رابطة أبناء الجزيرة «كان غيركم اشطر» ! منذ أكثر من عشر سنوات كان لنا عمود ثابت في واحة المغتربين والتي كان يحررها الأخ الصحفي صاحب كلام بفلوس الأستاذ / تاج السر محمد حامد بصحيفة الرأي العام حين كانت توزع بالمملكة.. وهذا العمود بعنوان «المغترب السوداني بين حجري الرحى» نتناول فيه مشكلات المغتربين السودانيين ونحاول وضع مقترحات لحلولها.. وكانت أهم المشكلات التي تعرض في هذا العمود هي «تعليم أبناء المغتربين ».. هذا بخلاف مشكلات الجبايات والضرائب والمساهمات.. فكلما تجد عنوانًا مناسبًا للخصم يخصمون تحت بنده إلى أن وصلوا لمساهمة ترعتي «الرهد وكنانة» وضريبة الدفاع والفضائية السودانية ورسوم خدمات المغتربين بالخرطوم وهلم جرا.. كل هذا الكم من المشكلات وعلى رأسها تعليم أبناء المغتربين حدا برابطة المحامين السودانيين بالرياض إلى رفع قضية ضد مكتب القبول ووزارة التعليم العالي. هذه الدعوة للأسف الشديد ماتت في مهدها بعد أن تدخلت جهات معينة لمنع استمراريتها حينها علم المحامون أنه لا فائدة من القضية.. ماذا يعني أن طالبًا مغتربًا يحرز أكثر من «95%» في الشهادة العربية ولا يجد مكانًا في الكلية التي يرغب في الالتحاق بها.. وأنا شخصيًا دفعت أكثر من «50» ألف دولار لتعليم أبنائي وبناتي الثلاث الذين تحصلوا على أكثر من «94%».. أما البنت الأخيرة الآن ادفع لها بكلية طب أسنان «14» مليون جنيه بعد الخصم. وصلت بنا الدرجة فيما وصلت «حد» التشابك بالأيدي حين حضر مدير مكتب القبول لجدة وجلس معنا في القنصلية.. وما كان منه كيدًا فينا إلا أن عمل نظام «الكوتات» الذي هو أسوأ مما كان.. وبذلك فشلت كل السياسات المنفذة من قبلهم وأيضًا فشلت كل المقترحات والتوصيات التي تقدمنا بها. وهاهم أبناء رابطة الجزيرة يقيمون ورشة بهذا الخصوص ومناقشته وهم بذلك يحرثون في البحر «وكان غيركم أشطر» فالمغتربون اتجهوا لجامعات ماليزيا وأكرانيا والهند والفلبين لأنها حسابيًا أرخص من الدراسة في السودان. وفى اعتقادى أن هذه الورشة كانت فقط من أجل الواجهات واستعراض العضلات وبعض المجاملات التي تطيِّب الخواطر وتهدئ روع النفوس.. وإلا فماذا يكتب في اللوحة الرئيسة «برعاية القنصل العام».. ماذا يفعل لكم القنصل فهو موظف دولة يتبع سياسات الدولة ويمثل رئيس الجمهورية وله مهام أخرى كثيرة غير مناطحات المغتربين واختلافاتهم فكل يعمل لرابطته وآخر لجاليته والآخر يعمل لحزبه. إذًا لا فائدة من إقامة هذه الندوات ولا يحفظون منها إلا ضياع الوقت والمال وأسرهم أولى بها خاصة ونحن في عهد «التيه» والمفردات الغريبة التي بدأت من التوالي والمشورة الشعبية والجمهورية الثانية والكوتات وامتحان القدرات وأخيرًا الحريات الأربع.. ولسان حالنا يقول «متين ترسى وترسينا يا سودانا» وشكرًا.