كثُر الحديث واللغط حول عزوف الشباب عن الزواج.. وتعدَّدت التأويلات والتحليلات وكان المتهم في كل هذه الحالات هو الشاب المسكين الذي كان مكان إعجاب منذ أيام سيدنا «يوسف» وحتى ليالى «حمادة».. أما الطرف الآخر فى القضية فهو الذي ظل يحتضن الكرة في ملعبه منذ زمن بعيد وأخذ يحدِّد المواصفات والملامح التى يريدها.. وقد تغنت البنات له كثيرًا وسمعنا «الشايب ده الله بينى وبينو» واريد «أبوقجيجة» وبالفعل كان «أب صلعه» يشكل بؤرًا شديدًا الى أن دخل «المغترب» المنافسة دون أن يكون من المنافسين «القدامى» وتدريجيًا انحسرت أرصدة «الموظف والمدرس» حتى تلاشيا على رصيف الحياة الاجتماعية وظلوا فى الصمت حتى طفح الكيل.. تحولت الكرة الى ملعبهم بفعل ضربة جزاء احتسبها الحكم لهم بعد أن أصبحت البنات يكعبلن من الخلف ولذلك يبدو أن تيم الشباب عنيد ومدرب تدريبًا خاصًا والزمن فى صالحه.. هذا الزمن الذى لم يجد فيه من يشجعه.. نعم الشباب عايز إيه!!!؟ أقولها بكل صراحة ودون تحفظ يريد «البنت» التى تخشى الله في كل حركاتها وفى «زيها» وفي «أخلاقها» وفي «معاملتها».. فالشباب لا يريدون الأزياء « المحزقة» والموضات فكل هذه الأشياء قشور زائفة للجوهر الذي نبحث عنه لا يريدون المغنيات و لا يريدون اللائى يتبرجن بأزياء «قصيرة» تكشف ما حرمه الله وتوحي بصغر عقلهن.. إذ كيف تتجرأ الفتاة أن تلبس فستانًا ضيقًا وقصيرًا يكشف ذراعيها وساقيها وصدرها؟ كيف تلبس الفتاة تلك وتقنعني بأن لها عقلاً يعرف قدسية جسدها وعقلاً يريها مكانتها ويخبرها بأنها أغلى من ذلك وارفع.. وأن جسدها أطهر واقدس من أن يصبح عاريًا رخيصًا مفضوحًا لكل الناظرين.. كيف تكون ذات عقل يميز وفى نفس الوقت تهدر كل هذه الكرامات ؟ وأؤكد أننا إذا أتينا بشاب والبسناه «عراقي» قصير وليس له «أكمام» وطلبنا منه أن يتجول فى السوق والمكاتب لاستنكر ذلك حتى ولو عرضت عليه كنوز الدنيا.. لكن للمفارقات نجد بعض الفتيات يدمن ارتداء الملابس القصيرة ويحسبنها من مستحدثات الموضه.. فالشباب لايرون أمثال هؤلاء ولايقتنعون بهن على الإطلاق.. إذ ليس من تؤمن على جسدها ونفسها أن تؤمن على حياة زوجية لا نهاية لها إلا الموت.. والله المستعان