أكثر من ثلاثة ملايين فدان أراضي خصبة زرعت هذا العام في ولاية النيل الأزرق ويتوقع الكثير من أهل الزراعة أن يحقق هذا الموسم نجاحاً كبيراً ووفرة في العديد من الحبوب والمحاصيل التي زرعت، وإن كان هناك تخوف قليل من عمالة حصاد السمسم مع شح الحاصدات الآلية إلا أن اتحاد المزارعين في الولاية ووزارة الزراعة ينتابهم اطمئنان كبير بتوفير العمال للحصاد، والمقلق في هذا الموسم كما يراه عدد من المزارعين ومن بينهم الشركة العربية السودانية للزراعة بالنيل الأزرق والتي لها الكثير من المساحات المزروعة بالمحاصيل المختلفة في منطقة أقدي هو الطريق إلى تلك المشاريع الزراعية في أقدي والتي تعتبر من أقرب المناطق لمحلية الدمازين وهي تقع غربها ولكنها تتبع لمحلية التضامن التي تعتبر المحلية الاقتصادية بالنسبة للولاية باعتبار أن أكبر المشاريع الزراعية توجد في التضامن، ولكنها تعاني هذه المحلية من سوء الطريق الذي ينقطع في موسم الخريف مما يفصل مواطنيها عن عاصمة الولاية وغيرها من المناطق، والمدهش في هذا الطريق أن طوله أقل من ثلاثين كيلو متراً حتى موقع الشركة العربية فقط ولكن إذ أردت الوصول إلى أقدي هذه فعليك إن تستقل عربة قوية وفارهة وسريعة حتى تصل في ساعة ونصف ربما تزيد قليلاً، أما غير ذلك فعليك إن تسير لزمن طويل حتى تصل إلى مقر الشركة العربية فقط، إما ما بعد الشركة فهذه قصة أخرى. إن الطريق إلى أقدي يجب أن يكون أولوية بالنسبة لحكومة الولاية التي قال واليها إنه يسعى إلى تنمية الريف ويجب كذلك أن يكون أولوية للنهضة الزراعية التي تسعى إلى تحقيق إنتاجية عالية وفوائد اقتصادية من المشاريع الزراعية، ولكن كيف يتحقق هذا والمستخدم لهذا الطريق يعاني بشدة للوصول إلى أول المشاريع الزراعية ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون الحال بعد الحصاد وكيف ستنقل كل المحاصيل المزروعة في تلك المشاريع إلى الأسواق. وأشهد الله أن طريق أقدي يعتبر من أسوأ الطرق التي سرتُ عليها وكاتب هذه الزاوية زار الكثير من المناطق النائة في مختلف أنحاء السودان ورأيت طراً عديدة سيئة ولكنها ليست بمستوى طريق الدمازين أقدي الذي يعتبر الأسوأ على الإطلاق على الرغم من أهميته الاقتصادية والأمنية، فهل نشهد عملاً في هذا الطريق إن كان من قبل حكومة النيل الأزرق أو النهضة الزراعية في الأيام المقبلة؟ هذا ما نرجوه وينتظره أهل أقدي على وجه الخصوص.