الثالث عشر من نوفمبر المقبل موعد قطعه جهاز المغتربين لتدشين أحد أهم كرنفالاته الخاصة بزكاة المغتربين والخطوة أو الفكرة تعني بالأساس إعلاء قيمة الجباية وتوسيع رقعتها ومظلتها حتى لا تنسى أحدًا من المغتربين أيًا كان مهجره وأيًا كانت حرفته أو مهنيته أو حتى اقتصادياته ويبدو أن جهاز المغتربين حشد كل أسلحته وأدواته وأفكاره ووفر من المدخلات كل ما يعينه على تحقيق أكبر كسب أو عوائد مالية أو عينية. بالطبع هناك شركاء من وزارة المالية والجمارك وبنك السودان في هذا المؤتمر ستكون كل هذه المواعين حريصة على أن تأخذ نصيبها من هذا المحفل غير أن الذي يثير القلق والتوجس بين قطاعات المغتربين ليس في الكيفية التي عبرها تجبى الزكاة ولكن في الطريقة أو المسارات التي قد تأخذ سكة غير سكة المصارف التي حددها الشرع خاصة أن كثيرًا من المغتربين يعتقدون أن جهازهم يُعلي من شأن مصرف العاملين عليها ويعطيه نصيب الأسد في عائدات الزكاة فيما تتراجع أنصبة مجموعات كبيرة من المغتربين تدخل في منظومة المصارف المشروعة. كنت أتوقع أن يطالب الجهاز كل الجاليات في كل المهاجر بقوائم حقيقية من المغتربين الذي يستحقون أن تُصرف عليهم الزكاة وما أكثرهم شقاء وبؤسًا ومعاناة وحرمانًا فكم من المغتربين الهائمين على وجوههم!! وكم من المغتربين الفقراء والمساكين ينتظرون الزكاة ولكن لا زكاة!! وكم من الذين تقطعت بهم السبل في غياهب الغربة!! ولو كان لجهاز المغتربين حياء أو قدر من الإنسانية والمسؤولية ألاّ يبدأ مؤتمره هذا قبل أن يضع بين يديه كل قوائم الذين يستحقون الزكاة وخارطة وجودهم وأن يكون ملمًا بحقيقة أوضاع هؤلاء حتى لا تضل العائدات إلى مصارف أخرى غير تلك التي حددها الشرع. وعلى الجاليات المسؤولية الأعظم في عن إعانة المحتاجين وانتزاع حقوقهم من الزكاة ولو أن الله قدر لهذه الجاليات ممارسة هذه الفضيلة تكون بذلك قد حققت أول مهمة لها تجاه المغتربين خارج حلبة صراعاتها، فلماذا لا تبحث هذه الجاليات منذ الآن وتنزل على مستوى قواعدها حتى تدرك تمامًا أن هناك نفرًا من الأسر السودانية المغتربة كان من الأوجب والأحق أن يعنيهم مؤتمر الزكاة بالدرجة الأولى.