات ولاية القضارف، مازال الناس هناك يتندرون بقصص ونوادر المعتمد الذي أصبح محل تندر وطرائف لظرفاء المدينة، ومحل سخرية للساخرين ...المعتمد الله يطراه بالخير كان قد جاء الخرطوم وسمع نظرية لأحد المنظرين في المركز، حول برنامج الدعم الاجتماعي المتطوِّر ومشاريع الأسر المنتجة، القائمة على تمليك الأسر الفقيرة حمام ودجاج وماعز، المهم النظرية أعجبته وعزم على تطبيقها في محليته، وتحمس حماساً شديداً لهذه الحكاية.. طلب المحافظ من كل المؤسسات والمنظمات والشركات والخيِّرين أن يدعموا المشروع الذي أُطلق عليه آنذاك مشروع «مائدة الفقراء» والهدف أن تنتج الأسر طعامها، وعملوا في المحلية ليلة جهادية كبرى للاستنفار واستقطاب الدعم للمشروع... المحافظ قال للمتبرعين أنا ما بمسك منكم أي قروش بس الداير إتْبرعْ لينا للمشروع دا اتبرع بي حمام ودجاج وغنم وضان... الإستجابة ما شاء الله كانت كبيرة جداً وبشكل لم يكن يتصوره أحد، والناس زاتا ما شاء الله زمان كانوا سريعين في الحاجات دي بس ما إسمعو ليهم بي نفرة طوالي يقعدوا اتراقصوا زي السكارى - وماهم بسكارى قطعاً - المهم أول ما الواطة صبْحت، عينك ما تشوف إلا الحمام والجداد والغنم ماليات المحلية كلها وحتى مكتب المحافظ، يعني مكاتب الرئاسة كلها «حمام»، وجداد وبيض وأخونا المعتمد جزاه الله خير بقى شغال ليك توزيع في الحمام والجداد بي نفسو للأسر المستهدفة بالمشروع... لمن الساعة بقت واحدة ظهراً المحافظ دا بقى عبارة عن قفص حمام، لأنو الله إكرمكم الحمام والجداد إلا ما تمسكو كدي طوالي بقضي حاجتو على إيديك لا بعرف دا محافظ ولا رئيس محلية، المهم قال ليك المحافظ دا لمن النهار سخَّنْ ريحتو بقت حمام بس وجداد، وبيض وخليهو كمان ريش الجداد والحمام في راس الراجل تقول لابس ليهو طاقية بتاعة ريش، وخليها دقنو تقول هبّابة بتاعة ريش نعام ،وهو منهمك في التوزيع وهمو كلو نجاح المشروع، باعتبار أن هذا المشروع جزء من المشروع «الكبير».. ربنا إن شاء الله يجعلو ليهو في ميزان حسناتو..