دار لغط كثير حول هذه العقوبة وفرص نجاح استئنافها، وكيف تمت الإحالة للجنة الانضباط دون شكوى، وكيف يعاقب السودان دون اخطاره بأن اللاعب موقوف، وللاجابة على هذه الأسئلة نقول ما يلي: 1. تنص المادة 35/2 من لائحة الانضباط للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا على أن الإخطارات التي ترسل للاتحادات الوطنية والأندية حول إنذارات اللاعبين وايقافهم، هي للتأكيد فقط وليست ذريعة لعدم تنفيذ عقوبة الإيقاف في المباراة الرسمية التالية مباشرة، أو وفقاً لما نصت عليه المادة «38» من اللائحة. وعليه فإن عدم إخطار الاتحاد الافريقي الاتحاد السوداني بعقوبة اللاعب الموقوف لا يعفي الاتحاد السوداني من مسؤولية اشراكه قبل استيفاء عقوبة الايقاف علي النحو المنصوص عليه في المادة «38» من لائحة الفيفا والمادة «114» من لائحة الكاف. وتجب ملاحظة أن النصين الأخيرين »38 فيفا و 114 كاف« يقضيان بأن القاعدة العامة هي أن تنفذ عقوبة الإيقاف في نفس المنافسة، وإن تكونت من أكثر من دور »دور 16، دور 8، دور 4، الخ..«. ويستثنى من ذلك حالتان: أ. الأولى حينما يكون اللاعب قد طرد في منافسة أقصى منها الفريق القومي، بحيث لم تعد للفريق مباريات في المنافسة لتنفيذ فيها عقوبة الايقاف. ب. والثانية حالة ما يكون الطرد قد تم في آخر مباراة للفريق في المنافسة. في هاتين الحالتين يوقف اللاعب في أول مباراة رسمية للفريق القومي تلي مباشرة المباراة التي طرد منها اللاعب. وهو ما حدث في حالة اللاعب سيف مساوي، حيث طرد في منافسة انتهت وهي التصفيات النهائية لبطولة الأمم الافريقية التي جرت في فبراير عام 2012م، وبالتالي كان ينبغي عدم اشراكه في أول مباراة تالية للفريق وهي مباراة زامبيا. 2. أما الحديث عن محاكمة الاتحاد السوداني أمام لجنة الانضباط دون شكوى من زامبيا إلا بعد زمن طويل فعائد لما يلي: أ. أولاً أن القيد الزمني لسقوط المحاكمة بالتقادم بالنسبة للمخالفات التي تحدث في الملاعب هو سنتان من تاريخ المباراة التي حدثت فيها المخالفة »المادة 119 كاف تقابلها المادة 42 فيفا« وبما أن المحاكمة تمت قبل انقضاء القيد الزمني فلا مجال للاحتجاج بأن تقديم الشكوى تأخر كثيراً. ب. ثانياً: إنه ابتداءً لا يشترط تقديم شكوى من أية جهة لملاحقة المخالفات للائحة الانضباط، حيث يحق للجنة الانضباط أن تلاحق المخالفات من تلقاء نفسها دون حاجة لشكوى من أية جهة، وهو ما نصت عليه المادة «108/1» من لائحة الانضباط للاتحاد الدولي كرة القدم تقابلها المادة «43» من لائحة الكاف، علماً بأن المادة «35/3» من لائحة الانضاط للاتحاد الدولي لكرة القدم تلزم الاتحادات القارية بإخطار الفيفا بالعقوبات والمخالفات التي تحدث أثناء المنافسات التي تشرف عليها والتي من المحتمل انتقال أثرها إلى منافسات الاتحاد الدولي لكرة القدم وفقاً لنص المادة «38/2» من لائحة الانضباط، وهو بالضبط ما حدث في الحالة التي أمامنا. 3. وعليه فإن العقوبة التي وقعت على السودان بموجب أحكام المادة «38» من لائحة الانضباط للاتحاد الدولي لكرة القدم »عدم توقف اللاعب في المباراة التالية للمباراة التي طرد فيها« واستوجبت تطبيق أحكام المادة «55/1» »عدم أهلية لاعب للمشاركة في مباراة« والتي تقضي بحرمان الفريق من نقاط المباراة وتغريم الاتحاد، هي عقوبة صحيحة «100%». 4. الاستئناف حق مكفول لكل من يرى أنه قد تضرر من قرار عقابي أو تأديبي، ولكني أرى وللأسف الشديد أن استئناف الاتحاد السوداني لكرة القدم لا أمل فيه، وكان الأوفق الاعتراف بالخطأ وتوفير الأموال التي ستدفع لموالاة السير في مثل هذا الاستئناف، لغرض أكثر مردوداً وعائداً من استئناف لا طائل من ورائه.